رأت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن نهاية المهام القتالية الأمريكية في أفغانستان هذا الأسبوع تشكل مخاوف أمنية لدى باكستان من الانهيار على غرار العراق، مما سيؤدي إلى رد فعل سلبي من المتشددين الإسلاميين. وأوضحت الصحيفة في تقرير نشرته في نسختها الإلكترونية، اليوم السبت، أن المخاوف تأتي في وقت استأنفت فيه باكستان، التي يسميها بعض المسئولين الغربيين ب"بنصف حليف" بسبب تسامحها إزاء ملاذات طالبان الآمنة على حدودها مع أفغانستان، استأنفت حربها ضد هذه الجماعة بعد أن شنت هجوما وحشيا على مدرسة في مدينة بيشاور الشمالية الشهر الماضي. وأشارت إلى المذبحة التي راح ضحيتها 150 شخصا، معظمهم من الأطفال، والتي صدمت البلاد ودفعت كبار المسؤولين الباكستانيين بتسمية ذلك بأحداث الحادي عشر من سبتمبر الباكستانية، في تشبيه بالهجوم الإرهابي الذي وقع على نيويورك عام 2001 والذي أثار الحملة الأمريكية في أفغانستان. وقال مسؤول أمني رفيع "إذا انهارت أفغانستان مثل العراق، سنشهد عواقب ذلك"، مضيفا "جاء الأمريكيون بسبب أحداث الحادي عشر من سبتمبر الخاصة بهم ويغادرون أفغانستان مباشرة بعد حادثة الحادي عشر من سبتمبر الباكستانية، وبالنسبة لنا، كان هجوم بيشاور نقطة تحول". وأشارت الصحيفة إلى أن باكستان تحاول منذ حدوث الهجوم، إظهار عزيمة أقوى في مكافحة العنف الجهادي، واستئناف عمليات الإعدام للمتورطين في الهجمات الإرهابية السابقة ومناقشة إنشاء محاكم عسكرية لتسريع محاكمات المتهمين بالإرهاب. وأشارت إلى أن تلك التدابير تتزامن مع حملة الجيش الباكستاني ضد مسلحي طالبان في منطقة وزيرستان الشمالية على الحدود الأفغانية، والتي بدأت في يونيو من العام الماضي بعد هجوم شرس على أكبر مطار في باكستان في كراتشي من قبل الجهاديين الأوزبكيين المدعومين من حركة طالبان. ونوهت إلى تحذير المحللين من ارتباط آفاق الأمن المستقبلية لباكستان بقدرة الرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني، على ادارة دفة بلاده خلال ما يحتمل أن تكون فترة مضطربة. وفي الأشهر الأخيرة، زاد مسلحو طالبان من هجماتهم على أهداف الحكومة الأفغانية والقوات الغربية، مما يشير إلى عزمهم على كسب اليد العليا في ساحة المعركة. وقال عارف نظامي، وهو وزير باكستاني سابق إن " المشكلة الرئيسية بالنسبة لباكستان تكمن في أن حدوث المزيد من عدم الاستقرار في أفغانستان، سيترتب عليه توجيه ضربات قوية لنا، وسينطوي على مخاطر كبيرة بالنسبة لباكستان"، مضيفا "وعند النظر إلى الوضع من باكستان، تعتبر الحكومة في كابول ضعيفة، الأمر الذي يثير التساؤلات حول قدرة "عبد الغني" على تولي المسئولية عن أفغانستان بعد انقضاء الحرب بقيادة الولاياتالمتحدة". ويقول آخرون إن عودة الولاياتالمتحدة إلى القيام بدور قتالي أكثر نشاطا في العراق في عام 2014 يجب أن يكون بمثابة تحذير من هشاشة الوضع الأمني في أفغانستان، وكيف يمكن أن يجتذب واشنطن للعودة للاضطلاع بدور أكثر نشاطا مستقبلا في محاربة المتشددين الإسلاميين. ونوهت الصحيفة البريطانية إلى تحذير بعض الدبلوماسيين الغربيين من عقد المقارنات بين أفغانستانوالعراق، إلا أن أفتاب شيرباو وزير الداخلية الباكستاني الأسبق نبه إلى أنه "لا يمكن تجاهل خطر أن تصبح أفغانستان مثل العراق".