جاءت دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى لتشكيل قوة عربية لمكافحة الإرهاب،لتعبر عن المخاطر التى تواجه المنطقة العربية، فى ظل محاولات القوى الإقليمية والدولية لتفتيت الشرق الأوسط. واعتبر عدد من الدبلوماسيين أن دعوة الرئيس مبادرة جيدة على الرغم من صعوبة تنفيذها على أرض الواقع ،مؤكدين وجود قرار بالجامعة العربية ينص على تشكيل هذه القوة. قال السفير محمد منيسي مساعد وزير الخارجية السابق أن عرض مطلب تكوين قوة عربية لمواجهة الإرهاب صعب التنفيذ نظرا لضعف الجيوش العربية ،لافتا إلى أنه حال تنفيذ هذا المطلب فإن عمادها الأساسي سيكون الجيش المصري باعتباره من أقوى جيوش المنطقة. وأضاف المنيسي أن تكوين قوة عربية لمواجهة الإرهاب قرار متخذ من قبل ولكن دون تفعيل ،لافتا إلى أن إعاده المطالبة بها نظرا للمخاطر التى تحيط بالمنطقة. وأكد مساعد وزير الخارجية السابق على وجود محاولات لتقسيم المنطقة العربية إلى دويلات صغيرة مشيرا إلى أن قطر ترغب دائما أن تغرد خارج السرب ولذلك لن توافق على هذا المطلب". وقال السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق أن تكوين قوة عربية لمواجهة الإرهاب سيلقي ترددا من أطراف عديدة ،مشيرا إلى أن الأردن والسعودية والإمارات هى الأطراف التى ستدعم هذة المبادرة . وأردف وزير الخارجية الأسبق أن موقف قطر مستنتج لدعمها الجماعات الإرهابية مشيرا إلى أن تأسيس هذه القوة يحتاج للتفكير فى صفاتها حتى تكون سريعه التحرك. واتفق معه فى الرأى السفير يحيي نجم سفير مصر السابق بفنزويلا، مؤكدا أن القادة العرب لم يتحركوا لتشكيل قوة رادعة للإرهاب ألا عند وقوع كارثة ،لافتا الى ان المبادرة يلزمها موافقه دول كثيرة واشار نجم الى إن قيادة تلك القوى ستكون محل خلاف بين الدول العربية حال الاتفاق على تكوينها ،موضحا أن هناك دولا مرتبطة باتفاقيات مع دول أجنبية الأمر الذى يحول دون اشتراكها فى تكوين هذه القوة ،مشيرا إلى أن القوى العربية تتجه لإنشاء تجمعات وقوى صغيرة تقتصر على مصالحها الضيقة ،قائلا :" يجب أن يتم تشكيل قوى مواجهة الإرهاب من الدول الموافقه على ذلك الاقتراح ". وأكد حسين هريدى وزير الخارجية الأسبق أن تكوين قوى لمواجهة الارهاب يتطلب إرادة سياسية عربية لإنشائها ،لافتا الى أنه سيكون هناك تحفظات من بعض الدول العربية ،معللا ذلك بقوله :"لم نلمس إرادة عربية مشتركة واضحة تدل على وجود إجماع عربي في هذا الشأن " وأوضح هريدى أن أمريكا وإيران وتركيا ستعرقل محاولات تنفيذ هذه القوة ،مشيرا إلى وجود محاولات إقليمية لاحتواء النفوذ المصري.