يعتبر يوم 21 فبراير من الأيام الخالدة في تاريخ كفاح الشعب المصرى ضد الاحتلال، حيث دعت اللجنة العامة للعمال والطلبة المصريين فى مثل هذا اليوم لعام 1946إلى إضراب عام ضد سلطات الاحتلال البريطاني ردًا على مذبحة كوبري عباس التي وقعت يوم 9 فبراير. عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، أنعشت آمال المصريين العريضة في الاستقلال، حيث وعدت الإمبراطورية البريطانية المصريين أنهم باستقلال بلادهم مع انتهاء هذه الحرب إذا فازت بها بريطانيا وهذا ماحدث بالفعل . خرج أكثر من مائة ألف طالب مصرى في مظاهرة احتجاج حاشة من جامعة فؤاد ضد الاحتلال الإنجليزي رافعين شعار "الجلاء بالدماء"، وسلكوا طريق كوبري عباس، فتصدي لهم البوليس وحاصرهم فوق الكوبري الذى تم فتحه أثناء محاصرتهم، فسقط معظمهم في النيل منهم من غرق، ومنهم من تشبث بحديد الكوبري طلباً للنجاة فضربته هروات البوليس على أصابعه ليجبروه على الموت، إلا من تحمل الضرب وأحكم قبضته فاستطاع الصعود إلى الأرض ليكون من المصابين الذين تم اعتقالهم جميعا. اشتبكت المظاهرة الطلابية بقوة مع القوات البريطانية في ميدان التحرير التي فتحت النار عليهم، فقام الطلاب المتظاهرون بحرق أحد المعسكرات البريطانية، وإمتدت الثورة الطلابية إلى أسيوط جنوبًا والإسكندرية شمالًا. أطلق على 9 فبراير اسم "يوم الجلاء"، حيث أسفرت أحداثه عن سقوط نحو 28 شهيدًا و432 جريحًا بمصر، فانتقلت الأنباء إلى عدة دول عربية منها سوريا والسودان والأردن ولبنان لتعلن جميعها إضرابًا عامًا تضامنًا مع إنتفاضة الطلاب المصريين. أطلق البعض علي هذا الحدث مذبحة كوبري عباس، وإختلف المؤرخين في تحديد المتهم الأول في هذه الحادث الأليم، كما اختلفوا في ضخامة الحدث نفسه، فالكثير ألقي بالتبعة علي رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي الذي كان رئيساً للوزراء، وكان يتولي وزارة الداخلية أيضاً في تلك الوزراة، فاتخذ إجراءات قمعية ضد مظاهرات الطلبة وأطلق يد البوليس في استخدام العنف ضدهم. فيما اتهم البعض الآخر حكمداري القاهرة "راسل باشا" و الجيزة "فيتز باتريك باشا، لأنهما المسؤلا عن قمع مظاهرات الطلبة باستخدام اساليب غاية في القسوة. ويحتفل المجلس القومي للشباب بيوم 9 فبراير من كل عامتحت أسم "بيوم الشباب المصري"، تخليداً لذكرى تضحيات طلبة جامعة القاهرة "فؤاد الأول سابقاً"، حيث يعتبر هذا اليوم من الأيام الخالدة في تاريخ الحركة الطلابية والشبابية في مصر، وتتضمن الاحتفاليات مسيرات شبابية في عواصمالمحافظات تتقدمها موسيقى الشرطة، التي تعزف الأناشيد الوطنية.