باتت فكرة تحديد النسل أمرًا ضروريًا بعد تزايد أعداد السكان، في الوقت الذي تدهور فيه الأوضاع الاقتصادية، ويتراجع فيه سعر الجنيه عالميًا، خاصة مع تزايد نسبة العشوائيات. وللتعرف على مدى موافقة المواطنين على فكرة تحديد النسل، رصدت "بوابة الوفد" آراء عدد من المواطنين، بالشارع المصري. فرحب بعض المواطنين بوضع قانون لتحديد النسل باعتباره يحد من الكثافة السكانية، ويعمل على زيادة معدلات التنمية والإنتاج، وتخفيف الأعباء عن الأسرة، فى حين رأى آخرون عدم التزام الزوجين بتحديد الإنجاب وفقا لمعتقداتهم. ففى البداية، أشاد محمد إسماعيل بفكرة تحديد النسل التي اعتبرها تعود على المجتمع بالنفع، حيث تقلل الكثافة السكانية، وتحسن أوضاع المواطنين، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها المواطنون. وأشار الدكتور عبدالرحمن صالح إلى أن معدلات التنمية تأثرت كثيرًا نتيجة الكثافات السكانية متمنيًا تطبيق تجربة الصين للحد من الزيادة السكانية، حيث تنجب الأسرة طفلين أو ثلاثة كحد أقصى، مما يعطيها استقرارا. وأوضح صالح أن تحديد النسل متطابق مع الشريعة الإسلامية، لافتًا إلى أن أكثر المناطق التى بها كثافات سكانية هى المناطق العشوائية، الأمر الذي يضع أمام الدولة مهمة توعية أهالي العشوائيات بخطورة كثرة الإنجاب. واعتبر محمد فتحي أن تطبيق القرار في مصر يعد من أهم الطرق إلي مسقبل باهر وناجح، حيث يتيح الفرصة للشباب في جميع المجالات ومنها الوظائف ونمو الاقتصاد المصري، مؤكدا أن تطبيق القرار يخفف العبء من الزيادة السكانية. وتابع فتحى أن النظام المعتاد في أغلب الحالات أن الأشخاص يتزوجون وينجبون برغم الظروف المادية الصعبة التي تمر بها البلاد، وبالتالي لا يستطيعون تربيتهم وتعليمهم وتثقيفهم بالمضمون العلمي السليم. وأكد علي الشبراوي، موظف، أن تطبيق قرار الالتزام بإنجاب طفلين فقط كما تم تطبيقه في دولة الصين يُعتبر صعبا، لأن المصريين لهم عادات وتقاليد منذ العصور القديمة، ومن الصعب الانحراف عنها، برغم أن القرار له فوائد عظيمة تعود على المواطن والدولة. وطالب الشبراوي بتوعية المواطنين بضرورة تحديد النسل، ومعرفة الأصلح لهم في الحفاظ علي اتزان الأسرة، حيث تنجب الأسرة طفلين على الأكثر، حتى تستطيع الحفاظ على صحتهم، والاهتمام بهم تربويا وتعليميًا. وقالت مني عاطف، موظفة، إن تطبيق قرار يسمح للأسرة بإنجاب طفلين فقط يضع الأسرة في ظروف اقتصادية أفضل، موضحة أن تربية الأطفال متعبة، كما أنه مع كثرة الأطفال يضع العبء على الأم في التربية. وطالبت مني بقانون خاص لتنظيم الأسرة يلزم التطبيق علي جميع المواطنين في الدولة، ويلزم الأسرة به، بحيث يحمل عقوبة لمن يُخالف تلك القوانين. وعلى الجانب الآخر، رفض عادل، من سكان أسيوط، تطبيق تحديد النسل حيث أنه تربى على أن كثرة الإنجاب "عزوة"، مؤكدا أن إيمانهم بتلك العادات يرجع إلى أن كل مولود يأتى برزقه، وأنه يتمنى أن يكون لديه ثمانية أطفال. ورأى عادل ضرورة تحديد النسل لغير القادر على تحمل أعباء الأولاد لما يسمح له بتربيتهم ورعايتهم والصرف عليهم، دون إلزامه بقرار تحديد.