تحت هذا العنوان المقلق نشرت مجلة السياسة الخارجية الأمريكية في 13/11/2014 مقالا لكاتبها مايكل فلسبوري رئيس مركز الدراسات الصينية في معهد هيوستين مقالا يشرح فيه ما يجري سرا بين العمالقة. ويمهد لنشر كتابه بعنوان: «سباق المائة عام. استراتيجية الصين السرية للحلول محل أمريكا كالقوة العظمي العالمية.. يقول مايكل: في مؤتمر صحفي في بكين في 12 نوفمبر أعلن جينيج سكرتير عام الحزب الشيوعي الصيني وأوباما رئيس أمريكا موافقتهما علي ان يخطر كل منهما الآخر قبل إجراء مناورات عسكرية كبيرة. وأن يطورا مجموعة قواعد سلوك للمواجهات البحرية والجوية لتجنب مواجهة عسكرية بينهما في آسيا. وأعلنا أنه من المهم جدا ان نتجنب التصعيد غير المقصود. وقد صرح نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي بن رودس لجريدة وول ستريت قائلاً: «إن ظروفا مفاجئة قد تؤدي إلي شيء يؤدي بدوره إلي المواجهة». فهل نقلق فعلا من احتمال حرب بين الصينوأمريكا؟ نعم. فعبر الأربعين سنة الماضية من دراستي للصين تحدثت مع مئات الشخصيات العسكرية الصينية في جيش الشعب الصيني. وقرأت ما لا حصر له من المجلات العسكرية والمقالات الاستراتيجية. فالعسكريون الصينيون والساسة يعتقدون أن الصين هي مركز تخطيط أمريكا للحرب. وبعبارة أخري تعتقد الصين أن أمريكا تستعد للحرب المحتملة مع الصين. ولذلك يجب علي الصين ان تستعد لهذه الحرب. فالتوتر بينهما عاليليس لمجرد إسراع الصين بزيادة ميزانيتها العسكرية. أو لمجرد استمرار أمريكا في تخصيص جزء متزايد من ميزانيتها العسكرية وإمكاناتها لمنطقة المحيط الهادي كجزء من إعادة موازنة استراتيجيتها العسكرية. ولكن المشكلة الكبري هو غموض أوضاع الصين فبينما يطلب رئيس الصين من جيشه أن يكون أكثر انفتاحا مع أمريكا. فلا تعتقد أمريكا ان ذلك سيغير من غموض الصين. فأمريكا مستعدة لتبادل كمية كبيرة من المعلومات العسكرية مع الصين بما يضعف احتمالات الحسابات الخاطئة وسوء الفهم أو سوء التقدير كما صرح بذلك روبرت جيتس وزير الدفاع الأمريكي الأسبق خلال زيارة له في بكين في يناير سنة 2011. ولكن القيادة الصينية التي تستفيد من الغموض والتكتيكات غير الواضحة ترفض الإفصاح عن نواياها العسكرية. ورغم محاولات الرسميين الأمريكيين المتكررة مع الصين فإن الصينيين يرفضون التحدث في كثير من المواضيع العسكرية مثل مدي ونوايا قوتها التي تتزايد بسرعة. وبتزايد حشدها وتطورها التكنولوجي بما قد يسحق قوات أمريكا البحرية في المنطقة كما أن تدخل العسكريين الصينيين في هجمات الموجات الفضائية ضد أمريكا لا يسمح بتخفيض فرص الاحتكاك بين الجانبين. وأحيانا وكما حدث في سنة 2010 بعد أن باعت أمريكا أسلحة لتايوان قامت الصين بوقف الاتصالات بين العسكريين الصينيين والأمريكيين كلية. بما أدي إلي وضع من الصمت المزعج جداً. ونتيجة لذلك فإن عدم الثقة يتزايد ضد الصين بين كثير من المسئولين في الإدارة الأمريكية. وقد شكا العسكريون الصينيون لي من أن مجلات الكليات العسكرية الأمريكية. تنشر مقالات عن الحرب مع الصين حاليا. وعن كيفية انتصار أمريكا في هذه الحرب. ففي مقال نشر في فبراير سنة 2014 علي سبيل المثال في مجلة «بروسيدنجز» التي ينشرها معهد البحرية الأمريكية تحت عنوان «ردع التنين الصيني» يقترح