مياه أسيوط: انقطاع المياه عن قرية المعابدة بمركز أبنوب لمدة 15 ساعة    متحدث الخارجية الأمريكية: لا نتفق مع تصريحات ومواقف بعض المسئولين الإسرائيليين    البيت الأبيض: سنتخذ خطوات جريئة في قمة السبع لإظهار ضعف بوتين    الأردن يهزم السعودية في ملعبها ويتصدر مجموعته بتصفيات آسيا    ريال مدريد ينافس تشيلسي على موهبة برازيلية جديدة    إعدام 444 كيلو أغذية فاسدة.. وتحرير 161 محضرا بمدينة شرم الشيخ    العثور على خراف نافقة بالبحر الأحمر.. البيئة: نتعقب السفينة المسئولة وسنلاحقها قضائيا    وزير الأوقاف يعلن تشكيل لجنة متابعة الإعداد لصلاة العيد بالساحات والمساجد    "لو مبقاش أحسن مني أنا أزعل".. خالد النبوي يوجه رسالة ل نور النبوي    محمد نور يضع اللمسات الأخيرة لأحدث أعماله لطرحها قريبًا    وزير الإعلام يزور جناح وزارة الداخلية في المعرض المصاحب لأعمال ملتقى إعلام الحج مكة المكرمة    نشرة «المصري اليوم» من الإسكندرية: التحقيق مع 128 طالبا وطالبة بسبب الغش.. ولجان مفاجئة ب145 مركز شباب لرصد الانضباط    الإسماعيلي يحدد سعر بيع عبد الرحمن مجدي (خاص)    "موان" ينفذ عددًا من المبادرات في قطاع إدارة النفايات بموسم الحج    عالم أزهرى يكشف لقناة الناس لماذا لا يصوم الحجاج يوم عرفة.. فيديو    أول رد من عريس الشرقية بعد فيديو ضرب عروسه في الفرح: «غصب عني»    كاتبة أردنية: كلمة الرئيس السيسي في قمة اليوم مكاشفة وكلها مدعومة بالحقائق والوثائق    رسالة جديدة من «الهجرة» للمصريين في دول النزاعات بشأن مبادرة استيراد السيارات    «الأعلى للإعلام»: حجب المنصات غير المرخصة    يوافق أول أيام عيد الأضحى.. ما حكم صيام اليوم العاشر من ذي الحجة؟    خالد الجندي يعدد 4 مغانم في يوم عرفة: مغفرة ذنوب عامين كاملين    أمين الفتوى بدار الإفتاء: الأضحية لا تجزئ عن الأسرة كلها في حالة واحدة    نقابة الصيادلة: الدواء المصري هو الأرخص على مستوى العالم.. لازم نخلص من عقدة الخواجة    وكيل «صحة الشرقية» يناقش خطة اعتماد مستشفى الصدر ضمن التأمين الصحي الشامل    «طه»: الاستثمار في العنصر البشري والتعاون الدولي ركيزتان لمواجهة الأزمات الصحية بفعالية    لطلاب الثانوية العامة.. أكلات تحتوي على الأوميجا 3 وتساعد على التركيز    مفاجأة.. بيراميدز مهدد بعدم المشاركة في البطولات الإفريقية    مصدر بمكافحة المنشطات: إمكانية رفع الإيقاف عن رمضان صبحى لحين عقد جلسة استماع ثانية    عبدالقادر علام: التفرد والتميز ضمن معايير اختيار الأعمال فى المعرض العام 44    «ناسا» تكشف عن المكان الأكثر حرارة على الأرض.. لن تصدق كم بلغت؟    يورو 2024 - الإصابة تحرم ليفاندوفسكي من مواجهة هولندا    بريطانيا: ارتفاع مفاجئ في معدل البطالة يصيب سوق الوظائف بالوهن مجددا    «بابا قالي رحمة اتجننت».. ابن سفاح التجمع يكشف تفاصيل خطيرة أمام جهات التحقيق    5 أعمال ثوابها يعادل أجر الحج والعمرة.. تعرف عليها    بدائل الثانوية العامة.. شروط الالتحاق بمدرسة الضبعة النووية بعد الإعدادية (رابط مباشر للتقديم)    حقوق إنسان الشيوخ تتفقد مركز الإدمان والتعاطى بإمبابة    قافلة مجمع البحوث الإسلامية بكفر الشيخ لتصحيح المفاهيم الخاطئة    مصرع 39 شخصا في غرق مركب تقل مهاجرين قبالة سواحل اليمن    رئيس الضرائب: المصلحة تذلل العقبات أمام المستثمرين السنغافوريين    تطوير وصيانة وإنتاج خرائط.. وزير الري يكشف عن مجهودات توزيع المياه في مصر    حكومة جديدة..