يضع الخبراء برنامجا لاستغلال الفترة الراهنة لتنمية الوعي السياسي لدي المواطنين.. حيث أجمعوا علي أهمية دور الاعلام في هذا المجال وتوعية الناخب بعدم التأثر بالشعارات الدينية أثناء الادلاء بصوته لصالح مرشح معين وتطرقوا الي وضع الكتلة الصامتة وكيف يمكن اخراجها عن صمتها في أول انتخابات في عصر الحرية.. * يؤكد عبدالله خليل الناشط في مجال حقوق الانسان الدولي أنه لابد من نشر الثقافة القانونية الخاصة بادارة العملية الانتخابية خاصة بعد التعديل الأخير الذي تبلور في مرسوم القانون الذي أصدره المجلس الأعلي للقوات المسلحة الخاص بمباشرة الحقوق السياسية كما أنه لابد أن يكون هناك اهتمام بالاعلام الريفي وألا يقتصر تركيز وسائل الاعلام علي أهل الحضر والمدن وأن توضع برامج لقطاع الاعلام الريفي الذي يتضمن السواد الأعظم من الناخبين بما يتلاءم مع تخاطب أهالي القطاع بملا يتلاءم مع ثقافتهم كما أن هناك ضرورة لتوجية المزيد من العناية بثقافة من لا يجيدون القراءة والكتابة في التوعية الانتخابية ووضع معايير محددة لاختيار المرشح ونشر ثقافة مكافحة الفساد في الحملات الانتخابية بين قطاعات المجتمع كما يجب أن نوضح للناخب أثر قبوله لمنفعة أو ميزة أو عطية مقابل الادلاء بصوته لصالح مرشح معين علي حقوقه مستقبلا وأن ذلك سيؤثر عليه بالسلب وليس بالإيجاب. ويشير خليل إلي ضرورة أن يتم تخصيص قطاع في وسائل الاعلام يكون مؤهلا ومدربا علي مستوي عال للقيام بالحملات الخاصة بالتوعية واستخدام فنون هذه الحملات بالاستفادة بالخبرات الدولية في الوصول إلي الناخب الحقيقي وخاصة في القطاع الريفي وأيضا فقراء الحضر والمدن الذين يسهل التأثير عليهم اما بالترهيب أو بالترغيب في التصويت لصالح مرشح معين. ويؤكد ضرورة الاقلال من تأثير الدعاية الدينية الانتخابية والشعارات الدينية وتوعية الناخب بأثرها والحد من تأثير هذه الدعاية علي ارادة الناخب وإيجاد سبيل يفهم الناخب من خلاله أن هذه الدعاية ما هي إلا تجارة سياسية انتخابية لا صلة لها بالدين. ويطالب خليل جميع وسائل الاعلام بالقيام بهذا الدور لأنها القادرة علي النفاذ إلي جميع قطاعات المجتمع في أي مكان حيث ستشهد المرحلة المقبلة دورا محددا للمجتمع المدني خاصة بعد انخراط عدد كبير منه في الأحزاب مما يؤدي إلي انشغاله عن القيام بهذه العملية الجوهرية وبالتالي سيصبح الاعلام له الدور الرئيسي في تنظيم برامج التوعية الانتخابية خاصة وأن التجربة أثبتت فشل اللجنة العليا للانتخابات فشلا ذريعا في توعية الناخبين وتوفير الارشادات لهم. وعن الكتلة الصامتة يوضح خليل أنه لا يمكن إخراج هذه الكتلة عن صمتها إلا من خلال الاعلام الموجه وتصميم برامج حملات ودعاية متنوعة لكل مستويات التعليم في مصر علي أن تتم تهيئة المقار الانتخابية ومراكز الاقتراع لاستقبال الناخبين وأن يتم توفير أكثر من مركز اقتراع واحد محترم وآدمي موضحا أن مركز الاقتراع الوحيد الأدمي كان مدرسة مصر الجديدة التي كان يصوت بها الرئيس السابق وأسرته. فيما يعتبر جمال عيد رئيس الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان والناشط الحقوقي أن مناخ عدم الثقة الذي تمر به البلاد لا يساعد علي بناء الثقة في الشهور القليلة المقبلة في اشارة منه إلي المشهد الانتخابي المرتقب. ويقول أن هناك عددا كبيرا من العوامل التي تتحكم في هذا المشهد منها حالة الارتباك الشديدة التي يمر بها المجتمع والأفكار السائدة المتعلقة بمولاة النظام السابق ورموزه وبالتالي تراجع الحديث عن الانتخابات المقبلة وما يتعلق بها في ظل الحديث عن محاكمة مبارك أو العفوعنه. كما يعتبر أنه لا يمكن الحديث عن الانتخابات المقبلة في ظل عدم سيادة القانون وفي عدم إلقاء القبض علي جميع رموز الفساد, كما أن الوضع الحالي يوقف أي خطط مستقبلية يمكن وضعها حتي بالنسبة لكيفية استغلال الفترة الراهنة لتوعية الناخبين سياسيا, بل أن الوضع الحالي يجعل العديد من المؤسسات والجهات تعمل بخطة يومية علي المدي القصير وذلك لغموض المستقبل وعدم اتضاح الرؤية. وأخيرا يؤكد د. علي عجوه الخبير الاعلامي وعميد كلية الاعلام جامعة القاهرة الاسبق ان حالة اللامبالاة قد ذهبت بلا عودة فالغالبية العظمي من المواطنين يرغبون في المشاركة الآن ولا يعني ذلك ان المشهد الانتخابي القادم سيصل لدرجة المثالية فمازالت هناك أصوات تحركها المصلحة والمقابل المادي حتي تدلي بصوتها ولا يتجه تفكيرهم لاختيار الأصلح وهناك بعض الأصوات التي تذهب وفقا للعصبيات والقبليات ويبقي قطاع لا بأس به يكون رأيه حرا تماما. وسيحرص أيضا علي الادلاء بهذا الرأي لاختيار المرشح الذي يجده الافضل والاصلح لتولي مهام دائرته. ويري عجوة ان المرحلة التي تسبق اجراء الانتخابات من الضروري ان يصاحبها محاولة لتأهيل المواطنين للانتقال من وضع سيئ كان معتادا عليه لوضع أفضل قدر الامكان تقل فيه حالة الامية السياسية ليتجه المواطن لإختيار من يجده الافضل لان الانتخابات البرلمانية ستكون نموذج مصغر من الرئاسية التي ستشهد اقبالا لا مثيل له اما عن وضع الكتلة الصامتة يؤكد عجوه انها لن تكون بنفس الحجم التي كانت عليه طوال السنوات الماضية وتواجدها سينحصر في المدن الكبري اما في القري والريف يعلم الاهالي كل المعلومات عن المرشحين فتكون الاستجابة أعلي. ويضيف قائلا ان الاعلام له الدور الابرز خلال الفترة التي تسبق اجراء الانتخابات لتوعية المواطنين بجميع القواعد والاجراءات الخاصة بها لذا ينبغي عقد مؤتمرات وندوات الي جانب الدور الاهم لبرامج التوك شو التي تستطيع توصيل جميع المفاهيم للبسطاء بالاضافة الي الشروح التفصيلية التي تعلن قبل الانتخابات بثلاثة أيام لتوضيح نظام الادلاء بالأصوات لذا فالاعلام عليه الدور الاكبر ليعي كل مواطن ان صوته الحر دون تأثير خارجي سيضمن انتخابات حقيقية