سعادة السفير.. لقب يحلم به كثير من الشباب قبل التخرج وبعده.. ولكنه دائما حلم بعيد المنال كما يعتقد البعض. هذا الأسبوع.. فتحت وزارة الخارجية أبوابها لاستقبال مجموعة جديدة من الشباب للالتحاق باختبارات القبول بالسلك الدبلوماسى. والاختبارات التى تتكون من خمسة اختبارات تحريرية وأخرى شفهية. والتى تم الإعلان عنها فى الجرائد وصفحات الإنترنت، كانت هى الطريق أمام مئات الشباب لتحقيق حلم سعادة السفير، فهل هذه الاختبارات تنفى شائعة الالتحاق بالسلك الدبلوماسى (بدون وساطة)؟ هذا ما تحقق فيه صباح الخير من خلال السطور القادمة. التقينا بالسفير حازم خيرت مساعد وزير الخارجية - مدير إدارة السلك الدبلوماسى والقنصلى والتفتيش وفى حوار خاص عن شروط الالتحاق بالسلك الدبلوماسى أكد أن الطريق الوحيد هو النجاح فى الاختبارات أو المسابقة ومعايير التقدم لتلك الاختبارات معلومة للجميع من خلال إعلانات الصحف، والإنترنت وأولى تلك المعايير هى الحصول على مؤهل عال ( لا يشترط التخصص ) ولكن يشترط إتقانه للغات الأجنبية. لغتين كحد أدنى، ثم إلمامه بالمعارف والثقافة العامة، والقانون الدولى ، كذلك السن المحدد من 12 سنة إلى 72 سنة. بالطبع لا يتقدم من سبق له التورط فى أى أعمال جنائية أو تعرض لأى أحكام قضائية. والشرط الأول هو أن يكون من أبوين مصريين. ∎ ماذا عما يشاع من أن هناك نسبة لقبول أبناء السفراء أو أنه لاجتياز الاختبار لابد من الواسطة ؟! - غير صحيح على الإطلاق وجود أى نسب لقبول أبناء السفراء والجميع فى امتحان مسابقة المتقدمين بوزارة الخارجية (سواسية ).. وبعض المتقدمين لا يستطيعون اجتياز الاختبارات بنجاح أو عدم الإلمام بالمعلومات الكافية اللازمة لاجتياز اللغات. خاصة أن الامتحان لا يستطيع اجتيازه إلا الطالب ما فوق المتوسط، فهو امتحان ليس باليسير ، فيشيعون أن ( الواسطة ) تلعب دوراً فى القبول وهو غير صحيح ، ولا يوجد ما يعرف ( بكشف الهيئة ) وإنما هو اختبار شفهى لقياس مدى الإلمام والفهم للمعلومات والتعبير عنها سواء باللغة العربية والأجنبية مع قياس السمات الشخصية للمتقدم ، وهناك معايير أيضا محددة بدرجات ويقوم بإجراء هذا الاختبار مجموعة من تخصصات مختلفة أساتذة جامعة وسفراء متقاعدون ذوو كفاءة ، ويتم قياس السمات الشخصية للمتقدم من خلال ثقته بالنفس ، وقدرته على التواصل وإدارة الحوار الجيد، وإتقان اللغات. ∎ وماذا عن شرط الخلفية الاجتماعية ، خاصة إذا كانت (متواضعة) ويأخذ من ذلك كحجة لرفض المتقدم فى كثير من الوظائف المرموقة ؟! - السفير حازم خيرت: هذا الأمر تماما ودلل على ذلك بأن هناك كثيرا من السفراء ذوى الكفاءة العالية من أصول اجتماعية وخلفيات بسيطة وهذا أمر لا يعيبه وهناك حالات كثيرة من المتقدمين يجتازون الاختبارات ويلتحقون بالسلك الدبلوماسى وينحدرون من خلفيات اجتماعية بسيطة ، ولكن مهارتهم الشخصية هى السبيل لقبولهم. خاصة أن هناك «كنترول» خاص يتم تصحيح الاختبارات من