بخريطة طريق رئاسية    تطوير مستشفى مطروح العام بتكلفة مليار جنيه وإنشاء أخرى للصحة النفسية    المجلس الوطني الفلسطيني: عمليات القتل والإعدامات بالضفة الغربية امتداد للإبادة الجماعية بغزة    رئيس جامعة بني سويف يرأس عددا من الاجتماعات    تأجيل محاكمة المتهم بإصابة شاب بشلل نصفى لتجاوزه السرعة ل30 يوليو المقبل    إيلون ماسك: سأحظر أجهزة آيفون في شركاتي    رئيس جامعة الأقصر يشارك في الاجتماع الدوري للمجلس الأعلى لشئون التعليم والطلاب    وزير النقل يوجه تعليمات لطوائف التشغيل بالمنطقة الجنوبية للسكك الحديدية    اتحاد الصناعات: تحرك أسعار مواد البناء مرتبط بأسعار العقارات في مصر    سحب عينات من القمح والدقيق بمطاحن الوادي الجديد للتأكد من صلاحيتها ومطابقة المواصفات    محمد أبو هاشم: العشر الأوائل من ذى الحجة أقسم الله بها في سورة الفجر (فيديو)    بن غفير: صباح صعب مع الإعلان عن مقتل 4 من أبنائنا برفح    طائرته اختفت كأنها سراب.. من هو نائب رئيس مالاوي؟    وفاة المؤلف الموسيقي أمير جادو بعد معاناة مع المرض    عصام السيد: وزير الثقافة في عهد الإخوان لم يكن يعرفه أحد    بعد تصريحاته المثيرة للجدل.. إبراهيم فايق يوجه رسالة ل حسام حسن    سيد معوض يتساءل: ماذا سيفعل حسام حسن ومنتخب مصر في كأس العالم؟    فلسطين.. شهداء وجرحى جراء قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القاهرة التاريخية تغرق في مستنقع الإهمال !
مسجد »السايس« بواباته متآكلة وسبيل خليل أغا مقلب للقمامة حمام الأمير «بشتك» مرتع لأطفال الشوارع والحيوانات الضالة

من ينقذ تاريخ مصر..من ينتشل آثارنا الإسلامية من الضياع..من يوقظ المسئولين من نومهم العميق..من يحاول إحياء ضمائرهم التي ماتت » اكلينيكيا « ، بعد ان تركوا آثارنا الإسلامية «فريسة » للبلطجية والباعة الجائلين..انتبهوا ياسادة.. القاهرة التاريخية تغرق في مستنقع الاهمال.
ذاكرة مصر الاسلامية في طريقها للفقدان.. تلك المنطقة التي تعد أكبر منطقة تراثية في العالم إذ يبلغ محيطها 32 كيلو مترا مربعا، وتشمل العديد من المناطق الأثرية الشهيرة..عدد كبير من المصريين لا يعرفون شيئا عن آثار مصر الاسلامية..تلك الآثار التي ستدر دخلا كبيرا علي الاقتصاد المصري اذا ما تم الاهتمام والاعتناء بها..لكن الواقع كما تكشفه الاخبار بالصور مرير.. العشوائية ضربت شوارع القاهرة التاريخية. وتحولت مناطقها الاثرية الي اوكار لاطفال الشوارع والخارجين علي القانون.
وباتت مرتعا للحيوانات الضالة..والاهالي حولوها الي مقالب للقمامة والمخلفات..بمجرد ان تسير في شوارع تلك المناطق التي يعود تاريخها الي عصور الاسلام الاولي تصاب بالحسرة علي ما آلت اليه تلك المناطق والتي اذا ما كانت لدي دولة اخري لكانت فتحتها مزارات سياحية عالمية ولأصبحت بالنسبة لها من مصادر الدخل الاساسية.. الاخبار تفتح ملف انقاذ آثار مصر..وتدق ناقوس الخطر وتنقل بالكلمة والصورة الاوضاع الماساوية التي وصلت اليها آثارنا.
في السطور القادمة
رصدنا جزء من القاهرة التاريخية..تجولنا في عدد من المناطق التي تعود الي العصر المملوكي والعثماني وجدنا احوالها لا تسر عدوا ولا حبيبا.. فبدلا من ان تصبح مزارات سياحية تحولت الي أوكار للباعة الجائلين واللصوص وتجار المخدرات..واصبحت المنفعة الرئيسية لهذه المناطق انها مقالب للقمامة..وتنقل الاخبار بالصور كيف اغتالت ايدي الاهمال تاريخ مصر الاسلامي وكيف اصبحت آثارنا الاسلامية في مهب الريح لعل ضمائر المسئولين تستيقظ وتنقذ ما يمكن انقاذه.
