مصر تتغير.. هذا هو الخاطر الذي يمكن أن يرد على ذهن كل من تابع الأخبار التي نشرت في الصحف أمس بشأن نتائج امتحان الملحقين الدبلوماسيين بوزارة الخارجية.. حيث أظهرت النتائج أن من بين 19 ملحقا دبلوماسيا جديدا اجتازوا كافة الامتحانات من تحريرية وشفهية وغيرها لا يوجد من بين الناجحين أي من أبناء السفراء رغم تقدم 11 منهم لتلك المسابقة. ووفق النتائج التي أعلنت فإن أيا من هؤلاء لم يتمكن من الحصول على النسب المقررة للنجاح. وتؤكد النتائج أن عهد الوساطات والمحسوبية قد انتهى في هذا القطاع المهم الذي كان الكثيرون يؤكدون أن التعيين فيه لا يتم سوى بالواسطة. وفي تعليقه على النتائج يقول السفير محمد منيسي السفير السابق إن امتحانات القبول بالخارجية تشمل عدة مراحل منها الامتحان التحريري والذي يثبت من خلاله المتقدم كم لديه من المعلومات والقدرة على العرض والتفاوض. وأوضح ان الامتحانات تكون موضوعة بعناية. وأضاف أن المنافسة هذه المرة كانت شرسة لارتفاع قدرات المتقدمين وتميزهم واللافت تقدم عدد كبير من الفتيات يتجاوز عدد الشباب. وأضاف السفير محمد منيسي أنه بالنسبة لأبناء السفراء فقد يكون من الطبيعي أن يكونوا مؤهلين للامتحانات نظرا للبيئة التي تربوا فيها حيث يكونون في أغلب الأحوال قضوا وقتا كبيرا في الخارج مع أسرهم وألموا بمختلف القضايا التي تدخل في نطاق السلك الدبلوماسي عن طريق أبويهم ومن خلال متابعتهم وتحديدا في مجال السياسة الخارجية. وأشار السفير منيسي إلى أن الطالب يمر بثلاثة امتحانات تبدأ بالتحريري ثم النفسي وهو حديث ثم امتحان الكمبيوتر قبل الامتحان الشفوي ويتجاوز عدد المتقدمين في أغلب الأحوال الآلاف وينجح منهم مائة متقدم أو أقل. وعن فشل أبناء السفراء في اجتياز الامتحانات هذا العام قال إن ذلك من الطبيعي نتيجة عدم استيفاء المعايير وتضييق نطاق المجاملات إلى أبعد الحدود بشكل يكشف هذا العام عن اختفائها تماما. ويذهب السفير السابق الى أن الأغلب ان عدم نجاح ابناء السفراء جاء نتيجة عدم اجادتهم اللغة العربية لان اغلب اولاد السفراء تربوا فى الخارج مع والديهم او احدهما ويدرسون باللغات الاجنبية واللغة العربية مهمة جدا. وأنا شخصيا ابنى وزوج ابنتى تقدما ورسبا فى الامتحان. وأضاف ليس هناك تدخل فى امتحان التحريرى، والشفوى به معايير كثيرة منها المعلومات والطريقة الشخصية وطريقة التفكير والمظهر كل هذه المؤهلات مهمة جدا لتمثيل مصر كمجتمع مدنى حر. وطالب بلجان خاصة لأبناء السفراء فى امتحانات القبول بالوزارة لأن أبناءهم عاشوا وتربوا فى المناخ الدبلوماسى ومارسوا الاتيكيت عمليا ولغاتهم الاجنبية جيدة بشرط نجاحهم فى الامتحان التحريرى واجادتهم للغة العربية. وأكد أن الخارجية من مؤسسات الدولة العريقة قبل 30 يونية وبعدها والآن السياسة الخارجية لمصر فى منتهى النجاح من ايطاليا لافريقيا للصين. ومن جهته أشار محمد كامل عمرو وزير الخارجية السابق إلى أنه فى الامتحان التحريرى لا ينجح ابناء السفراء أو غيرهم لان الامتحانات تتم بأرقام سرية. وفى الامتحان الشفوى قد لا ينجح ابناء السفراء لان هناك معايير تطبق على هذه الامتحانات وقد لا يتوافقون معها او يكونون غير مؤهلين لها . ولكنهم يستطيعون الدخول أكثر من مرة ولن يدخلوا وينجحوا فى الخارجية إلا اذا كانت لديهم مؤهلات العمل الدبلوماسى. وهناك أمثلة لعدد من ابناء السفراء القدامى لم يوفقوا فى امتحانات الخارجية، فالخارجية لا ينجح فيها إلا أكفأ العناصر. أما معصوم مرزوق مساعد وزير الخارجية السابق فله رأى آخر فقال حتى لو دخل الخارجية دبلوماسى بالواسطة وقدراته غير مؤهله للعمل الدبلوماسى سيكتشف إمكانياته من اول ادارة يعمل بها أو من اول عاصمة يذهب اليها سيكتشف فشله. وقال: دائما اغلب ابناء السفراء مثلهم مثل أى شاب آخر من يرسب منهم معناه انهم غير مستعدين جيدا. ومعنى ان يرسب جميع السفراء ان هناك نزاهة حقيقية فى اختبارات التقدم والقبول وامتحانات جادة وتحتاج إلي اعداد جيد تتوفر فيه القدرات الشخصية والعملية والمعلوماتية وكذلك القدرات النفسية. وفشل أبناء السفراء معناه انهم فشلوا فى تعليم ابنائهم ولم يعطوهم المعلومات الكافية. وأضاف: اعرف ابناء سفراء «فتيات وفتيان» رسبوا فى الاختبارات ويستطيعون الدخول مرة اخرى حتى 27 سنة. وهناك من ابناء السفراء من نجح فى التحريرى وفشل فى الشفوى لافتقادهم للباقة والثقافة وهى مؤهلات شخصية مهمة يتطلبها العمل الدبلوماسى لأن العمل الدبلوماسى ليس عملاً مكتبياً فقط ولكنه تحرك مستمر فى ثقافات مختلفة. وهناك أبناء وكلاء وزراء فى الخارجية فشل ابناؤهم لأن كل الاختبارات تمت فى نزاهة والجميع على قدم المساواة.