يحتفل العالم الإسلامى اليوم بمولد سيد الخلق وخاتم المرسلين سيدنا محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام، ،ليس باعتباره عيدًا فقط ، بل فرحًا بولادة نبيهم الكريم. ويعتبر يوم 12 ربيع الأول من كل عام هجرى، عطلة رسمية في عدة دول مثل "الجزائر، المغرب، سوريا، مصر، ليبيا، الأردن، تونس، الإمارات، سلطنة عمان" وغيرها من الدول العربية والاسلامية. احتفالات المولد النبوى الشريف فى مصر: يري البعض أن الاهتمام الشديد لدي المصريين بتلك الأعياد الدينية كونها ميراث مصري قديم يضرب بجذوره في عمق التاريخ المصري الذي شهد اهتماما بإقامة طقوس وتقاليد دقيقة في أعياد المولد النبوى الشريف، حيث تٌقام فيه شوادر كبيرة حول المساجد الكبري والميادين في جميع مدن مصر وخاصة القاهرة التى تمتلئ بمساجد أولياء الله والصالحين، كمسجد الإمام الحسين، والسيدة زينب ، والسيدة نفيسة". وتضم تلك الشوادر زوار المولد من مختلف قري مصر والباعة الجائلين بجميع فئاتهم، وألعاب التصويب، وبائعي الحلوي، والأطعمة وسيركا بدائيا يضم بعض الألعاب البهلوانية، وركنا للمنشدين والمداحين المتخصصين في مدح الرسول صلي الله عليه وسلم. وترتبط الفرحة لدى أهل مصر المحروسة بالسكر فهو من أهم وسائل المصريين للتعبير عن الفرحة لذا فهو أحد الحاضرين بقوة فى الاحتفال بمولد سيد الخلق وخاتم المرسلين سيدنا محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام بتشكيلة غير معقولة من الحلويات الخاصة فقط بالمولد النبوى. وتعد حلوي العروسة والحصان من المظاهر التي ينفرد بها المولد النبوي الشريف في مصر حيث تنتشر في جميع محال الحلوي شوادر تعرض فيها ألوان وأشكال عدة، بالاضافة الى انواع الحلويات الاخرى ك "السمسمية والحمصية والجوزية والبسيمة والفولية والملبن المحشو بالمكسرات". تاريخ الاحتفال بالمولد: يرجع الاهتمام بيوم المولد النبوى إلى النبي محمد نفسه حين كان يصوم يوم الاثنين ويقول "هذا يوم وُلدت فيه"، وبحسب بعض المؤرخين فإن الفاطميين هم أوّل من احتفل بذكرى المولد النبوي الشريف، ولكنه اقتصر فى عهدهم على عمل الحلوى وتوزيعها وتوزيع الصدقات. وقد كان حاكم أربيل الملك المظفر أبوسعيد، أول من احتفل بالمولد النبوي بشكل منظم في عهد السلطان صلاح الدين، إذ كان يقيم احتفالاً كبيرًا كل عام، خلاله الأموال الكثيرة، والخيرات الكبيرة، حتى بلغت تكلفته "300000ألف دينار"، كل سنة. وكان يقوم بذبح "الإبل، والبقر، والغنم، فى ميدان واسع عقب زفها بالطبول والأناشيد قبل المولد بيومين، وفى وكان صبيحة يوم المولد يتجمع لديه كبار الفقهاء، والصوفية، والوعّاظ، والشعراء،وينصب لهم كرسى للوعظ، بحضور الأعيان، والرؤساء، والناس للاستماع اليهم، ثم تقام موائد الطعام العامة. كان لسلاطين الخلافة العثمانية عناية بالغة فى الاحتفال بالمولد النبوي، فكانوا يحتفلون به في أحد الجوامع الكبيرة بحسب اختيار السلطان، فلمّا تولى السلطان عبد الحميد الثاني الخلافة قصر الاحتفال على الجامع الحميدي. وكان الاحتفال بالمولد في عهده بانتظارعظماء الدولة عقب ارتدائهم للملابس الرسمية التشريفية، وعلى صدورهم الأوسمة، إلى باب الجامع ثم يقفون في صفوف انتظارًا للسلطان، ليأتيهم من قصره راكبًا جوادًا من خيرة الجياد، بسرج من الذهب الخالص، وحوله موكب فخم، وقد رُفعت فيه الأعلام، ليدخلوا الى الجامع ويبدأون بالاحتفال بقراءة القرآن، ثم قصة مولد النبي محمد، ثم كتاب دلائل الخيرات في الصلاة على النبي، ثم ينتظم بعض المشايخ في حلقات الذكر، فينشد المنشدون وترتفع الأصوات بالصلاة على النبي، وفي الصباح،يفد كبار الدولة على اختلاف رتبهم لتهنئة السلطان. كما حظى المولد النبوي فى عهد سلاطين المغرب بالأقصى بأهمية عالية، وخاصة في عهد السلطان أحمد، حيث كان يبدأ بجمّع المؤذنين من أرض المغرب، ثم يأمر الخياطين بتطريز أبهى أنواع المطرَّزاتمع بداية شهرربيع الاول. ومع ظهور فجر يوم المولد النبوي، يخرج السلطان فيُصلى بالناس ويجلس على أريكته، ثم يدخل الناس أفواجاً على طبقاتهم ويجلسون، ليستمعوا الى الواعظ الذى يسرد لهم فضائل النبي محمد ومعجزاته، ثم يستمتعون بإلقاء الأشعار والمدائح، فإذن انتهوا، بُسط للناس موائد الطعام.