المقال نشر الألغام البحرية الهجومية حول سواحل الصين لإغلاق موانيها الرئيسية وتدمير خطوط مواصلاتها البحرية. كما يقترح المقال إرسال قوات عمليات خاصة لتسليح الأقليات المتمردة في منطقة غرب الصين الفسيحة «التركستان الشرقية». ولكن الصين تفعل نفس الشيء. ففي سنة 2013 طور الجنرالان الصينيات بنج جوانجكيان وباو يوزي نص الكتاب العسكري الكلاسيكي الصيني «علم الاستراتيجية العسكرية» ودعيا الحكومة الصينية إلي زيادة أسلحتها النووية كميا ونوعيا لكي تغلق الفجوة مع كل من روسياوأمريكا وحتي «النموذج الجديد» الذي نادي به رئيس الصين عن العلاقة بين الدول العظمي في العالم يبدو أنه يستبعد موضوع مفاوضات الحد من الأسلحة وينادي أمريكا ان تنحني لما لا يمكن تجنبه وهو صعود الصين. وقد يندهش كثير من الناس من خارج مؤسسة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» من أن كثيرا من المسئولين الأمريكيين الكبار يقلقهم احتمال الحرب بين أمريكاوالصين. وضمن هؤلاء القلقين وزيرا دفاع أمريكا السابقان ووزير خارجيتها السابق. وفي الفصل الختامي لكتاب هنري كيسنجر سنة 2011 عن الصين يحذر كيسنجر من احتمال حرب أمريكية صينية ضخمة علي غرار الحرب العالمية الأولي ويتساءل: هل يعيد التاريخ نفسه؟ وعلي مدي الحقبة الأخيرة علي الأقل وفي مناسبات عديدة ضغطت أمريكا علي الصين طالبة منها ان تكون أكثر وضوحا في نواياها وقدراتها العسكرية. ففي أبريل سنة 2006 عقب اجتماع بين الرئيس الأمريكي جورج بوش ووزير دفاعه دونالد رامسفيلد وبين رئيس الصين هوجنتا وأعلنت الحكومتان بدء محادثات بين قادة القوة النووية للجانبين. وكان هذا التحرك لو تم كفيلا بأن يكون في غاية الأهمية في إظهار مدي شفافية نوايا الجانبين العسكرية. ولكن الجيش الصيني تباطأ في الاستجابة ولذا لم تتم المباحثات. وفي خلال زيارة لوزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا للصين في سبتمبر سنة 2012 حاول إقناع الجانب الصيني بالدخول في مباحثات عسكرية. وكما فعل سلفه جيتس طالب الجانب الصيني بأن تشمل المباحثات بينهما أربع مناطق استراتيجية بالتحديد وهي الأسلحة النووية والدفاع الصاروخي والفضاء الخارجي والأمن الفضائي. ولكن الصينيين اعترضوا وبذلك فمرة أخري لم تبدأ المباحثات. تستطيع الصين طبعا الالتزام بالاتفاقات التي أعلنت خلال زيارة الرئيس الأمريكي أوباما الأخيرة للصين. ولكني غير واثق، فإحدي أكبر المزايا التي تتمتع بها الصين وتتفوق بها علي أمريكا هي المعلومات العسكرية عن أمريكا التي لا تملك أمريكا مثلها عن الصين. فلماذا تتنازل الصين عن هذه الميزة؟ وإلي هنا ينتهي هذا المقال المقلق في تفاصيله واحتمالاته للمستقبل. فهل تقبل عصابة المحافظين الجدد مالا مفر من قبوله وهو نهاية السيطرة الأمريكية والغربية عموما علي العالم. وتنحني لضرورة التعايش في عالم متعدد الأقطاب؟ أم يركبها الجنون وتستمتع لنصيحة الشرير العجوز هنري كيسنجر الذي دعا الغرب إلي سرعة شن حرب إبادة علي روسياوالصين قبل فوات الأوان؟ لقد فات الأوان أيها الشيطان العجوز المخرف.. ولو استمع ذووك لنصيحتك فستكون النتيجة المحتومة خيار شمشون «علىّ وعلي أعدائي يارب» وفناء العالم علي أيديكم الملوثة بدماء ملايين الأبرياء. نائب رئيس حزب الوفد