علي بعد خطوات قليلة من مسجد السلطان حسن، وتحديدا في منطقة الدرب الأحمر بجنوب العاصمة المصرية القاهرة وعلي مشارف اسوار القاهرة التاريخية التي تعد أكبر متحف مفتوح في العالم، بدأنا الجولة حيث يقع شارعا «سوق السلاح»و «باب الوزير»، اللذان يعودن تاريخهما إلي ما يقرب من700 سنة..شارع سوق السلاح يعود بالأذهان إلي ماض سحيق كان فيه جميع سكان الحي يزاولون مهنا تتعلق فقط بتصنيع أو تصليح الأسلحة، إلا أن الوضع تغير الآن تماما ولم يتبق من هذه المهن ما يدل عليها.
لقد احتل «سوق السلاح» مكانته الكبري أثناء حكم المماليك لمصر، حين كان يقدم خدماته التسليحية للقلعة من رماح وسيوف ودروع، ولكن مع تراجع الطلب علي هذه النوعيات من الأسلحة تحوّلت الورش الموجودة في الشارع إلي محلات لإصلاح الأسلحة من مسدسات وبنادق. وفي منتصف القرن الماضي بدأت المهن الحِرفية بالشارع تختفي شيئا فشيئا، حتي تحوّلت أنشطة المحلات إلي مجالات أخري كخراطة وبيع الخشب أو التجارة في مختلف المجالات.
أثناء تجولك في الشارع يبعث بيقين داخل نفس زائره بأنه شارع له تاريخ عريق، فالكثير من المباني العتيقة التي يعود تاريخها إلي مئات السنين ما زالت قائمة حتي الآن يتوارثها الأبناء عن أجدادهم، والكثير من الورش والمحلات لم يتغير حالها بقدر ما تغير نشاطها واختلف.. وعلي الرغم من أن الشارع زاخر بكثير من الآثار الإسلامية، فإن سكانه لا يعرفون عنها سوي القليل نتيجة لتدهور حالتها، وانعدام البيانات التي توضح تاريخها أو ماهيتها، بل إن بعض هذه الآثار تملؤه القمامة والبعض الآخر مغلق لا يعرف أحد عنه شيئا.
«الأخبار» قامت بجولة ميدانية ورصدت بالصور أثار الإهمال التي تفشت داخل شارعي سوق السلاح وباب الوزير وتحول المنطقة بكل آثارها وتاريخها العتيق إلي شوارع عشوائية بعد أن استحوذ البلطجية علي بعض الحشوات والشبابيك النحاسية من معظم الأماكن الأثرية فضلا عن انتشار الباعه الجائلين علي جانبي الطريق وإهمال محافظة القاهرة ووزارة الآثار الواضح لتلك الكنوز التي لاتقدر بثمن.
وفي شارع «سوق السلاح» الذي يعود تاريخه إلي العصر المملوكي وبالتحديد من امام بوابة مسجد الجاي اليوسفي الذي يتميز بأبوابه العملاقة وساحته الداخلية الكبيرة، وقد أنشأه كمدرسة ومسجد الأمير سيف الدين الجاي بن عبد الله اليوسفي عام 1373م.. المشهد العام لهذا المسجد تقشعر له الأبدان فعلي الرغم من تصميمه المعماري الفريد إلا أن الإهمال وصل حتي سقفه وبوابات التي تآكلت بسبب عوامل الزمن والإهمال الغريب في الأمر انه مهدد الإنهيار ومحافظة القاهرة ووزارة الآثار يكتفون بتصريحاتهم المملة ضاربين بعرض الحائط كافه القوانين والأعراف التي تحدد مراقبه ومتابعه تاريخنا العريق.
ضعاف النفوس
يطالب فارس فرحات «حداد» من أقدم سكان المنطقة من الحكومة متمثله في وزارة الآثار والمحافظة بالعمل الدءوب لحماية آثارنا وتراثنا من السرقه والإهمال مشيرا إلي هناك الكثير من سكان المنطقه لايعرفون اسم الأثرالموجود ولاتاريخه بل يقوم بعض البلطجية والخارجين عن القانون وضعاف النفوس بسرقة اعمدة النحاس النادرة في غياب تام من أجهزة الدولة المعنية.
وأمام مسجد «السايس» يوجد عمود علي الجانب الأيمن لمدخل حارة «حلوات»، ويعتبر هذا العمود من بقايا جامع السايس..ويروي أن لهذا العمود قصصً في شفاء كل مريض بالداء الأصفر «الفيرقان» وهو مرض جلدي يصيب اللسان، وغيره من الأمراض، حيث يقوم المريض بإحضار ماء الليمون ودهنه في هذا العمود ثم يتذوقه بلسانه حتي يخرج من اللسان دم أسود، ويتكرر هذا العمل ثلاث مرات حتي يشفي من المرض تمامًا.
