ليس من الغريب على المنظمات الحقوقية الدولية أن تغض الطرف عن بعض المواقف المشينة والمسيئة إلى أشخاص أو دول أو ديانة وتهتم بأشياء أخرى على حسب أهوائها، فهي منظمات مزاجية، تدين ما تراه وتتجاهل بالقصد ما يمكن أن تتجاهله. وهنا تتجه أنظار المنظمات الحقوقية الدولية نحو قضية المدون السعودي "رائف بدوي" الذي تم جلده في السعودية لاتهامه بالإساءة إلى الإسلام في حين تغض بصرها عمّا تفعله إسرائيل من جرائم وحشية تنتهك حقوق الإنسان من تعذيب الأطفال الفلسطينيين وقتلهم، أو حتى ما فعلته فرنسا من اعتقال وتعذيب لأشخاص مجرد مشتبه بهم في أحداث شارلي إبدو بجانب حرق مساجد في فرنسا وألمانيا. أليس غريب أن يكيل الغرب بمكيالين" فلماذا يصمت عن الانتهاكات المرتكبة في فرنسا وإسرائيل والولايات المتحدةالأمريكية التي تمارس أفظع أنواع العنصرية والتمييز بين السود البيض وتعذيبهم حتى القتل. وخرجت "بياتريس فوغرانت" من منظمة العفو الدولية بتصريحات تقول فيها "نحن هنا من أجل ألا يضطر "رائف" إلى تحمل 50 جلدة إضافية"، مطالبة بإلغاء عقوبة جلد السعودي رائف بدوي. فيما وصفت الحكومة الكندية عملية الجلد العلني بأنها "فعل غير إنساني"، لكنها قالت إنها لا تستطيع عمل الكثير من أجل رائف. وهنا نطرح سؤالًا موجهًا لتلك المنظمات الحقوقية العالمية: أين حرية ممارسة الأديان واحترام الرسالات السماوية التي ينادي بها العالم أجمع من مختلف الديانات والجنسيات، من حرق المساجد وحملة الاعتقالات والتعذيب التي تجري ضد المسلمين مؤخرًا، ونشر أفلام وصور مسيئة للرسول ولحياته؟ فما يفعله الغرب هو الانتهاك بعينه الذي يتحدث عنه بل وتدخلًا سافرًا في شئون العرب الداخلية.