• ألف سؤال وسؤال يجول بخاطري، لماذا تقدموا وتأخرنا؟ لماذا سبقونا في كل شيء؟ لماذا ونحن الذين جئنا من قبلهم، وسبقتهم حضارتنا بآلاف السنين؟ أعمار دولهم مئات بل عشرات السنين! ملكنا كل مقومات التقدم والرقي وتركناهم يبدأون من حيث انتهينا.. أما نحن فجلسنا نرقص ونتغنى بأمجاد الأجداد، عشنا الماضي وتركنا الحاضر، ولم نخطط للمستقبل. • خارطة العالم تتغير وتزداد الفجوة بيننا وبينهم.. الآن دائما العرب كل العرب في الكفة الخاسرة، فلم نعد نملك إلا محاولة التعلق في ذيل القاطرة، تابعين لامتبوعين، خاضعين لاقائدين. • هناك سمات هدامة تجمع دول العالم" النائم" في ظل غياب الديمقراطيات الحقيقية، واحترام الرأي والرأي الآخر، وانقسام الشعوب إلى فرق متناحرة، تهدف في النهاية إلى هدم أوطانها تكالباً على كراسي الحكم وعروش البلاد. • أما خارطة العرب فمأساتها لاتحتاج جهوداً لاكتشاف ماوصلت إليه من تفكك وانهيار، انظر حولك لدول تلاشت، وأخرى في طريقها، وثالثة على حافة الانهيار، ورابعة تقاوم، وخامسة مازالت تقبع في الظلام! • باختصار لابد أن تغير الأنظمة والحكومات العربية فكرها، وتتجاوب مع الشعوب المتعطشة للحرية وتداول حقيقي للسلطة، وعلى الشعوب التي قضى أجيالها أعمارهم في عهد الذل والرأي الواحد، أن تتأهب لممارسة الديمقراطية التي لو أتيحت بلا ضوابط لتحولت إلى فوضوية، لاتقل خطورة عن عصور الظلام، والنتيجة دائما تفكك الأوطان.