يتضامن المصريون أقباط ومسلمين في أعيادهم وإن اختلفت عقائدهم ، ليتجمعوا للللمعاً في الفرح والحزن تكريساً للوحدة الوطنية وروح الإخاء ، وتتزامن احتفالات الأقباط بعيد الميلاد مع احتفالات المسلمين بمولد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وعند الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يشارك الأقباط إخوانهم المسلمين بالتهاني وشراء الحلوى، بينما يتبادل المسلمون والأقباط التهاني وشراء الحلوى أثناء احتفال النصارى بمولد السيدة مريم العذراء. احتفال إسلامي المولد النبوي أحد أهم الاحتفالات الإسلامية الموجودة في مصر، والتي يحتفل بها المصريون في 12 ربيع الأول من كل عام ، وأحد أكبر المناسبات الدينية حيوية وبهجة في كافة المستويات الشعبية في مصر. وعرف عن المصريون حبهم للاحتفالات الدينية وبدأ الاحتفال بالمولد النبوي مع دخول الفاطميين مصر وأقيم أول احتفال بالمولد النبوي الشريف في عهد الخليفة الفاطمي "المعز لدين الله" عام 973ه الأقباط والمسلمين مشهد حب وتآخٍ يتكرر في هذا التوقيت من كل عام، فمحال الحلوى التي يمتلكها أقباط، تزينت احتفالا بالمولد النبوي كعادتها كل عام، الجديد هذا العام أن هذه المحال لم تستقبل المسلمين فقط، بل الأقباط أيضاً، لتزامن احتفالات المولد النبوي مع الاحتفال بعيد الميلاد، فلا تقتصر الحلوى على المسلمين،هذا الأمر يعكس روح الوحدة الوطنية ، ومدي عمق العلاقة التاريخية بين المصريين أنفسهم . تشابه الاحتفالات مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي لم تتغير، خاصة في الريف والأحياء الشعبية في المدن الكبرى، فمع بداية شهر ربيع أول من كل عام تُقام سرادقات كبيرة حول المساجد الكبرى كمسجد الإمام الحسين ، والسيدة زينب (رضي الله عنهما) تضم تلك الشوادر أو السرادقات زوار المولد من مختلف قرى مصر، والباعة الجائلين بجميع فئاتهم وألعاب التصويب وبائعي الحلوى والأطعمة وسيركا بدائياً يضم بعض الألعاب البهلوانية وركنا للمنشدين والمداحين، وهم فئة من المنشدين تخصصت في مدح الرسول (صلى الله عليه وسلم). الفاطميون شاركوا المسيحيين كشف الباحث الأثري سامح الزهار ،المتخصص في الآثار الإسلامية والقبطية ،أن العصر الفاطمي من أكثر العصور التي شهدت مشاركة من المسلمين في إحياء أعياد المسيحيين ، مؤكداً أن المسيحيين استمتعوا بالاحتفاء بأعيادهم الدينية بصورة رائعة في هذا العصر، الذي يعد شاهدا على أن مصر وطن للجميع مسلمين و مسيحيين وأن مصر كانت ولا تزال هي رمزاً للوحدة الوطنية يقتدي به العالم قديماً وحديثاً. وأكد أنه في بعض الأحيان كان المسيحيون يخرجون من الكنائس حاملين الشموع والصلبان خلف كهنتهم، ويسير معهم المسلمون ويطوفون بشوارع القاهرة، لافتاً إلى أن الفاطميين كانوا يضربون خمسمائة دينار" وهى نقود ذهبية تذكارية صغيرة الحجم خفيفة الوزن ويوزعونها على الناس . أقباط المهجر وفى سابقة هي الأولى من نوعها، أرسل اتحاد أقباط ألمانيا التابع لأقباط المهجر برقيتين تهنئة لكلا من شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ومفتى الجمهورية بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، كما هنأ الاتحاد جميع المصريين بهذه المناسبة. التراتيل القبطية وتشارك فرقة التراتيل والألحان القبطية في احتفالية صندوق التنمية الثقافية، بالمولد النبوي الشريف، برئاسة المهندس محمد أبوسعدة، تحت رعاية الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة. ويقيم الصندوق احتفالية بعنوان يا جمال النبي بقاعة الخنقاء بقبة الغوري الأحد المقبل، تشارك فيه فرقة سماع للإنشاد والموسيقى الروحية، بالإضافة لمشاركة مجموعة من الأصوات المتميزة من أقاليم مصر المختلفة، ولأول مرة تشارك فرقة التراتيل والألحان القبطية التابعة لفرقة رسالة سلام الدولية في هذه الاحتفالية بناءً على طلبها. ويتضمن البرنامج مزجاً من مختارات التراث الإسلامي والقبطي منها سيدنا النبى، رضينا، عودي، أيام الرضا، إمام الرسل، البوردة في رؤية فنية للفنان انتصار عبدالفتاح.