أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن تجربة الحزب الشيوعي الصيني جديرة بالدراسة، لاسيما في ضوء نجاحه خلال ستين عاماً في وضع الصين في مصاف الدول المتقدمة، مشيدا بالعلاقات التاريخية بين مصر والصين، وبمواقف بكين الداعمة لإرادة الشعب المصري الذي يكن كل التقدير والمودة للشعب الصيني الصديق. وأشار الرئيس، خلال زيارته لمقر الحزب الشيوعي ببكين مساء اليوم الأربعاء، حيث استقبله وانج جياروي، وزير دائرة العلاقات الخارجية بالحزب الشيوعي الصيني وعدد من قيادات وكوادر الحزب، إلى تأييد مصر لسياسة الصين الواحدة والحفاظ على وحدة أراضي الدولة الصينية وسلامتها الإقليمية، منوهًا إلى أن مصر تعتزم العمل الجاد لترجمة وثيقة إقامة العلاقات الإستراتيجية الشاملة بين البلدين إلى واقع ملموس، ولاسيما فيما يتعلق بدعم مصر لمبادرة الرئيس الصيني لإحياء طريق الحرير، وتعزيز الشراكة في المشروعات التنموية، وفي مقدمتها مشروع تنمية منطقة قناة السويس، أخذا في الاعتبار أن مصر تعد بوابة للعالم العربي وللقارة الأفريقية. كما أبدى الرئيس إعجابه بتجربة الصين وسياسات التخطيط الحكيمة التي تتبعها، فضلا عن دعمها لدور الشباب. وأضاف الرئيس أن استقرار مصر يعد ضمانا لاستقرار دول المنطقة، محذرا من مغبة استخدام الدين كأداة لتحقيق الأهداف السياسية، وهو الأمر الذي يؤدي إلى انتشار ظاهرة الإرهاب الذي تتطلب مكافحته تضافر جهود المجتمع الدولي. وفي هذا الإطار، أكد الرئيس أن جهود مكافحة الإرهاب لا يتعين أن تقتصر على الشق الأمني ولكن تمتد لتشمل الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية وما تفي به من طموحات تنموية. وأعرب وزير دائرة العلاقات الخارجية بالحزب الشيوعي الصيني عن تطلع الحزب لتدعيم التعاون الحزبي مع مصر من خلال حزب بقيادة الرئيس. وأشار الرئيس في هذا الصدد إلى أنه يعمل على تثبيت دعائم الدولة المصرية والحفاظ على الاستقرار، والبعد عن أية خطوات قد تؤدي إلى تقسيم أو استقطاب الرأي العام في مصر. ومن جانبه، أثنى الوزير الصيني على الجهود التي تبذلها مصر لتحقيق السلام والاستقرار على الصعيد الدولي، مشيدًا بما حققته مصر من أمن واستقرار من خلال اتباع نموذجها التنموي الخاص الذي يتناسب مع مواردها ويرضي طموحات شعبها. واستعرض الوزير الصيني وعدد من من قيادات ومسئولي الحزب الهيكل التنظيمي له، والسبل المتبعة لتدريب الكوادر الحزبية وتثقيفها، والإجراءات التي يتم اتباعها لمكافحة الفساد، منوهين إلى اتفاقية التعاون المبرمة مع هيئة الرقابة الإدارية المصرية في هذا الصدد. وفي ختام المباحثات، أقام وزير دائرة العلاقات الخارجية بالحزب الشيوعي الصيني مأدبة غداء تكريماً للرئيس والوفد المرافق له.