لم تتخيل رانيا سعد عبدالمنجي عبدالتواب، الفتاة البسيطة من مدينة بلقاس بمحافظة الدقهلية أن يتحول حلمها البسيط بالزواج وتكوين أسرة سعيدة الي كابوس بشع تفقد خلاله جنينها. رانيا فتاة من أسرة بسيطة من عزبة صبحي بمدينة بلقاس بمحافظة الدقهلية، التي بلغت بعد زواجها من العمر ال21 عاما، فوالدها عم سعد عبدالمنجي عبدالتواب، 56 سنة، سائق على سيارة أجرة، لا يمتلك سوى أجرة عمله، والزوجة تيسير البهنسي، 43 سنة، شعرت بعناء زوجها لكي يوفر لهم إيجار السكن والمعيشة وتجهيز ابنته التي خرجت من التعليم في الإعدادية لضيق اليد، فخرجت الأم لتعمل باليومية ولتقتسم المسئولية مع شريك حياتها لكي تسهم في سترة ابنتهم ودفع أقساط تجهيز رانيا التي حلمت هي الأخرى بأن تعيش في سلام مع شخص يحبها ويتعامل معها برحمة ومودة، ولكن سرعان ما تحول الحلم لكابوس، فبعد 8 أشهر فقط عادت العروس بعد زفافها لتنزف دما وتغيرت ملامحها من شدة التعذيب والضرب بوحشية من زوجها الغيور والمدمن للمخدرات. تروي رانيا سعد عبدالمنجي مآساتها قائلة: "بدأ الحلم مع خروجي من المدرسة في الصف الثاني الإعدادي نظرا لضيق اليد وظروف أسرتي، وعملت في محلات عدة من بينها محل كوافير للسيدات، وشاء القدر بعد تركي للعمل بأن يأتي أحمد عبدالراضي الباز، الذي يبلغ من العمر 27 عاما من قرية الجرايدة التابعة لمركز بيلا بمحافظة كفر الشيخ لطلب يدي من والدي وبعد خمسة شهور خطبة تم الزفاف في 12/4/2014 ولم أرَ منه سوي أنه يحبني ويغار عليّ وخلافتنا مجرد غيرة تنتهي بتوضيح الموقف دون أي مشكلة أو ملاحظة طباعه الوحشية أو أنه يتعاطى أي مخدر". وأضافت وهي تبكي: "بعد زفافنا قمت بالإقامة معه في منزل أسرته بقرية الجرايدة بالدور الثاني، حيث كانت والدته تسكن في الدور الأول، وبعد مرور 4 شهور بدأ يضيق عليّ الخناق في رفضه أن أزور أسرتي ويختلق المشاكل وبدأ في الظهور على حقيقته بداية من شرب البانجو والحشيش وتناول الحبوب المخدرة وتأخيرها تجعله يتغير بالسباب وأحيانا الضرب بالقلم على الوجه وأغضب عند أهلي ويأتي ليصالحني". تابعت: "الى أن أتى يوم وتحديدا في 10 /10 /2014 لتظهر حقيقة الوحش بداخله واعتدى علي بالضرب المبرح وكسر أحد أصبعي وجروح متفرقة وذهبت مع والدي الي قسم شرطة بيلا وحررنا محضر 14 جنايات مركز بيلا، حيث جاء التقرير الطبي بعلاج أكثر من 45 يوماً، وكنت علمت بأنني حامل وأن ابنه في أحشائي وعند محاولات الصلح لم أتردد في الرجوع له حيث كنت كأي فتاة لا تتحمل كلمة طلاقها أو أن يُربى طفلها بعيدا من والده، علاوة على أن أسرتي لم تسدد أقساط تجهيزي لأثاث هذا المنزل فكيف أوافق على هدمه". أضافت الزوجة: "قام بتكتيفي بربطي رجلي في السرير ويدي في الدولاب وظل يضربني بالعصي على رأسي ووجهي ويتلذذ بتشريح جسدي بالسكين والدم ينزل منه وظل على هذا من الثامنة صباحا وحتى أذان العصر، وكان يطالبني بالتوقيع على 35 وصل أمانة، والتنازل عن "قائمة العفش" ورفضت فظل يضربني حتى نزفت من أذني ومن فمي ومن قسوة الضرب وشدته، وقعت على 16 وصل أمانة والتنازل عن "القايمة"، وفك وثاقي ورشني بالمياه على جسدي لكي استعيد وعي، ثم طالبني استكمال التوقيع على باقي الشيكات ورفضت فقال لي خلاص تسجلي لي أنك تزوجتيني وأنتِ مش بنت، فقلت له كيف تطلب مني هذا والناس تقول أيه وأنت قاعد معاها مدة 9 شهور وأنت عارف هذا وكمان أنا حامل منك فقال لي مش شغلك ومزاجي كده وده ضمان لو حاولتِ أذيتي". استطردت قائلة: "أوقفني على الكنبة غصب عني وفتح الشباك وقام بدفعي وحاول إمساكي ولم يستطع لأسقط من الدور الثاني على السور، ثم على الشجرة ونزلت واقفة على رجلي الشمال وانكسرت نصفين والعظمة خرجت وقطعت الجلد، وظللت انزف وركبني توك توك وسابني مع سائقه واتصلت بأمي التي أحضرتني للمستشفى وكنت حاملاً في السابع وفي اليوم الثاني أكد الأطباء ان الجنين توفي، ولازلت أرقد في المستشفى حتى اليوم حيث لا يزال الجنين في أحشائي وما أريده هو حقي وحق ابني الذي تسبب في موته وأنا وجهت له الاتهام بالقتل لأنه قتلني وقتل ابنه". من ناحية أخرى أكد الدكتور محمد موافي أستاذ الجراحة مدير مستشفي بلقاس أن رانيا سعد عبدالمنجي دخلت في 14 /12 /2014 في حالة لا يرثى لها ومصابة بكسر مفتوح بالكاحل الأيسر وخروج العظمة بشكل مؤلم، وكسر في الساق اليسري، وكدمات وسجحات بالوجه والساعدين وفي جميع إنحاء الجسد وتجمع دموي بالبطن. ولفت الى أنه تم عمل إشاعات تلفزيونية وعادية وتبين أنها كانت حاملاً وتم التعامل معها من خلال اللجنة الثلاثية وقرروا إنزال الجنين الذي توفي بداخلها من خلال الأدوية بديلا للإجهاض نظرا للإعياء الشديد التي كانت عليه وحتى يتم نزول الجنين طبيعيا حيث لا يزال الجنين في أحشائها حتي اليوم ويتم متابعتها من أساتذة النساء وكذا أخصائي العظام ، وهي الآن في حالة تختلف عما جاءت عليه من حيث استقرار الحالة صحياً.