يقع "حمام بشتاك" بشارع سوق السلاح بحي الدرب الأحمر، أنشأه الأمير "سيف الدين بشتاك الناصر" فى العصر المملوكى عام 742ه 1341م، ويعتبر أقدم "سونا" شعبي في مصر. وظل يستخدم لسنوات طويلة، إلا أنه لم يتبقَّ منه إلا الواجهة فقط حاليا، بعد أن تم غلقه منذ فترة كبيرة، بالتزامن مع كمية الإهمال، والأبنية الجديدة حوله، حتى أصبح عبارة عن واجهة فقط ومكان مهجور. يوجد الكثير من الشروخ بأركان الحمام مما جعله لا يصلح للاستعمال، أو الزيارة من الأساس، وانتشر الباعة الجائلون حول الحمام الأثرى، فمنهم من استخدم عربة حمل عليها الخضراوات لبيعها، لتتحول المنطقة الأثرية من الخارج إلى سوق لبيع احتياجات أهل المنطقة. وقال رائد جلال، أحد شباب المنطقة، وصاحب صفحة "آثار الدرب الأحمر" على موقع التواصل الاجتماعي " فيسبوك" أن الحمام كان عبارة عن "مقلب" قمامة كبير، منذ فترة زمنية قليلة، إلا أن المسؤولين قاموا بتنظيف القمامة فقط حول الحمام، دون وضع خطة للترميم. وأضاف جلال أن المنزل الملاصق للأثر، كان عبارة عن مقلب للقمامة أيضًا، وتم إزالته منذ فترة زمنية قليلة، وتم بناء منزل حديث يغطي تمامًا على الحمام، ويمنع الرؤية عنه. بينما أردف الدكتور سعيد حلمي، مدير عام منطقة آثار جنوبالقاهرة، والمسئول عن منطقة الدرب الأحمر، أنه قام الشهر الماضي، بالمرور على حمام بشتاك، وقام بإزالة جميع أكوام القمامة حول الحمام، وتنظيف المكان بشكل كامل، إلا أن الإهمال يجعل المنظر السيئ يعود بشكل سريع. أوضح حلمي أن المنطقة تعتبر من أهم مناطق الآثار الإسلامية، ولكن حظها السيئ أنها تجاور مناطق صناعية زاحفة في"الأزهر، والغورية". قال حلمي إن أعمال الترميم في منطقة الدرب الأحمر، كانت تسير على قدم وساق قبل ثورة 25 يناير، ولكن الأعمال تأثرت بشكل كبير، وتوقفت تمامًا بعد الثورة، مثل العديد من الجهات، خاصة بعد تدهور السياحة، والموارد السياحية. فيما أشار محمد فوزي، رئيس قطاع الآثار الإسلامية الأسبق، إلى أن منطقة الدرب الأحمر تعتبر من أغنى مناطق الآثار الإسلامية في مصر، مشيرًا إلى أن المنطقة تحمل آثارا مهمة ترجع للعصر المملوكي والعثماني. أوضح أن ترميم هذه الآثار، يحتاج إلى وقت طويل، وجهد كبير، بسبب حالة الشوارع والمنطقة، وضرورة تنظيف الآثار، وإزالة أكوام القمامة من حولها، قبل البدء في الترميم، مشيرًا إلى أن حالة الآثار بمنطقة الدرب الأحمر تعتبر أقل من جيدة. أضاف أن المسألة تكمن في عدم وجود أموال كافية للترميم، وأن هناك الكثير من الاقتراحات والخطط التي يمكن أن تنفذ، وتجعل منطقة الدرب الأحمر على الخريطة السياحية، ولكن عدم وجود مصادر تمويل يجعل العمل في هذه المناطق يسير بشكل بطيء.