وقد استخدم كثير من الناس هذا العمود اعتقادًا في مصداقية من روجوا عنه لكن توقف استخدام هذا الأسلوب وامتنع الناس عنه حتي فترة حكم عباس باشا، ويقال: إن امتناع الناس جاء بسبب الازدحام الشديد والإقبال المتواصل عليه.. الحالة التي وصل اليها العمود لا»تسرعداو ولا حبيبا» فقد تحول لونه من الأحمر إلي الأسود بسبب الأتربه والحشرات وفضلات الحيوانات الضالة.
سرنا حتي وصلنا الي حارة « حلوات» لتجد علي يسارك مبني أثريا غيرواضحة ملامحه وهويته مطموسة ، يدل سوره الحديدي وبعض الأعمدة علي عدم الشروع نهائيا في ترميمه،مكتوب عليه بعبارات تدل علي أنه كان سبيلا للفقراء في العصر المملوكي ،وبسؤال الماره عن إسم هذا السبيل يرد عليك أحدهم: «معرفش» ! .. أكثر من شخص من السكان قمنا بسؤاله إلا ان الصدمه أقنعتنا بأنه السبيل المجهول الذي لا يعرف سكان منطقته عنه شيئا «بلا هويه».. وبالاقتراب من السبيل الذي لم يتبق منه سوي آية قرانية فقط علي بابه لاحظنا أثر تاريخ السبيل الذي تم طمسه من قبل بعض المستفيدين من محو تاريخ المصريين وآثارهم إلي الأبد وهانحن الان مهددون بفقدان التاريخ لذاكرته المتمثلة في الآثار.
تجولنا أكثر في عمق الشارع التاريخي حتي وصلنا إلي «سبيل خليل أغا الشرقاوي» والذي بني عام 1350م أصبح الآن مقلبا للقمامة ومهددا بالانهيار حاولنا دخول السبيل ولكن تعاقب الأزمنة وقف حائلا علي جدرانه العتيقة التي من الممكن ان تنهار في أي وقت، ومن أحد الشرف المطله علي الشارع التقطت عدسة الأخبار آثار الانهيار والقمامة التي انتشرت داخل السبيل لتجعل المارة تأبي النظر إليه، فيقول علي زين «أحد سكان المنطقه» بإنه يخاف علي أولاده الصغار من اللعب بجانب السبيل لأنه من الممكن ان ينهار في اي وقت ،مطالبا محافظ القاهرة ووزير الآثار بعمل حل جذري إما بهد السبيل او ترميمه لأنه يشكل خطرا علي المارة والأطفال.
ممر اليكنية
وفي وسط الجولة انتقلنا إلي شارع باب الوزير عن طريق الممر التاريخي الكائن بمنطقة اليكنية والذي استباحه الباعه الجائلون واحتلته عربات الكشري في مشهد يجعلك تشعر بالحسره والالام علي تاريخ مصر العتيق.
يقع بجانب الممر مسجد «بك» و»الجامع الأزرق» المغلقان فور الانتهاء من أعمال ترميمها ومن أمامهما يقع سبيل ومدفن عمر أغا الذي إنشئ عام 1652م والذي يعتبر تحفة معمارية أهانتها عوامل الزمن والسرقات والإهمال ،السبيل بني علي الطراز العثماني ويعتبر من أحدث الطرازات الهندسية ذاك الوقت إلا انه أصبح الآن مسكنا للأشباح كما ردد بعض الأهالي والجزء الآخر منه أصبح «كوافير» وساحة للباعة الجائلين فضلا عن انتشار أروقته وجدرانه بالدعاية الانتخابية وصور المرشحين السابقين إبان الفترة الانتقالية.. ويحدثنا جابر السعيد «من ساكني المنطقة» إن شارعي سوق السلاح وباب الوزير مهملان من قبل وزارة الآثار ومن محافظة القاهرة مشيرا إلي ان الحل يكمن في الاستفادة من الآثار والعمل علي ترميمها وجعلها مزارا سياحيا عملاقا ولكن يبدو ان الثورة قد أخرجت أسوأ مافي المصريين فهناك العديد من الحشوات تم سرقتها فضلا عن الأعمده النحاسيه غير الموجوده في أي مكان في العالم.
