شهد مدينة بلقاس بمحافظة الدقهلية، حالة من الحزن والآسي، عقب استشهاد "شريف أحمد السيد القاضي" مجند بالكتيبة 101 "21 سنة"، في الأحداث الإرهابية الأخيرة الذي شهدتها محافظة شمال سيناء الخميس الماضي. جاءت قصة هذا البطل الذي استشهد علي يد الإرهاب الأسود وهو يؤدي واجبه الوطني، لتروي قصة كفاح طويل مع أسرته التي فقدت عائلها عم " أحمد" والد الشهيد والذي كان مجال عمله بيع الأخشاب وتوفي بعد صراع مع المرض، وكان سن الشهيد وقتها لم يتجاوز 10 سنوات. وبوفاة الوالد كانت الأسرة المكونة من 4 أفراد والدة الشهيد هدية عبد الحميد علام ربة منزل 50عاما، وشقيقته دينا 29 عاما حاصلة علي معهد فني تجاري (متزوجة ) ولديها طفلين أحمد وأنس ، وشقيقه السيد 28 سنة حاصل علي لسانس حقوق وترتيب الشهيد يأتي الأخير حيث حصل علي دبلوم صناعي، ويقيمون في منزل بسيط بعزبة الساحة في أطراف مدينة بلقاس. كان يعمل منذ الصغر ليساعد في مصاريف المنزل مع شقيقه الكبير، وكان يعمل في محل لبيع التحف مع صديق أخوه الكبير، وكان يقف معه عند نزوله في إجازة من الجيش ليأتي بمصاريفه لأنه كان دائما يشعر بالمسئولية تجاه أسرته. يروي أسامة أشرف صديق الطفولة مع الشهيد قصة البطل قائلا كان دائما متميز عنا، ومحترم ويصلى ، وكان صاحب مواقف رجولية، ومحبوب من أصحابه المحدودين جدا، ودخل الجيش بحب فكان دائما يتحدث عن أحاسيس تراوده بأنه سوف يحدث له شيء في الجيش وقال لأهله أكثر من مرة بسبب ظروف البلد كمان وعدد الوفيات كل يوم، ولكن كلمة الخوف لم تعرف طريقه، كان ليه أصحاب كثيرة في الجيش. وكشف صديقه أنه قام بوضع صورة البروفايل الخاص به علي الفيس، قبل ما يلقي الشهادة صورة ( مبقتش تفرق أنا ميت ) زى ما يكون قلبه حاسس الله يرحمه بأنه سيستشهد، وكان يتمني هذا والحمد لله نالها ولكن الفراق هو الذي يحزننا واتمني أن أراه في الجنة وان أنال الشهادة مثله، وقال لي لو مت شهيد يا صاحبي أبقى حط صورتي ع الفيس كان بيقولها بهزار ولكنه كان يشعر بهذا ويقينه بالاستشهاد كرره أكثر من مره دون أي خوف. ويضيف كان دائما نزوله لأجازة قليل حيث كان يشعر بظروف أسرته ولا يرضي إرهاقها في مساعدته في مصاريف سفره ، وكان من المفروض انه كان نازل إجازته قبل ما يلقي الشهادة بيوم، حيث كان نازل هذه المرة لعمل التعبئة الأخيرة له تمهيدا لخروجه من الجيش في أول مارس المقبل، مشيرا إلي أنه صرح لي انه بعد خروجه من الجيش سيسافر الي شرم الشيخ للعمل هناك لمدة عامين، حتى يستطيع أن يحقق باقي أحلامه بخطبة احدي الفتيات حيث صارح والدته بهذا الأمر. واختتم أسامة صديق الشهيد كلماته قائلا نحن زدنا عزيمة وإصرار للقضاء علي الإرهاب والأخوان ، ويجب محاكمة هؤلاء الخونة ، والقصاص العادل والسريع كي نشفى غليلنا ويبقوا عبرة لغيرهم. تقول شقيقته " دينا " انه كان عطوف القلب يحب كل الناس وكان دائما يأتي ليداعب أولادي، وكان يقول لأمي ( هانت كلها شهر واخرج واشتغل وأساعدك ومش هخليكي محتاجه حاجة ) وقبل الحادث المشئوم بنصف ساعة، أي حوالي الساعة 7 مساء الخميس اتصل بي أنا سوف أقص شعري واحضر بكره، ومتقوليش لأمي إلا لما أوصل لدمياط عشان متقلقشي علي زى كل مرة. أما والدة الشهيد ولما علمت بالخبر ظلت فترة في حالة صدمه وبتنكر هذا ومش مصدقة، واحتسبته عند الله شهيدا. وجاءت كلماتها الأخيرة حين وصل الجثمان بأنه عريس حضر الجميع ليزفوه إلي حور الجنة كان بيحارب الإرهاب " حسبي الله ونعم الوكيل فيهم".