«إذا كان الذهب القوة الأولى في العالم، فالإعلام هو القوة الثانية»، مقولة مشهورة منذ عشرات السنين، ولكن مع مرور الوقت تطورت هذه المقولة إلى أن أصبح الإعلام هو القوة الأولى في العالم، وبالسيطرة عليه يستطيع الشخص أن يتحكم في كل شىء. ومن المتوقع أن يلعب الإعلام دوراً في الانتخابات البرلمانية في شهر مارس القادم، ومن هنا رصدت «الوفد» آراء بعض خبراء الإعلام والسياسيين عن ماهية الدور الذي سيقوم به الإعلام. فمن جهته.. أكد يحيى قلاش، الخبير الإعلامي، أن الإعلام سيكون له تأثير كبير على اختيار الناخبين في الانتخابات البرلمانية القادمة، ولكن هذا التأثير سيختلف من وسيلة لأخرى، فالإعلام الذي يسيطر عليه رجال الأعمال والمال قد لا يكون حيادياً بشكل كبير وقد يعمل على توجيه الناس في اتجاهات معينة. وأفاد «قلاش» أنه بالرغم من قوة الإعلام الخاص، إلا أن الإعلام القومي المتمثل في التليفزيون المصري والصحف القومية سيكون له تأثير أقوى وسيلعب دور الحياد مع كل الأطراف، كما فعل في الاستحقاقات الانتخابية التي حدثت بعد ثورة 25 يناير إلى الآن، مؤكداً أنه سيمحو الأثر السلبي والتوجيه الذي قد يقوم به الإعلام الخاص. وقال «قلاش»: إن الإعلام الحزبي ليس له خطورة مثل الخاص وذلك لمعرفة مصدر تمويله ومعرفة توجهاته بشكل واضح وهي تبني وجهة نظر الحزب والدفاع عنها. وأشار «قلاش» إلى أن البرلمان القادم له دور مهم في النهوض بمصر، لذلك يجب أن يكون هناك إعلام محايد يوعي الناخبين، لا أن يوجههم نحو اتجاهات معينة لمصالح خاصة. فيما أوضح شريف اللبان، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن الإعلام يظهر دوره جلياً في المعارك الانتخابية، حيث تعمل كل الأطراف على محاولة كسب الإعلام في صفه وذلك بسبب قوة تأثيره على الناس. ولفت «اللبان» إلى أن هناك خوفاً لدى الشباب من أن يستغل رجال مبارك الإعلام خصوصاً الخاص منه لتوجيه الناس لانتخاب أعضاء الحزب الوطني السابقين مرة أخرى، موضحاً أن الشباب سيقاومون ذلك من خلال الوسائل التكنولوجية الحديثة كمواقع التواصل الاجتماعي ال «فيس بوك» و«تويتر». وأشار أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إلى أن هناك أهمية لوجود ضوابط تضعها اللجنة العليا للانتخابات لوسائل الإعلام المختلفة، وذلك للحد من التحيز لطرف من الأطراف، مؤكداً أنه يجب أن تكون هناك صرامة وحسم في تطبيق هذه الضوابط، لتجنب حدوث حالة من الانفلات الإعلامي. وأكد «اللبان» أن المصريين يميلون أكثر إلى اختيار نائب الخدمات، لذلك سيقومون باختيار من يشعرون أنه سيقدم لهم خدمات كثيرة، وهذا سيقلل إلى حد ما من تأثير الإعلام حيث سيكون الفيصل هو المرشح نفسه ومدى قدرته عن الاقتراب من الناس. وفي سياق متصل، أضافت كريمة الحفناوي، عضو الجمعية الوطنية للتغيير، أن الشعب أصبح لديه وعي وثقافة كبيرة بعد ثورتي 25 يناير و30 يونية، فهو لا يلعب دور المتلقي من وسائل الإعلام فقط، بل يناقش ما يعرض عليه ويدقق فيه لذلك من الصعب توجيههم أو التأثير عليهم. وأشارت «الحفناوي» إلى أنه قبل اندلاع ثورة 25 يناير كان للإعلام تأثير قوي، بحيث يستطيع أن يؤثر في إرادة الناخبين ويوجههم لانتخاب أشخاص وأحزاب بعينها، لكن الآن بعد هذه الحالة من الوعي لن يستطيع الإعلام أن يمارس هذا الدور. ودعت عضو الجمعية الوطنية للتغيير، وسائل الإعلام المختلفة أن يكون لها تأثير إيجابي وليس سلبياً، وذلك من حيث تعريف المواطن بضرورة التصويت وإعطائه العديد من المعلومات عن العملية الانتخابية وعن المرشحين جميعاً، دون تحيز لطرف من الأطراف، مؤكدةً أن الفترة القادمة ستظهر من يعمل لصالح البلد وخدمة الناس ومن يعمل لمصالح خاصة وأفق ضيق. وأفاد أمين إسكندر، المحلل السياسي، أن الإعلام سيلعب دوراً كبيراً في العملية الانتخابية القادمة، خصوصاً الإعلام الخاص الذي له تأثير أقوى من الإعلام الحكومي، حيث إن المصالح وتوجيه الناخبين سيكون لها ظهور قوي وجلي في المرحلة القادمة. وأوضح «إسكندر» أنه برغم قوة الإعلام لكن الشعب سيلفظ كل ما له علاقة بنظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك أو بتيارات الإسلام السياسي، وذلك بسبب الفساد الذي رأوه من الطرفين وعدم العمل لصالح الدولة. وأكد المحلل السياسي، أن الإعلام يجب أن يكون حيادياً وأن يعمل على توعية الناس بشكل سليم، وذلك بسبب خطورة البرلمان القادم، الذي سيكون عليه عبء كبير في تشريع العديد من القوانين المهمة والخاصة بمصالح الناس.