حمام بشتاك
وصلنا إلي مدفن وسبيل الشيخ»ضرغام» بدرب القزازين والذي لم يختلف عن أسلافه السابقين في شئ فالإهمال وصل إلي حد جعل السبيل مقلب قمامه ومرتعا للحيوانات الضالة..وأثناء تجولنا بالمنطقة رصدت عدسه «الأخبار» مكانا منخفضا عن الأرض بحوالي 10 أمتار انه حمام «الأمير بشتاك» والذي أكد الكثير من سكان الشارع أنه الأفضل وسط أقرانه فيقول إبراهيم عبد الحميد «باحث في الآثار الإسلامية» ان هناك3 حمامات عامة(بشتاك السلطان السكرية) وحمامات خاصة في البيوت الكبيرة القديمة وهي نماذج مصغرة للحمامات العامة بنفس التكوين المعماري.. مطالبا باستمرار تلك الحمامات في أداء وظيفتها كما كان يحدث ستينيات القرن الماضي فكانت العروس وصديقاتها يقضين ليلة العرس والحنة وتجهيز العروس، وان يتم في هذا الشارع تطبيق نفس المنهج الذي طبق في شارع المعز الموازي له لإعادة روح القاهرة القديمة فيه.. ويحذر من محاولة تفريغ الشارع من سكانه بحجة التطوير، لأن هؤلاء السكان مكون اساسي من روح المكان.. ويؤكد ان الاهتمام بإعادة هذه الحمامات العمومية لوظيفتها يحمل معاني الاهتمام بالاثر وقيمته الأثرية والمعمارية والصحية ايضا فحمام «بشتاك» يبين طرازه المعماري مهمة الحمامات العامة الصحية في علاج الروماتيزم والتدليك والتخسيس وعلاج المفاصل..أما الآن فقد تحول إلي مقلب للقمامة وفندق خاص للحشرات والحيوانات الضالة
المواطنون : نعيش في المنطقة ولا نعرف آثارها والوزارة نايمة في العسل
سبيل «رقيه دودو»
وفي نهاية الجولة وصلنا إلي مقام الشيخ سعود الذي كان في حالة لايرثي لها وعلي بعد أمتار قليله رصدت عدسه «الأخبار»، سبيل «رقية دودو» بشارع سوق السلاح بالقرب من الدرب الأحمر ويتعرض السبيل منذ سنوات طويلة لإهمال جسيم من جانب المسئولين عن الآثار مما أدي لامتلائه بالقمامة والمخلفات التي حاصرته من كل جانب، ناهيك عن أن الكتابات والزخارف الموجودة علي جدرانه كادت تمحي نتيجة لتراكم الأتربة عليها بجانب عوامل الزمن بالإضافه لسرقة الحشوات الموجودة علي قبته وجدارنه النادرة الي ان ظل مهملاً خربًا، فسبيل وكُتاب «رقية دودو» أصبح أطلالاً تحاصره أسوار من الحديد والأسلاك الشائكة، وهو الذي كان حتي نهاية القرن التاسع عشر مقصدًا للرحالة والمصورين الذين تغنوا بجمال واجهته.
إهمال جسيم
يقول مصطفي الجوهري «فنان تشكيلي» وأحد سكان الشارع أنه حسبما سمع عن آبائه أن «رقية دودو» كانت راقصة مشهورة وبعد اعتزالها وإعلان توبتها حولت جزءًا من منزلها إلي سبيل وجزءًا آخر إلي كتّاب وكثير من كبار السن المقيمين بالشارع حفظوا القرآن في هذا الكتّاب وبعد أعوام من وفاتها تعرض لإهمال جسيم وأصبح يحتفظ بأكوام قمامة وأوشك أجزاء منه علي الانهيار وتحول من آثر إلي خرابة ولم ينظر له أي من المسئولين.
من ينقذ تاريخ مصر..من ينتشل آثارنا الإسلامية من الضياع..من يوقظ المسئولين من نومهم العميق..من يحاول إحياء ضمائرهم التي ماتت » اكلينيكيا « ، بعد ان تركوا آثارنا الإسلامية «فريسة » للبلطجية والباعة الجائلين..انتبهوا ياسادة.. القاهرة التاريخية تغرق في مستنقع الاهمال.
ذاكرة مصر الاسلامية في طريقها للفقدان.. تلك المنطقة التي تعد أكبر منطقة تراثية في العالم إذ يبلغ محيطها 32 كيلو مترا مربعا، وتشمل العديد من المناطق الأثرية الشهيرة..عدد كبير من المصريين لا يعرفون شيئا عن آثار مصر الاسلامية..تلك الآثار التي ستدر دخلا كبيرا علي الاقتصاد المصري اذا ما تم الاهتمام والاعتناء بها..لكن الواقع كما تكشفه الاخبار بالصور مرير.. العشوائية ضربت شوارع القاهرة التاريخية. وتحولت مناطقها الاثرية الي اوكار لاطفال الشوارع والخارجين علي القانون.