خلاله، من وضعوا «الأسئلة» يختلفون عن المصححين، وكل ورقة لديها رقم سرى وغير معروف اسم الممتحن. وهناك تدقيق كبير داخل لجنة الامتحان من أجل العدالة والشفافية وإذا كان هناك قبول لابن سفير نتيجة لكفاءة، فهناك عشرات من غير أبناء السفراء تم قبولهم أيضا لكفاءتهم. وأضاف السفير «حازم خيرت»: إن صعوبة الامتحان والتدقيق فى الاختبار هو إعداد للمتقدم لأنه سيواجه مسئولية وصعوبات فى العمل اليومى، وذلك مخالف للانطباع السائد عن الدبلوماسى. قبول دفعات جديدة للالتحاق بالعمل فى الخارجية يكون عادة بالاحتياج والمسابقة، فتطرح عند الاحتياج وقلة الأعداد التى يتم قبولها بالنسبة للأعداد الكبيرة المتقدمة، لأننا نختار الأفضل ومثلا يتقدم ألف وخمسائة ولا يتم قبول سوى من يجتاز المسابقة بنجاح، وهناك إحدى السنوات التى لم يقبل بها أحد لأننا لم نجد المستوى المطلوب، وبعد القبول يتم إعداد الطالب فى المعهد الدبلوماسى للخارجية تحت التمرين لمدة سنتين، ليصبح «ملحق» ثم بعد 51 سنة يكون مستشارا، والدبلوماسى لابد له من التطوير والدراسة المستمرة طوال عمره الوظيفى، والترقى يكون بالاختبار نتيجة للكفاءة. وبهذه العبارة انتهى الحديث مع السفير حازم خيرت مساعد وزير الخارجية ومدير إدارة السلك الدبلوماسى والقنصلى والتفتيش لننتقل إلى الجانب الآخر، وعلى باب كلية التجارة بجامعة القاهرة حيث تعقد لجنة الاختبارات التحريرية للخارجية والتى وجدنا صعوبة شديدة للاقتراب من اللجنة، حيث التقينا بالمتقدمين للاختبارات بعد انتهاء الامتحان منهم «مصطفى صلاح» 52 عاما خريج حقوق، قال: إن الامتحان بالنسبة له لم يكن صعبا لأنه درس «قانون دولى» ولكن الصعوبة فى مستوى اللغات، وهو يتقن الإنجليزية فقط ويحاول إتقان الفرنسية وأنه يحلم بالعمل بالخارجية لأنه يعشق السفر ويريد أن يخدم بلده من خلال هذا المجال، وأنه علم عن المسابقة من خلال «الإنترنت». أما إبراهيم محمد وهو من الشرقية وقد جاء خصيصا من أجل الامتحان فقال إنه علم أيضا بالاختبار عن طريق إعلان إنترنت، وأنه خلال شهرين حاول إعداد نفسه بالقراءة السياسية وأنه أيضا خريج حقوق، وعن الواسطة، فإنه يعتقد بأن الخارجية لا تقبل «الواسطة». وأكد أنه يريد الالتحاق بالخارجية لأنه يريد أن تكون السياسة المصرية الخارجية متوازنة كما هى اليوم وليست تابعة كما كانت أيام الإخوان. ∎ البنات أشطر الكائنات وللبنات نصيب كبير من المتقدمين للاختبارات، ولكن أغلبهن رفض ذكر الاسم بالكامل، وقالت، «م.أمجد» وهى خريجة كلية ترجمة الجامعة الفرنسية، إنها عرفت ميعاد الامتحان من خلال إعلان بجامعة عين شمس، وهى تعمل بالسياحة، وقد أعدت نفسها من خلال دورة داخل جامعة عين شمس للتأهيل للخارجية، وهى تتمنى العمل فى الخارجية من أجل الدفاع عن الدولة المصرية ضد هجمات ما بعد 03 يونيو.. وأيضا قضية سد النهضة تشغلها. وما بين تأكيدات المسئولين وأحلام الشباب نحن ننتظر جيلا جديدا من الدبلوماسية المصرية.