هناك شىء آخر مهم فى قضية الانفجار السكانى وضرورة مواجهتها والتصدى لها بالتنمية الحقيقية، يتمثل ذلك فى دور وسائل الإعلام المختلفة من صحافة وتليفزيون وإذاعة بنشر الوعى بين الناس بأهمية هذه القضية وتوعيتهم بالخطر الفادح الناجم من تزايد أعداد السكان، وضرورة تحقيق التنمية الشاملة التى هى بالفعل أهم بنود مقاومة الانفجار السكانى. دور وسائل الإعلام فى نشر الوعي السكانى، وأهمية التنمية يعد مهماً جداً لتشكيل ثقافة وجدانية جديدة لدى الشعب تتماشى مع الاتجاه فى خفض عدد المواليد وزيادة الموارد وتنميتها. ليست مصر وحدها التى تهتم بهذا الشأن، بل إن البشرية جمعاء تخطو نحو إحداث انقلاب حاد على التزايد السكانى، والاهتمام الواسع بالتنمية الشاملة.. بل إن هذه القضية باتت اختياراً مشتركاً بين مختلف دول العالم المتقدم منه أو النامى فى ظل تزايد مستمر فى عدد السكان مقابل موارد لا تكفى. والهدف من ذلك كله هو ارتفاع معيشة الشعوب وتحقيق الحياة الكريمة لهم. ولن يتأتى ذلك إلا بتطبيق سياسة تنظيم الأسرة وتقليل الإنجاب. وهذا الأمر يساهم فى توفير كميات كبيرة من تكاليف التربية الصحيحة، وتخفيف الضغط الناتج عن كثرة السكان، وتعجيل التطور الاقتصادى ورفع مستوى المعيشة. وكما قلنا قبل ذلك فإن الصين قد بدأت خطوات عملية وفعلية فى هذا الشأن ونتمنى أن تحذو مصر حذوها وتنجح خطط تقليل أو تنظيم النسل التى بدورها ستكون لها آثار جانبية فى النهوض بقضيتي التعليم والصحة وغيرهما من القضايا الاجتماعية المختلفة. ولذلك فإن دور وسائل الإعلام يساعد على رفع وعى الناس فى المجتمع للتعريف بخطر الانفجار السكانى. ونعتقد أن مصر بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو، ودخولها مرحلة بناء الدولة الحديثة لا بد أن تولي اهتماماً بالغاً بقضيتي التزايد السكانى والتنمية، وأهمية التركيز على مشاريع التنمية وتغيير ثقافة التكدس فى الوادى والاعتداء على الأراضى الزراعية بالبناء وخلافه. ولا محيص من مواجهة معدل الزيادة الطبيعية للسكان خاصة فى الوادى والتركيز على مساحة محدودة للإقامة فيها فى حين أن مصر لديها أماكن بديلة للوادى ولا أحد يفكر فيها بسبب البيروقراطية والروتين، ولذلك وجدنا ارتفاعاً فى الكثافة السكانية فى الأجزاء الوسطى والجنوبية من دلتا النيل بشكل كبير بحكم طبيعة الموقع وخصوبة التربة وتوافر عوامل الزراعة الجيدة . وتقل الكثافة السكانية بشكل ملحوظ بالاتجاه صوب أطراف الدلتا شرقاً أو غرباً لتغير خصائص التربة أو ناحية الشمال نظراً لارتفاع نسبة الأملاح. نعود مرة أخرى إلى أهمية دور الإعلام فى نشر الثقافة الجديدة لتكون جنباً إلى جنب مع التنمية للتصدى لظاهرة التزايد السكانى وهو أمر تفرضه طبيعة المرحلة الجديدة فى ظل بناء مصر الحديثة. سكرتير عام حزب الوفد