"التطرف ليس وفقا على شعب ولا أمة ولا ديانة .. ولقد سمعنا عن جماعات انتحار جماعي والتجمع ليس بجديد وداعش ليس ظاهرة مفاجئة ولكنها نتيجة وجود إنسان مهزوم ومأزوم" هكذا بدأ الدكتور مصطفى الفقى حديثه خلال الجلسة الحوارية التى حملت عنوان "نحو مواجهة فكرية للتطرف" وأدارها الإعلامى سمير عمر مساء اليوم "السبت " ضمن فعاليات مؤتمر "نحو إستراتيجية عربية شاملة لمواجهة التطرف" الذى نظمته مكتبة الإسكندرية تحت رعاية عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية. وقال "الفقي": "من الطبيعي أن ينخرط الشباب في مثل هذه المجتمعات بعد أن شعروا بعدم اندماجهم فى المجتمع إلى جانب التخلف الاقتصادى فقضية العدالة الاجتماعية هى من دفعت المصريين إلى الخروج إلى الميادين وليس من أجل المطالبة بالديمقراطية"، مشيراً إلى ما وصفه بعدم تربية ذات الشباب وضعف العملية التعليمية فى العالم العربى. جاء ذلك وفى سياق متصل، قال الفقي، إن التعليم فى مصر من أسوأ أنظمة التعليم فى العالم وهو ما وجهنا إلى ما نحن فيه بجانب الفتاوى التى تكفر أهل الذمى والتى تكفر تهنئة المسيحى فى عيده تحت سمع وبصر الدولة ". وشدد الفقى على ضرورة توحيد خطبة الجمعة على مستوى الجمهورية حتى لا يترك الحبل على الغارب لغير المسئولين لافتاً إلى ما أشار إليه رئيس الجمهورية نحو تجديد وتنقية الخطاب الديني. وطالب الدولة بالاهتمام بالشباب وقضية صراع الأجيال مع حشد الشباب فى اتجاهات إيجابية قائلاً "الشاب لا يقف على أرضية قومية ويجد فى الدين نوع من العزلة والانعزال ولذلك يجب فتح قنوات للعودة بالتعاون مع الدعاة المعتمدين حيث إن هناك عشرات من الشباب مغرر بهم". وأكد على أن الغرب يدعم ما يحدث من تطرف فى المجتمعات لاتفاقه مه مصالحه قائلاً " لما كنت فى رئاسة الجمهورية ووقعت وقتها نافذة شباك دون قصد كانت تقوم أمريكا ولا تقعد ولكن عندما حرقت ما يقرب من 70 كنيسة لم تحرك ساكناً الآن " مطالباً الحكام العرب بالوقوف معاَ ضد داعش الذى سوف يطول تركيا نفسها برغم ما قدمت إليه من دعم لوجيستى كما طالبت الدكتورة سلوى الدغيلى من ليبيا بتحديد سباب التطرف قبل وضع محددات لمواجهة الأرهاب مؤكدة على أن العولمة والتحديات السياسية والأسباب الإجتماعية لها دور كبير فى نشر مفاهيم العنف والتطرف فى المجتمعات العربية لطمس الهوية العربية . وأشارت الدغيلى إلى أن الأسباب الخارجية السياسية لها دور مباشر فى فرض الهيمينة مع دعم العالم الغربى للأنظمة المستبدة فى ظل التدهور السلمى للسلطة دون أفق ديموقراطى مدنى مما قد يؤدى إلى أعمال عنف من أجل دعم الحريات قائلة " بعد مقتل القذافى وصلنا إلى هذه المرحلة الصعبة بعد رفض التيار الحالى إلى تسليم اللطة بشكل ديموقراطى" منتقدة الوضع الإقتصادى للفقراء فى الدول التى تعانى من الأرهاب الذى نشأ فى بيئة خصبة للأمية الثقافية فى مجتمعاتنيا مما كون مجموعات سهل إنقيادها تحت مفهوم متطرف على حد تعبيرها . أما زهير القصيباتى من لبنان فقال " كل بلد عربى خصوصيته لما مر به من أحداث فالبراميل المتفجرة على السورين ليست منفصلة عن داعش وأخواتها فهناك خلط كبير بين الدين والسياسة والمصالح الإقليمية " مؤكداً إلى أن ما وصلت إليه المجتمعات جاء نتيجة تمسك الحكومات المستبدة بمواقعها حيث أن هناك تراكمات فى كل دولة أدى إلى صراع بداخلها كالصراع المذهبى الذى حدث بالعراق بعد إعدام صدام حسين . وأنتقد مطلقى الفتاوى دون محاسبة ولا رقابة بتكفير الأخرين مبدياً عدم تفاءلة بإنتهاء داعش خلال "10" سنوات خاصة وأن الصرا السنى الذى أشعلته إيران له دورفى المنطقة على حد وصفه . وقال القصيباتى " المسلمون العرب فى الغرب باتوا قنبلة موقوتة من وجهة نظرهم حيث أن الغرب ليس بيئة امان للمسلمين ولدينا واقع بان عناصر كثيرة من داعش جاءوا من دول أوروبية ولكن الجاليات العربية فى الخارج هى من سيدفع فاتورة الأرهاب وداعش" . ونوهت الدكتورة وسام باسندوه من اليمن إلى وجود تطرف عرقى ومناطقى ببعض الدول العربية مؤكدة على ضرورة تجفيف منابع الأرهاب فى الوقت الذى رفضت فيه كلمة "الوسطية" قائلة "علينا أن نواجه الموقف بان هناك دين صحيح وليس دين وسطى بين بين الصحيح والمتطرف " . وطالبت باسندوه بضرورة الأهتمام بحرية الإعتقاد حتى لا نخلق جيل متشدد يقوم فى المستقبل بعدم إحترام الآخر لدرجة أنه من الممكن أن يقتل من يخالفه ليس نتيجة توفير سلاح له ولكن بتوفير معتقدات سالبة أمامهم .