أثار الهجوم الدامى الذى تعرضت له صحيفة "شارلى ابدو" الساخرة حالة من الصدمة والهلع لم تقتصر فقط على فرنسا بل امتدت إلى جميع أنحاء أوروبا، واهتمت مجلة "التايم" الأمريكية بتسليط الضوء على التوتر الموجود بين فرنسا وسكانها المسلمين ومعرفة خلفياته. رأت المجلة الأمريكية أن هناك لغزاً جديداً أخذ فى البذوغ مع تدفق الأخبار التى تُفيد بأن المشتبه به الرئيسى فى الهجوم على الصحيفة الفرنسية الساخرة، يوم الأربعاء، هم مواطنين فرنسيين ألاّ وهو كيف يمكن أرض الحرية والمساواة والإيخاء أن يخرج منها رجال عازمين على تدمير القيم الثالث السالف ذكرهما. وأشارت المجلة إلى ما وصفته مسار تصادمى بين التيار العلمانى المتطرف فى فرنسا والمسلمين الذين يريدون التعبير عن عقيدتهم بشكل علنى، مضيفةً "إن فرنسا لديها أكبر جالية مسلمة فى أوروبا الغربية يصل تعدادها لنحو 5 ملايين مسلم ولكن علاقتها مع الإسلام أكثر توتراً مما هو الحال فى بريطانيا أو ألمانيا. وتعود أسباب النفور بين فرنسا والمسلمين لحقبة الخمسينات حيث الاحتلال الفرنسى للجزائر وذكريات الحرب الجزائرية، عندما قاتلت المجموعات المحلية من أجل الاستقلال عن الحكم الفرنسى، وبالتالى بات الجيل الحالى من الأحفاد الجزائريين يشعرون، فى كثير من الأحيان، بالاستبعاد من التيار الرئيسى للمجتمع الفرنسى بسبب أسمائهم العربية أو لون بشرتهم. وأردفت الصحيفة قائلةً "إن مشاعر كهذه قد تكون مشتركة من قبل المسلمين الأوروبيين الأخرين، ولكن المسلمين فى فرنسا يواجهون عقبات ليست فقط اجتماعية، ولكن عداءً رسمياً بعدم عرض مظاهر تدل على عقيدتهم فى الأماكن العامة، فى إشارة إلى ارتداء النقاب". واستطردت المجلة لتقول: "إن التركيز على قتلة "شارلى ابدو" وادعاءاتهم الزائفة بأنهم يتصرفون كمسلمين أتقياء من شأنه أن يحجب حقيقة أن الغالبية العظمى من المسلمين الفرنسيين يحتضنون القواعد القانونية والثقافية للجمهورية الفرنسية". وختمت "التايم": "أما بالنسبة للمسلمين الذين يحترمون القانون، فإن التحدى ذو شقين: الأول، هو التعامل مع حزنهم بسبب الهجوم على القيم التى تمثلها فرنسا، الثانى هو التعامل مع شبح تصاعد موجة الخوف من الإسلام "الإسلاموفوبيا".