عمقت العاصفة الثلجية التي تضرب منذ 3 أيام دولا في الشرق الأوسط، من بينها لبنان وسوريا والأردن والأراضي الفلسطينية، جراح ومعاناة اللاجئين والنازحين السوريين، والفلسطينيين الذين فقدوا منازلهم في غزة. وإذ أصاب المنخفض الجوي بتداعياته معظم سكان تلك البلدان حيث عمدت السلطات إلى اتخاذ إجراءات وقائية بينها إغلاق المدارس وتعطيل مؤسسات حكومية، فإن المتضرر الأكبر من العواصف هم اللاجئون. ففي لبنان، توفي، الأربعاء، رجل وطفل سوريان من جراء انخفاض درجات الحرارة واشتداد حدة العاصفة، وذلك غداة وفاة طفلة سورية في أحد مخيمات اللجوء، وسط مخاوف أن "تنهار الخيم تحت الثلوج". واجتاحت مياه الأمطار والسيول خيام اللاجئين السوريين في عدة مناطق لبنانية، في وقت يهدد انقطاع الطرق بسبب تراكم الثلوج وموجات الصقيع، بمحاصرة آلاف السوريين الذين فروا من الحرب الدامية في بلادهم. أما في الأردن، فقد غطت الثلوج مخيم الزعتري للاجئين السوريين وتسببت العواصف بانقطاع التيار الكهربائي، الأمر الذي ضاعف معاناة مئات العائلات التي اشتكت من "نقص في وسائل التدفئة والأغطية". ويقيم غالبية اللاجئين في بيوت جاهزة "كرافانات"، إلا أن المخيم يضم أيضا 1800 خيمة تسكنها تحتضن بعض العائلات، مما دفع السلطات إلى العمل على "نقل بعض اللاجئين إلى مراكز إيواء أخرى لتأمينهم". وأطلق صندوق الأممالمتحدة للطفولة برنامجا يتيح للعائلات السورية في الأردن شراء الملابس الشتوية لأطفالهم، في وقت أعلنت المنظمة الدولية أن الطقس السيء يحيل دون عمليات نقل اللاجئين من المناطق التي ضربتها العاصفة. كما قدمت منظمة "أنقذوا الأطفال" ووكالة الأممالمتحدة للاجئين أغطية إضافية للسوريين في الأردنولبنان، وأدوات لإصلاح الملاجئ التي لحقت بها أضرار، من جراء ما قالت الأممالمتحدة إنه "ضربة من الطبيعة تأتي في وقت صعب للغاية". وأصابت تداعيات العاصفة التي أطلق عليها في الأردن وفلسطين "هدى" في حين سماها اللبنانيون "زينة"، الفلسطينيين الذين فقدوا منازلهم في غزة في الهجوم الإسرائيلي الأخير على القطاع الذي تسبب بدمار هائل. وتهدد العاصفة بتعميق معاناة سكان القطاع، حيث تتناثر ركام المباني في الشوارع، بينما يعيش آلاف في أماكن إيواء تابعة للأمم المتحدة وسط انقطاع الكهرباء لفترات طويلة، مما يدفع الكثير من المواطنين لاستخدام الشموع للإنارة وإشعال الحطب للتدفئة . وغالبا ما يتسبب ذلك بوقوع حوادث مأساوية، آخرها وفاة طفلين شقيقين من عائلة الهبيل يبلغان من العمر 3 و4 أعوام، في حريق شب في منزلهما في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة. ولم تقتصر المعاناة على السوريين والفلسطينيين، إذ وجه الصليب الأحمر نداء عاجلا لمساعدة نصف مليون عراقي، نزحوا داخل بلادهم بسبب أعمال العنف التي اندلعت عقب سيطرة تنظيم الدولة على مناطق واسعة من البلاد.