قلنا أمس ان الخطاب الديني، لابد له من تجديد الوسائل وتشخيص الواقع الاجتماعي. والثقافي والسياسى، ومحاولة تقديم الحلول المناسبة وتعد وسائل الاعلام المرئية الوسيلة الأكثر فعلية بالضمان انتشار هذاالخطاب ونجاحه لانه يضمن وصوله الي المجتمع ومايحدث الإدراك او الفهم لهذا الخطاب الا اذا حصل التفاعل والانسجام بين محتوي الرسالة الدينية ومخبرات المجتمع وواقعه المعاش. كما لا ننسي انه لكل زمان خطابه الديني ولغته الخاصة به، وإذا تأخر الخطاب الدينى بأسلوبه ولم يساير الواقع المعاش فانه سيتخلف حتما عن الركب الحضاري والمدني، وأما اذا تحقق العكس فسيضمن لهذا الخطاب الوجود والحياة، هذه مقترحات تساعد علي النهوض بالخطاب الديني وتقدم صورة صحيحة عن الدين والفكر... كما ان الخطاب يتسم بمخاطبة الانسان في كل زمان ومكان، ولذلك لابد ان يكون واضحا وسهل المأخذ لا يجد العقل صعوبة في فهمه، وهنا لابد من الإيمان به علي الفور، كما ان الخطاب يخاطب الوجدان والعقل ويحرك في النفس نوازع الخير، ومخاطبة العقل بقصد إقناعه بقضايا فكرية بحاجة لأدلة يتقبلها ويؤمن به لكن رغم الغاية السامية التي يرنو اليها الخطاب الديني من الإيمان بالله والتأكيد علي نشر المحبة والسلام فإن الخطاب الديني بحاجة الي تجديد مستمر. وتجديد الخطاب الديني شعار تبنته دول العالمين العربي والإسلامي منذ حوالي خمسة عشر عاما ثم غدا بعد ذلك واحدا من معطيات الحوار الدائر في الوطن العربي ورغم ان الحكومات العربية بكل توجهاتها كانت تطالب بالتجديد إلا ان هناك ظروفا دفعت الأحتمية اندلاع حوار موسع ومتعدد الزوايا حول تجديد الخطاب الدينى. والدين الاسلامي يدعو الي كل خير وينهي عن كل شر ويدعو الي الاحسان الي الناس كافة والتعامل معهم بالحسني علي أساس ان الجميع عُبَّاد الله وخلقه وان أحب الناس الي الله أنفعهم وأجودهم ولذلك امر الله الناس إن ان يقولوا الحسني والكلمة الطيبة، و«قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن»، ولذلك لابد ان يكون الخطاب مبنيا علي حق وحسني لا جهل وباطل ولا احد يملك زمام الخطاب بسهولة، وإنما اصحاب الرأي والفكر وثوابت الدين الاساسية. والإنسان في نظر الأديان مكرم بالعقل والفكر ولابد ان يكون الخطاب الديني قائماً علي احترام هذ الفكر الذي وهبه الله له وهنا تأتي عملية التجديد في الخطاب الديني بإجادة لايعرفها سوى أهل العلم والمتخصصين..... وللحديث بقية. سكرتير عام حزب الوفد