توغلت أمس قوات الاحتلال الاسرائيلي في الأراضي الزراعية شمال بلدة بيت لاهيا، شمال قطاع غزة. وانطلقت 6 آليات من المواقع العسكرية على الشريط الحدودي شمال القطاع، وشرعت بأعمال تجريف للاراضي الزراعية وسط إطلاق نار على المنازل، وأصيب صياد بجروح خطرة إذ أطلقت عليه البحرية الإسرائيلية النار أمام بحر مدينة رفح، جنوب قطاع غزة. وقال أحد الصيادين إن الجنود فتحوا نيران أسلحتهم الرشاشة وأطلقوا قذيفة تجاه مركب صيد يعود للصياد جمال نعمان وهو من مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، ما أدى إلى إصابته بجروح خطرة، نقل على أثرها إلى المستشفى في رفح. وأوضح أن زوارق البحرية الإسرائيلية دمرت مركب الصياد، حيث اشتعلت فيه النار واحترق بالكامل. وتتعمد قوات الاحتلال الإسرائيلي إطلاق النار على المزارعين والصيادين في غزة، بخرق واضح للتهدئة المعلنة في 26 أغسطس من العام الماضي، بعيد العدوان الأخير على غزة. واعتبرت وزارة الدفاع الإسرائيلية في قرار هو الأول من نوعه، عمليتها العسكرية التي شنتها على قطاع غزة بين يوليو وأغسطس الماضيين 2014 حرباً بشكل رسمي، وبررت القرار بطول فترة العملية وعدد القتلى المرتفع في صفوف قواتها. واستمرت عملية «الجرف الصامد» كما تسميها اسرائيل 50 يوما ضد قطاع غزة في يوليو واغسطس 2014، وكانت مختلف الأطراف الخارجية تسميها حرباً. واسفرت عن استشهاد اكثر من 2200 فلسطيني معظمهم من المدنيين، بحسب الأممالمتحدة. كما شردت قرابة 100 ألف فلسطيني، وألحقت أضرارا بالغة بالبنية التحتية في القطاع المحاصر منذ أكثر من 7 سنوات، بينما قتل 73 شخصا في الجانب الاسرائيلي، بينهم 67 جنديا. وقال وزير الدفاع الاسرائيلي «موشيه يعالون» في بيان ان هذا القرار جاء بسبب طول المدة الزمنية للعملية وايضا بسبب «فقدان 67 من جنودنا الذين دفعوا الثمن الأكثر ارتفاعا في قتال حماس وغيرها من المنظمات الارهابية». واعترفت اسرائيل منذ قيامها في 1948 بشن 8 حروب: الحرب العربية الاسرائيلية عام 1948، وحرب يونيو عام 1967، وحرب الاستنزاف مع مصر (1969-1970) بالإضافة الى حرب «يوم الغفران» في اكتوبر عام 1973 مع سوريا ومصر. وحرب لبنان الاولى عام 1982 وحرب لبنان الثانية عام 2006. وبهذا تصبح المواجهة العسكرية في غزة الصيف الماضي أول مواجهة مع الفلسطينيين يعترف بها الاحتلال الاسرائيلي كحرب على عكس عمليتي «الرصاص المصبوب» في 2009-2009 وعملية «عمود السحاب» في نوفمبر 2012. وعلي جانب كشف تقرير إحصائي فلسطيني، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت 112 مواطنة فلسطينية خلال عام 2014، بزيادة قدرها 70% علي العام الذي سبقه 2013. وقال مدير دائرة الإحصاء بهيئة شئون الأسرى والمحررين وعضو اللجنة المكلفة بإدارة مكتبها في قطاع غزة عبد الناصر فروانة، الذي أعد التقرير إن من بين من تم اعتقالهن أمهات وربات بيوت وفتيات قاصرات وطالبات في الجامعة ومقدسيات مرابطات في المسجد الأقصى، فيما أعيد اعتقال أسيرتين تحررتا في صفقة التبادل بالجندي الإسرائيلي «جلعاد شاليط».وأوضح أن سلطات الاحتلال لاتزال تحتجز في سجونها (21) أسيرة فلسطينية أقدمهن الأسيرة لينا الجربوني من المناطق المحتلة عام 1948، والمعتقلة منذ قرابة 13 سنة وتقضي حكمًا بالسجن لمدة (17 عامًا). وأشار إلى أن جميع المعتقلات تعرضن لشكل أو أكثر من أشكال التعذيب والإهانة والمعاملة اللاإنسانية ويحتجزن في ظروف قاسية، ويعاملن بقسوة دون مراعاة لجنسهن واحتياجاتهن الخاصة، ويتعرضن لانتهاكات جسيمة لحقوقهن الأساسية ومضايقات واعتداءات كثيرة،ولا يتلقين الطعام المناسب والرعاية الطبية اللازمة . وأعرب فروانة عن قلقه الشديد من استمرار استهداف قوات الاحتلال للنساء الفلسطينيات واعتقالهن والزج بهن في سجون لا تليق بالحياة الآدمية، وتمادي ادارة السجون في ارتكاب انتهاكات جسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني ومبادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان بما فيها الاتفاقيات والقرارات الدولية الخاصة بالأسرى والمعتقلين بمن فيهم النساء والفتيات اللواتي يتم اعتقالهن. واتهم خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، الأممالمتحدة، بإهمال إعمار قطاع غزة، وبناء ما خلّفته الحرب الإسرائيلية الأخيرة. وقال الحية، خلال وقفة دعت لها «الهيئة الوطنية لكسر الحصار وإعادة الإعمار» (مقربة من حركة حماس)، أمام مقر المندوب السامي للأمم المتحدةبغزة، إن الأممالمتحدة، «لا تكترث لآلام ومعاناة قرابة مليوني مواطن»، وأضاف ان 5 أشهر مرت على انتهاء الحرب، والإعمار لم يبدأ، لأنّ آلية الأممالمتحدة تحول دون أي إعمار حقيقي لغزة، بل تمثل حصارا إضافيا»، مضيفا: «ما دخل من كميات الإسمنت على مدار الأشهر الماضية لا يكفي لاحتياجات القطاع ليوم واحد».