تعتبر محافظة الشرقية إحدي المحافظات الرائدة في مجال الإنتاج الزراعي حيث تبلغ مساحة الأراضي الزراعية 1072470 فداناً، ونظرا لاتساع رقعة المحافظة فقد حباها الله بأجود الأراضي وتنوع الحاصلات الزراعية، إلا ان الإهمال وعدم المسئولية لدي كثير من المسئولين، دفع العديد من المزارعين إلي استخدام مياه الصرف الصحي في ري مزروعاتهم، وذلك لقلة مياه الري في الترع المائية المغذية لأراضيهم تارة، والتخلص من فضلاتهم المنزلية تارة أخري بسبب عدم وجود شبكة للصرف الصحي في قراهم. «الوفد» ترصد بعض القري التي يقوم مزارعوها باستخدام مياه الصرف الصحي في ري الأراضي الزراعية ومنها قرية جزيرة عليوة التابعة إداريا للوحدة المحلية بسعود مركز الحسينية، وتبلغ مساحتها 2225 فداناً مزروعاً أغلبها بالقمح والخضراوات، ويبلغ سكانها 25 ألف نسمة. يحلمون بالاستحقاقات المكتسبة من ثورتي 25 يناير و30 يونية، وانعكاس ذلك علي أحوالهم المعيشية المتدهورة منذ أكثر من 60 عاما. يقول الحاج عبدالعزيز الجالي، إن جزيرة عليوة محرومة من شبكة للصرف الصحي منذ نشأتها في ستينات القرن الماضي، وقد قمنا تكرارا بالاتصال بالمسئولين لإنشائها دون جدوي حيث يقوم الأهالي بإقامة خزانات «طرنشات» أسفل منازلهم لتجميع مخلفاتهم المائية والصلبة، والتخلص منها كل فترة عبر جرارات الكسح في الترع «المجاري» المائية، الأمر الذي يدفع المزارعين إلي استخدامها في ري أراضيهم، مما أدي إلي إصابة الكثيرين بأمراض الكبد والسرطان والفشل الكلوي مشيرا إلي قيامهم بشراء قطعة أرض بقيمة 150 ألف جنيه تم تجميعها من الأهالي، وذلك للضغط علي الحكومة لإنشاء شبكة الصرف، إلا ان المكاتبات بينهم وبين كافة المسئولين المعنيين لا تزال في صورة مراسلات ورقية عقيمة لم ترتق إلي مرحلة الموافقة أو التنفيذ منذ ثلاث سنوات. وأشار حازم العريان، إعلامي من أبناء القرية إلي ان الأمراض الفتاكة تصيبهم بسبب إهمال المسئولين عن تنفيذ ردم الترعة المارة بطريق القرية ومحافظة بورسعيد والتي أصبحت مكانا تحوي الثعابين والفئران والكلاب الضالة، مما ساعد علي تفشي الأمراض المعدية بين سكان القرية خاصة مع تسرب هذه المياه الملوثة إلي مواسير مياه الشرب الممتدة عبر شبكة متهالكة تم إنشاؤها من عشرات السنوات وانتهت عمرها الافتراضي. أيضا قرية الزهراء التابعة لمركز الزقازيق، مثال حي أيضا علي هذا الإهمال بعد إصابة العشرات من سكانها بتلك الأمراض، خاصة أنها تعاني كسابقتها من الإهمال المتمثل في عدم وجود شبكة للصرف الصحي حتي الآن، وهو ما دفع الأهالي أيضا إلي ري محاصيلهم الزراعية والخضراوات التي تزرع كالسبانخ والقمح والبصل والذرة والبرسيم بمياه الصرف الصحي الناتج عن مخلفاتهم. يقول محمد عبدالحليم، من سكان القرية، بأن قريته تعرضت خلال السنوات الثلاث الماضية إلي إصابة العشرات من سكانها بحالات تسمم جماعي، بسبب تلوث مياه الشرب بعد اختلاطها بمياه «المجاري» التي تتسرب من الخزانات الموجود أسفل المنازل، فضلا عن قيام المزارعين بري أراضيهم الزراعية بمخلفاتهم الصلبة والسائلة التي يتم استخراجها من الطرنشات والاستفادة منها في ري الأراضي خاصة بعد ندرة الري منذ فترة طويلة، وهو ما يهدد باقي سكان القرية بالإصابة بالأمراض الفتاكة. وأوضح م. محمد العياط أنهم قاموا بإرسال العديد من التلغرافات والفاكسات للمسئولين المعنيين لإدراج مشروع الصرف الصحي بالقرية ووضع نهاية لاستخدام مياه المجاري في ري الأراضي التي تجرمها جميع القوانين والمواثيق الدولية.. ولكن لا حياة لمن تنادي!!