طيب العناق

ويدبر القدر الأيام لتلتقى الأعياد ويتعانق الأحباء ويترفق طرفا الهلال يحتضنا الصليب فى حب وصفاء.. لا تحدثنى عن الوحدة التى تجمع بين اثنين لأننا روحان فى جسد مصرى واحد..
دعنى أناديك يا شقيق روحى: كم عدونا معاً نحو الشروق نزيح الظلمات من العقول ونسبح معا فى محبة ووفاء، ألم نحلم معا؟ أم كانت أحلامنا سرابا!! وعندما بكينا ألم نبك معا!! ألم تكن الشمس لنا وأديم الأرض ملكنا؟! كم سبحنا معا فى سماء مصرنا وجلسنا فوق الروابي والربابة فى أيدينا تشجينا. يا شقيقى وأقرب من نفسى لنفسى ماذا حدث؟ لماذا تباعدنا وما زالت ايادينا متشابكة وافترقنا ومازالت نظراتنا متعانقة... أمد اليك يدى فأراها تبتعد وبالأمس كانت فوق القلب.
أخى الحبيب لا تقل ان الله أراد لنا الشقاق بل نادى بالمحبة والوفاق وأعطانا اجمل ما لديه من ديار.
أخى دعنى أقول لك ما حدث: انهم يتاجرون بحبنا، فلا تجعلهم يخلطون بين الأرض والإيمان، والعالم حولنا يترنح خوفا منا وكرها لنا... ان طريقنا طويل ووعر ومملوء بالفتن والمؤامرات وصناع الموت.
عندما تلاحمنا ايام ثورة 19 هزمنا امبراطورية ثم طردناها... أنت وأنا والله معنا نستطيع ان نجعلها جنة وأقول لهؤلاء صناع الفتن فليقرأ كل منا ما يحويه كتابه ودواوين أخلاقه وأذكر لمن يتصدى للفتوى بالسور والآيات التالية من القرآن الكريم... سورة البقرة الآيات 136 – 137 – 62 – 87 – 111 – 113 – 261، سورة المائدة: 62، سورة الحج 17، والمائدة 17 – 44 – 45 وهى خاصة باليهود 46 خاصة بالنصارى – أما بالنسبة للمسيحيين فأذكرهم بعبارة فى صلاتهم : واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن ايضا للمذنبين الينا وان الله محبة.
أما لمن يهمهم التاريخ فأقول: عودة إلى التاريخ الساحق ان أول من عمر وسكن مصر كانت قبيلتان الأولى اسمها النيلوس والثانية الاجيبتوس... الأولى منسوبة إلى النيل والثانية إلى أيجبت أى مصر ويقال ان الجين المصرى جين خاص منفرد يمتص كل جين دخيل وان التعصب والتفرقة لم تكن من سمات مصر الفرعونية وكانوا يعتقدون فى يوم الحساب وكانوا موحدين وأول نبى ظهر بينهم كان النبى ادريس وان صلوات اخناتون كانت أساسا بعد ذلك لمزامير داوود... وانظر اليوم ما نحن عليه رغم ما جاء بالدستور من حرية العقيدة، للدكتور طه حسين ولويس عوض ونجيب محفوظ وفرج جبران وحامد أبوزيد وسيد القمنى وغيرهم مما دعانى الى ان اكتب مقالى التالى: هل الحقوق اكذوبة كبرى؟
عضو الهيئة العليا