وباتت مرتعا للحيوانات الضالة..والاهالي حولوها الي مقالب للقمامة والمخلفات..بمجرد ان تسير في شوارع تلك المناطق التي يعود تاريخها الي عصور الاسلام الاولي تصاب بالحسرة علي ما آلت اليه تلك المناطق والتي اذا ما كانت لدي دولة اخري لكانت فتحتها مزارات سياحية عالمية ولأصبحت بالنسبة لها من مصادر الدخل الاساسية.. الاخبار تفتح ملف انقاذ آثار مصر..وتدق ناقوس الخطر وتنقل بالكلمة والصورة الاوضاع الماساوية التي وصلت اليها آثارنا.
في السطور القادمة
رصدنا جزء من القاهرة التاريخية..تجولنا في عدد من المناطق التي تعود الي العصر المملوكي والعثماني وجدنا احوالها لا تسر عدوا ولا حبيبا.. فبدلا من ان تصبح مزارات سياحية تحولت الي أوكار للباعة الجائلين واللصوص وتجار المخدرات..واصبحت المنفعة الرئيسية لهذه المناطق انها مقالب للقمامة..وتنقل الاخبار بالصور كيف اغتالت ايدي الاهمال تاريخ مصر الاسلامي وكيف اصبحت آثارنا الاسلامية في مهب الريح لعل ضمائر المسئولين تستيقظ وتنقذ ما يمكن انقاذه.
علي بعد خطوات قليلة من مسجد السلطان حسن، وتحديدا في منطقة الدرب الأحمر بجنوب العاصمة المصرية القاهرة وعلي مشارف اسوار القاهرة التاريخية التي تعد أكبر متحف مفتوح في العالم، بدأنا الجولة حيث يقع شارعا «سوق السلاح»و «باب الوزير»، اللذان يعودن تاريخهما إلي ما يقرب من700 سنة..شارع سوق السلاح يعود بالأذهان إلي ماض سحيق كان فيه جميع سكان الحي يزاولون مهنا تتعلق فقط بتصنيع أو تصليح الأسلحة، إلا أن الوضع تغير الآن تماما ولم يتبق من هذه المهن ما يدل عليها.
لقد احتل «سوق السلاح» مكانته الكبري أثناء حكم المماليك لمصر، حين كان يقدم خدماته التسليحية للقلعة من رماح وسيوف ودروع، ولكن مع تراجع الطلب علي هذه النوعيات من الأسلحة تحوّلت الورش الموجودة في الشارع إلي محلات لإصلاح الأسلحة من مسدسات وبنادق. وفي منتصف القرن الماضي بدأت المهن الحِرفية بالشارع تختفي شيئا فشيئا، حتي تحوّلت أنشطة المحلات إلي مجالات أخري كخراطة وبيع الخشب أو التجارة في مختلف المجالات.
أثناء تجولك في الشارع يبعث بيقين داخل نفس زائره بأنه شارع له تاريخ عريق، فالكثير من المباني العتيقة التي يعود تاريخها إلي مئات السنين ما زالت قائمة حتي الآن يتوارثها الأبناء عن أجدادهم، والكثير من الورش والمحلات لم يتغير حالها بقدر ما تغير نشاطها واختلف.. وعلي الرغم من أن الشارع زاخر بكثير من الآثار الإسلامية، فإن سكانه لا يعرفون عنها سوي القليل نتيجة لتدهور حالتها، وانعدام البيانات التي توضح تاريخها أو ماهيتها، بل إن بعض هذه الآثار تملؤه القمامة والبعض الآخر مغلق لا يعرف أحد عنه شيئا.
«الأخبار» قامت بجولة ميدانية ورصدت بالصور أثار الإهمال التي تفشت داخل شارعي سوق السلاح وباب الوزير وتحول المنطقة بكل آثارها وتاريخها العتيق إلي شوارع عشوائية بعد أن استحوذ البلطجية علي بعض الحشوات والشبابيك النحاسية من معظم الأماكن الأثرية فضلا عن انتشار الباعه الجائلين علي جانبي الطريق وإهمال محافظة القاهرة ووزارة الآثار الواضح لتلك الكنوز التي لاتقدر بثمن.
وفي شارع «سوق السلاح» الذي يعود تاريخه إلي العصر المملوكي وبالتحديد من امام بوابة مسجد الجاي اليوسفي الذي يتميز بأبوابه العملاقة وساحته الداخلية الكبيرة، وقد أنشأه كمدرسة ومسجد الأمير سيف الدين الجاي بن عبد الله اليوسفي عام 1373م.. المشهد العام لهذا المسجد تقشعر له الأبدان فعلي الرغم من تصميمه المعماري الفريد إلا أن الإهمال وصل حتي سقفه وبوابات التي تآكلت بسبب عوامل الزمن والإهمال الغريب في الأمر انه مهدد الإنهيار ومحافظة القاهرة ووزارة الآثار يكتفون بتصريحاتهم المملة ضاربين بعرض الحائط كافه القوانين والأعراف التي تحدد مراقبه ومتابعه تاريخنا العريق.
