أبويا رحمة الله عليه..كان عنده - بعيد عن السامعين - مرض السكر.. يعنى بالبلدى كده ممنوع من كل شئ مسكر.. أو يدخل فيه صناعة السكر..يعنى آخره.. الكلمة الحلوة..ومع ذلك كان عاشقا للحلاوة الطحينية.. زى عنيه الاتنين!! وكان رحمه الله يأكلها من ورانا.. زى الاطفال الصغيرين.. وكانت أمى رحمة الله عليها..تؤنبه قائلة.. والله ما فى حاجة هتضيعك إلا الطفاسة دى.. فكان يرد عليها.. هوه فيه حد بيموت ناقص عمر.. يا وليه!! ويشاء العلى القدير.. ان أضبط نفسى متلبساً بنفس «الطفاسة» الأسبوع الماضى!! فبعد ان قرأت موضوعا عن الكبدة وسمومها القاتلة..نشرته جريدة الأهرام العريقة.. وقرأته أيضاً على زملائى حتى يحتاطوا للامر..واخذت أحذرهم من مخاطر تناول الكبدة.. وكيف انها مركز السموم فى الحيوان أو حتى فى الطيور.. حتى إن بعض البلاد منعت استخدامها تماما..كالولايات المتحدةالأمريكية.. فيذهب كبار مستوردينا الى هذه البلاد ليأتوا إلى بلادنا بمثل هذه السموم.. لنأكلها نحن بالهنا والشفا..واذا سألت أحدهم عن هذه الجريمة.. يقولك.. يا عم قول يا باسط.. دى معدة المصرى تهضم الزلط!! المهم بعد المحاضرة الطويلة والعريضة عن الكبدة ومخاطرها..وسمومها.. عدت الى منزلى.. وأنا أمنى نفسى بأكلة كفته معتبره.. ودلفت الى الحاتى.. لأطلب الكفتة.. ولكن خاب ظنى.. فقد اقترب البائع من أذنى.. وهمس لى قائلا: بلاش كفته النهاردة يا أستاذ..لان الموجود منها أمامك الآن «بايت» من أمس.. يعنى مش طازة.. وقد صدقت البائع لانه حبيبى.. وأنا أحد زبائنه من زمن.. ولكن البائع أردف كلامه.. لكن لو عايز سعادتك حاجة تانية.. فالكبدة لسه طالعة من على النار! فنظرت نحو الكبدة.. فسال لعابى..بعد ان رأيت البخار المتصاعد منها..وهنا وقعت فى حيرة شديدة بين علمى..وثقافتى.. وما قرأته قبل ساعة فى الاهرام عن الكبدة. وسمومها.. وبين نفسى التى تهفو لالتهامها فورا..ولم يستغرق الأمر كثيرا خاصة بعد ان استجبت لنداء الغواية.. وجذبتنى نداهة الكبدة.. واستيقظت بداخلى جينات الطفاسة.. وعلى الفور امرت البائع بشراء الكبدة.. وهتفت بداخلى.. بكلمات والدى..العمر واحد والرب واحد.. وما ياخد الروح إلا اللى خالقها.. ومحدش بيموت ناقص عمر!! وعدت إلى منزلى.. وأنا أسابق الريح لالتهم الكبدة.. بالهنا والشفا..فعلا الطفاسة وراثة يا ناس.. أرجوكم لو مت اكتبوا على قبرى..عصام العبيدى.. شهيد الكبدة.. وضحية الطفاسة!! وهنا تذكرت الدكتور..يضع سيجارة فى فمه.. ومع ذلك يصرخ فى مريضه.. أنا حذرتك من التدخين.. وقلت لك إنه هيجيب أجلك ان شاء الله!! أرجو من الصحف قبل ان تنشر الاخبار اللى تسمم البدن دى ان تلاحظ انها تسمم حياتنا بكلامها الماسخ.. عن تسمم الأطعمة والمشروبات.. فكل شئ فى حياتنا ملوث وضار.. ويودى فى ستين داهية.. بداية من مية الشرب المخلوطة بالمجارى..وحتى الكبده حبيبتى ..والمدعوق الفول صديق عمرى..اللى غشوه..هو كمان بالفنكوش..اللى بيمنح من يأكله عضوية دائمة فى نادى السرطان..بعيد عن السامعين !! تروح السوبر ماركو ..تلاقى ياسيدى..طماطم مغلفة بالسوليفان ..تقرأ السعر المكتوب عليها..تجيلك نقطة ..الشر بره وبعيد..تجده 15 جنيه ..بالتمام والكمال ..ليه ياخوانا يقولك دى طماطم صحيه يعنى مش مرشوشه كيماوى..اللى بيجيب الكافية..قلتلهم انا عايز طماطم بسم الفيران بس باتنين جنيه !! فامسك بائع السوبر ماركو بايدى..وسحبنى بره المحل..واشار بيده لعربة كارو بيجرها بعيد عن مقامك ..حمار حصاوى معتبر..ابن ناس يعنى..واقفة الناحية التانية من الشارع..وعليها كل خيرات الله ابص ألاقى الطماطم اللى تهفف النفس.. بجنيه ونصف.. الحقيقة يا اسيادنا..انا كنت عايز اخده بالحضن..البياع طبعاً. .مش الحمار .. ياللا انته وهوه..وامرت البائع بطرطوفة مناخيرى..وبكل كبرياء.. هات اتنين كيلو من المجنونة دى ياللا.. فرد الخبيث..دى خلاص اتعالجت ياباشا..مبقتش مجنونه..فنظرت ناحية السوبر ماركو..وقلت ..والله دى لسه مجنونه..وبنت كلب كمان !! يعنى الغلبان يعمل ايه يا خوانا..سممتم بدنا..وهريتم جتتنا..يعنى ناكل ايه.. ناكل جعضيض ياهوه؟! فضوها سيرة بقى..وسيبونا مع دناوتنا ..و طفاستنا اللى هتودينا فى داهية من غير مقاطعة..وبلاش تقولوا آمين والنبى ..