إن علاقة مصر بالأشقاء في مجلس التعاون الخليجي لايمكن ان تؤثر فيها تصرفات دويلة قطر اللامسئولة والتي أضحت تدعم الإرهاب جهارا نهارا وكان مندوب مصر الدائم في الجامعة العربية على حق عندما قال إن تحفظ الدوحة على الضربة الجوية لمعاقل الإرهاب في ليبيا يكشف حقيقة الموقف القطري الداعم للإرهابيين!! ورغم ذلك لا يمكن تجاهل أن قدر مصر ان تكون واجهة الامة العربية التي تدافع عن أمنها القومي، وهذا ما يجعلنا نؤكد أن الحرب على الارهاب في الحقيقة ليس من اجل مصر وحدها لكن من اجل الاشقاء العرب جميعا بمن فيهم الشعب القطري نفسه لان الخطر لا يطول مصر وحدها بل موجه الى كل الدول العربية وفي مقدتها دول الخليج، ومن الطبيعي أن تعلن كل الدول العربية تضامنها الى جانب مصر التي تقف حجر عثرة في وجه مخطط التجزئة والتفتيت وما داعش سوى أداة لتنفيذ المرحلة الأولى من هذا المخطط الذي يأتي في إطار ما يعرف بحروب الجيل الرابع. من هنا لايمكن اعتبار أن «داعش» هي التي تقود الارهاب وحدها فالأخطر في واقع الأمر من وراء داعش من دول وأجهزة استخبارات تخطط وداعش تنفذ وقد أثبتت الدلائل أن تركياوقطر وإسرائيل وحماس لاعبون أساسيون في المقدمة لكن هناك من يحرك الخيوط لتنفيذ مخطط الفوضى الخلاقة أو بعبارة أكثر دقة الفوضى الهدامة في عالمنا العربي انها الولاياتالمتحدة وعليه لا جدال في ان الأمن القومي العربي أصبح في خطر وتكفي نظرة شاملة فاحصة لخريطة العالم العربي لنقدم الدليل على ما نقوله، ففي الشرق العربي هناك عدم استقرار بل حروب أهلية وتنظيمات إرهابية وفتن بين أهل السنة والشيعة في العراق وسوريا ولبنان. وفي الجنوب يظل النموذج اليمني شاهدا على صحة ماتقدم اما في منطقة الخليج تتحول قطر لأداة في أيدي صناع الإرهاب، ونقصد هنا قطر النظام وليس قطر الشعب الذي يعتبر بلا جدال جزءا لا يتجزأ من امتنا العربية وتبقى اسرائيل أداة أخرى تسعى الى هدم الاصطفاف العربي تتحرك في الخفاء تارة وفي العلن تارة أخرى من أجل تكريس الواقع العربي الذي لا يحسده عليه احد والأغرب أن فصيلا من أصحاب القضية الفلسطينية أخذ يغرد خارج السرب ويرد الجميل لمصر إرهابا وحقدا وهو فصيل حماس الذي اصبح واسرائيل في سلة واحدة . وفي المغرب العربي نجد ليبيا بعد سقوط الدولة تتحول الى بؤرة ارهاب على حدود مصر الغربية اما بقية دول المغرب وشمال افريقيا كل يغني على ليلاه بعبارة أخرى جزر منعزلة لارابط بينها سوى انها تتحدث العربية مخلوطة بالفرنسية وتكتمل صورة المشهد العربي المؤسف بالسودان الذي كان أسرع الدول العربية استجابة للتفتيت والتجزئة ليصبح سودانين وينتمي جنوبه لاصوله الافريقية اكثر من اصوله العربية وتجد فيه اسرائيل ارضا خصبة للتسلل ومدخلا الى العمق الافريقي بعد تراجع الدور المصري الافريقي في عهد نظام مبارك، الامر الذي ادى الى تهديد حصة مصر من مياه النيل من قبل اثيوبيا التي ضربت عرض الحائط بكل الاتفاقيات والمواثيق ومضت تبني سدها الذي يتحكم في مجرى النيل المتجه نحو الشمال اما السودان الشمالي يتأرجح بين هذا وذاك فهو اقرب ما يكون لتنظيم الاخوان الدولي ولا يعرف من عروبته غير الشعارات الجوفاء هذا هو الواقع العربي المؤلم ورغم ذلك إن مصر ستتحمل مسؤلياتها القومية وستحارب الإرهاب وسوف تتصدى لمخطط التفتيت وما يجب ان يكون هذا التصدي منفردا، حيث إن الخطر محدق بالجميع والحرب على الارهاب مسؤولية قومية!!