ضعاف النفوس
يطالب فارس فرحات «حداد» من أقدم سكان المنطقة من الحكومة متمثله في وزارة الآثار والمحافظة بالعمل الدءوب لحماية آثارنا وتراثنا من السرقه والإهمال مشيرا إلي هناك الكثير من سكان المنطقه لايعرفون اسم الأثرالموجود ولاتاريخه بل يقوم بعض البلطجية والخارجين عن القانون وضعاف النفوس بسرقة اعمدة النحاس النادرة في غياب تام من أجهزة الدولة المعنية.
وأمام مسجد «السايس» يوجد عمود علي الجانب الأيمن لمدخل حارة «حلوات»، ويعتبر هذا العمود من بقايا جامع السايس..ويروي أن لهذا العمود قصصً في شفاء كل مريض بالداء الأصفر «الفيرقان» وهو مرض جلدي يصيب اللسان، وغيره من الأمراض، حيث يقوم المريض بإحضار ماء الليمون ودهنه في هذا العمود ثم يتذوقه بلسانه حتي يخرج من اللسان دم أسود، ويتكرر هذا العمل ثلاث مرات حتي يشفي من المرض تمامًا.
وقد استخدم كثير من الناس هذا العمود اعتقادًا في مصداقية من روجوا عنه لكن توقف استخدام هذا الأسلوب وامتنع الناس عنه حتي فترة حكم عباس باشا، ويقال: إن امتناع الناس جاء بسبب الازدحام الشديد والإقبال المتواصل عليه.. الحالة التي وصل اليها العمود لا»تسرعداو ولا حبيبا» فقد تحول لونه من الأحمر إلي الأسود بسبب الأتربه والحشرات وفضلات الحيوانات الضالة.
سرنا حتي وصلنا الي حارة « حلوات» لتجد علي يسارك مبني أثريا غيرواضحة ملامحه وهويته مطموسة ، يدل سوره الحديدي وبعض الأعمدة علي عدم الشروع نهائيا في ترميمه،مكتوب عليه بعبارات تدل علي أنه كان سبيلا للفقراء في العصر المملوكي ،وبسؤال الماره عن إسم هذا السبيل يرد عليك أحدهم: «معرفش» ! .. أكثر من شخص من السكان قمنا بسؤاله إلا ان الصدمه أقنعتنا بأنه السبيل المجهول الذي لا يعرف سكان منطقته عنه شيئا «بلا هويه».. وبالاقتراب من السبيل الذي لم يتبق منه سوي آية قرانية فقط علي بابه لاحظنا أثر تاريخ السبيل الذي تم طمسه من قبل بعض المستفيدين من محو تاريخ المصريين وآثارهم إلي الأبد وهانحن الان مهددون بفقدان التاريخ لذاكرته المتمثلة في الآثار.
تجولنا أكثر في عمق الشارع التاريخي حتي وصلنا إلي «سبيل خليل أغا الشرقاوي» والذي بني عام 1350م أصبح الآن مقلبا للقمامة ومهددا بالانهيار حاولنا دخول السبيل ولكن تعاقب الأزمنة وقف حائلا علي جدرانه العتيقة التي من الممكن ان تنهار في أي وقت، ومن أحد الشرف المطله علي الشارع التقطت عدسة الأخبار آثار الانهيار والقمامة التي انتشرت داخل السبيل لتجعل المارة تأبي النظر إليه، فيقول علي زين «أحد سكان المنطقه» بإنه يخاف علي أولاده الصغار من اللعب بجانب السبيل لأنه من الممكن ان ينهار في اي وقت ،مطالبا محافظ القاهرة ووزير الآثار بعمل حل جذري إما بهد السبيل او ترميمه لأنه يشكل خطرا علي المارة والأطفال.
ممر اليكنية
وفي وسط الجولة انتقلنا إلي شارع باب الوزير عن طريق الممر التاريخي الكائن بمنطقة اليكنية والذي استباحه الباعه الجائلون واحتلته عربات الكشري في مشهد يجعلك تشعر بالحسره والالام علي تاريخ مصر العتيق.
