كان فنانو الزمن الجميل، أكثر حبا ودعما لوطنهم، وهو ما اتضح من خلال مشوارهم فى حب مصر، اما فنانو هذا الزمان فيهوون "الشو الاعلامي"، فاذا تذكرنا على سبيل المثال وحش الشاشة فريد شوقى، سنجد انه قدم "بورسعيد" بعد العدوان الثلاثي على مصر، باذن من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والقائمة طويلة، امثال كوكب الشرق وسيدة الشاشة العربية ولبلبة والعندليب وتحية كاريوكا وسامية جمال وليلى مراد وانور وجدى. واذا تذكرنا مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتبرعه بنصف راتبه الشهري مدى الحياة، بالإضافة إلى نصف ثروته بما فيها أملاكه التي ورثها عن والده، وجدنا كما كبيرا من الفنانين يخرجون علينا بتصريحات عن تبرعاتهم، ولكن لم نعلم حقيقتها، والكثير اكد ان اغلب هذه التصريحات "شو اعلامي". اما فنانو الزمن الجميل فقد لعبوا دورا وطنيا خلال فترة السيتينيات، من خلال تبرعهم بأموالهم ومجوهراتهم لدعم البلاد، ولم تقتصر على ذلك بل جابوا الشوارع في حملات جمع التبرعات كفاتن حمامة وفريد شوقي وتحية كاريوكا وسامية جمال، من اجل التبرع لدعم الجيش المصري وتسليحه. كوكب الشرق "أم كلثوم" : كانت كوكب الشرق أم كلثوم من أوائل الفنانين المصريين الذين تبرعوا لخدمة وطنهم، حينما قررت أن تخصص كل دخل حفلاتها الغنائية لصالح الجيش المصري بعد نكسته أمام جيش الاحتلال الإسرائيلي عام 67 ، وعلى أثر ذلك أقامت أم كلثوم سلسلة حفلات مختلفة زارت من خلالها العديد من المحافظات المصرية والمدن العالمية، ودعت المواطنين من خلالها للتبرع لتسليح الجيش المصري، ولكن حالتها الصحية لم تسعفها لاستكمال مشوارها واقتصرت حفلاتها الداخلية على دمنهور والإسكندرية وطنطا والمنصورة. في حين أحيت كوكب الشرق في جولاتها الغنائية الخارجية حفلاً غنائيًا كبيرًا على مسرح "أولمبيك" بالعاصمة الفرنسية باريس، جمعت من خلاله 212 ألف جنيه إسترليني، بالإضافة إلى إيرادات حفلها بسينما الأندلس بالكويت والتي قدرت حينها بمائة ألف دينار كويتي، وذهبت هذه الأموال بكاملها لصالح الجيش المصري، فضلاً عن التبرع بمجوهراتها الشخصية. العندليب عبد الحليم حافظ : العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ واحد من بين النجوم الذين ساندوا مصر، وخاصة بعد نكسة يونيو 1967، حيث تبرع بأجر جميع حفلاته لصالح الجيش المصرى، كما أقام العديد من الحفلات الغنائية من أجل أن يتم تحويل جميع إيراداتها لتسليح الجيش، وذلك بالطبع إلى جانب أنه قدم العديد من الأغنيات التى كان لها دور كبير فى تحفيز الجيش المصرى على مواجهة العدو. القيثارة ليلى مراد والعبقري انور وجدى : كانت الفنانة ليلى مراد، من أوائل الفنانين الذين تبرعوا بأموالهم لخدمة الوطن، وعلى الرغم من أن الشائعات كانت تطاردها في كل مكان حول تخابرها مع الجيش الإسرائيلي والتجسس على مصر بحكم ديانتها اليهودية، إلا أن ذلك لم يمنعها من التبرع لصالح الجيش المصري هي وزوجها الفنان أنور وجدي، وحتى قبل اعتناقها للإسلام، وبالأخص فترة حرب فلسطين، حينما تبرعت للجيش المصري وقتها بمبلغ مائة جنيه من مالها الخاص، ونفس المبلغ من مال زوجها الفنان الشهير الذي لم يتوان هو الآخر لحظة لخدمة وطنه، ولم تقتصر الفنانة الشهيرة على هذه الأموال فقط في تبرعاتها، حيث قامت عام 1953 بزيارة مكتب الرئيس الراحل محمد نجيب، وتبرعت له بمبلغ 1000 جنيه لصالح دعم الجيش المصري. ملك الترسو وسيدة الشاشة ونجمات السينما : عندما أعلن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، قراره بشراء السلاح من الاتحاد السوفيتي بعد رفض واشنطن إمداه بالأسلحة، شارك عدد من الفنانين في تدعيم الجيش المصري بعد النكسة، حيث قام ملك الترسو فريد شوقي وسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة والفنانة الاستعراضية سامية جمال ولبلبة، بالمرور على العديد من الشوارع الرئيسية بأحياء القاهرة لجمع التبرعات من أجل تسليح الجيش، وهو ما سمي بعد ذلك ب"أسبوع التسليح"، الذي أقيم بهدف دعم الجيش، من خلال صندوق كبير كانت تحمله سيارة نقل، وبصحبته أحد الفنانين المتطوعين، واستطاعوا أن يجمعوا بهذه الطريقة مبالغ كبيرة من الأحياء الراقية والنوادي التي كان يتواجد بها صفوة المجتمع بصفة رئيسة، فضلاً عن تبرعات الفنانين أنفسهم، ويعتبر هذا الموقف من أشهر مواقف تبرعات الفنانين ودعمهم للدولة. امرأة بألف راجل : وصف الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الفنانة تحية كاريوكا بانها "امرأة بالف راجل" نظرًا لدورها النضالي وتبرعها لخدمة الوطن، والتي عرفت بشجاعتها ونضالها السياسي ضد الإنجليز، خاصة ان "كاريوكا" شاركت في نقل الأسلحة بسيارتها الخاصة للفدائيين عام 1948. ونتيجة رفض الولاياتالمتحدة إمداد مصر بالسلاح، قرر الرئيس الراحل التوجه نحو الاتحاد السوفيتي آنذاك، وخرج الفنانون في مقدمتهم "كاريوكا" في حملات جمع تبرعات لتسليح الجيش، كما بادرت بالتبرع بجزء من مجوهراتها لهذا الغرض النبيل، وشكرها "ناصر" بهذه العبارة، فردت عليه قائلة "كل هذا من خير مصر يا ريس".