يقع بجانب الممر مسجد «بك» و»الجامع الأزرق» المغلقان فور الانتهاء من أعمال ترميمها ومن أمامهما يقع سبيل ومدفن عمر أغا الذي إنشئ عام 1652م والذي يعتبر تحفة معمارية أهانتها عوامل الزمن والسرقات والإهمال ،السبيل بني علي الطراز العثماني ويعتبر من أحدث الطرازات الهندسية ذاك الوقت إلا انه أصبح الآن مسكنا للأشباح كما ردد بعض الأهالي والجزء الآخر منه أصبح «كوافير» وساحة للباعة الجائلين فضلا عن انتشار أروقته وجدرانه بالدعاية الانتخابية وصور المرشحين السابقين إبان الفترة الانتقالية.. ويحدثنا جابر السعيد «من ساكني المنطقة» إن شارعي سوق السلاح وباب الوزير مهملان من قبل وزارة الآثار ومن محافظة القاهرة مشيرا إلي ان الحل يكمن في الاستفادة من الآثار والعمل علي ترميمها وجعلها مزارا سياحيا عملاقا ولكن يبدو ان الثورة قد أخرجت أسوأ مافي المصريين فهناك العديد من الحشوات تم سرقتها فضلا عن الأعمده النحاسيه غير الموجوده في أي مكان في العالم.
حمام بشتاك
وصلنا إلي مدفن وسبيل الشيخ»ضرغام» بدرب القزازين والذي لم يختلف عن أسلافه السابقين في شئ فالإهمال وصل إلي حد جعل السبيل مقلب قمامه ومرتعا للحيوانات الضالة..وأثناء تجولنا بالمنطقة رصدت عدسه «الأخبار» مكانا منخفضا عن الأرض بحوالي 10 أمتار انه حمام «الأمير بشتاك» والذي أكد الكثير من سكان الشارع أنه الأفضل وسط أقرانه فيقول إبراهيم عبد الحميد «باحث في الآثار الإسلامية» ان هناك3 حمامات عامة(بشتاك السلطان السكرية) وحمامات خاصة في البيوت الكبيرة القديمة وهي نماذج مصغرة للحمامات العامة بنفس التكوين المعماري.. مطالبا باستمرار تلك الحمامات في أداء وظيفتها كما كان يحدث ستينيات القرن الماضي فكانت العروس وصديقاتها يقضين ليلة العرس والحنة وتجهيز العروس، وان يتم في هذا الشارع تطبيق نفس المنهج الذي طبق في شارع المعز الموازي له لإعادة روح القاهرة القديمة فيه.. ويحذر من محاولة تفريغ الشارع من سكانه بحجة التطوير، لأن هؤلاء السكان مكون اساسي من روح المكان.. ويؤكد ان الاهتمام بإعادة هذه الحمامات العمومية لوظيفتها يحمل معاني الاهتمام بالاثر وقيمته الأثرية والمعمارية والصحية ايضا فحمام «بشتاك» يبين طرازه المعماري مهمة الحمامات العامة الصحية في علاج الروماتيزم والتدليك والتخسيس وعلاج المفاصل..أما الآن فقد تحول إلي مقلب للقمامة وفندق خاص للحشرات والحيوانات الضالة
المواطنون : نعيش في المنطقة ولا نعرف آثارها والوزارة نايمة في العسل
سبيل «رقيه دودو»
وفي نهاية الجولة وصلنا إلي مقام الشيخ سعود الذي كان في حالة لايرثي لها وعلي بعد أمتار قليله رصدت عدسه «الأخبار»، سبيل «رقية دودو» بشارع سوق السلاح بالقرب من الدرب الأحمر ويتعرض السبيل منذ سنوات طويلة لإهمال جسيم من جانب المسئولين عن الآثار مما أدي لامتلائه بالقمامة والمخلفات التي حاصرته من كل جانب، ناهيك عن أن الكتابات والزخارف الموجودة علي جدرانه كادت تمحي نتيجة لتراكم الأتربة عليها بجانب عوامل الزمن بالإضافه لسرقة الحشوات الموجودة علي قبته وجدارنه النادرة الي ان ظل مهملاً خربًا، فسبيل وكُتاب «رقية دودو» أصبح أطلالاً تحاصره أسوار من الحديد والأسلاك الشائكة، وهو الذي كان حتي نهاية القرن التاسع عشر مقصدًا للرحالة والمصورين الذين تغنوا بجمال واجهته.
إهمال جسيم
يقول مصطفي الجوهري «فنان تشكيلي» وأحد سكان الشارع أنه حسبما سمع عن آبائه أن «رقية دودو» كانت راقصة مشهورة وبعد اعتزالها وإعلان توبتها حولت جزءًا من منزلها إلي سبيل وجزءًا آخر إلي كتّاب وكثير من كبار السن المقيمين بالشارع حفظوا القرآن في هذا الكتّاب وبعد أعوام من وفاتها تعرض لإهمال جسيم وأصبح يحتفظ بأكوام قمامة وأوشك أجزاء منه علي الانهيار وتحول من آثر إلي خرابة ولم ينظر له أي من المسئولين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.