جمال عبدالمجيد الخميس , 04 أغسطس 2011 15:34 الموت علي أبواب المستشفيات، هو عنوان ما يحدث في مستشفيات جامعة عين شمس وتحديداً في أهم وحدة لعلاج الأورام السرطانية. فوزارة الصحة ترفض حالياً تسجيل حالات الأورام التي ترد إلي الوحدة من كل أنحاء مصر، دون إبداء أسباب. الوحدة تعاني هذه الأيام من كارثة أخري هي اختفاء بعض الأدوية المضادة للسرطان وعلي رأسها عقار «كوزموجين» وهو العقار نفسه الذي كانت تستورده الشركة المصرية لتجارة الأدوية، وتوقف استيراده منذ 4 سنوات ليرتفع ثمنه من 4 جنيهات إلي 60 دولاراً، ما تسبب في زيادة نسبة الوفيات بين المرضي وتحديداً مرضي سرطان المشيمة، في سن لا تتجاوز 25 عاماً. وعن ظاهرة اختفاء الدواء، قال الدكتور عمرو الشلقامي بوحدة علاج الأورام السرطانية. ما حدث يؤكد أن الدواء المعروض أقل من المطلوب وهي مسئولية وزارة الصحة، فهناك خلل واضح في استيراد «كوزموجين» رغم أثر هذا الدواء الفعال إذ تصل نسبة الشفاء معه إلي 98٪ وهي أعلي نسبة للشفاء من السرطان. وأضاف الشلقامي: دعم الخدمة الصحية ليس من خلال وزارة الصحة بل من خلال وزارة التعليم العالي بما يعني نقص الميزانية التي تدعم وحدة الأورام السرطانية بالمستشفي علماً بأننا نتلقي أصعب الحالات المرضية دون أي أعباء مالية علي المريض، ورغم ذلك نحصل علي الدواء من السوق السوداء لعلاج المرضي. فيما أكد الدكتور صلاح طه، الأستاذ بالوحدة والمتخصص في علاج الأورام أن سرطان الحمل العنقودي هو السرطان الوحيد الذي يتم الشفاء منه بنسبة عالية جداً، بتناول دواء كوزموجين وللأسف الدواء مختفي من الأسواق، ولا يتوافر إلا الدواء البديل. وأضاف صلاح: نضطر إلي شراء الدواء البديل وغالباً ما يكون «صيني» والمادة الفعالة به ضعيفة، مما يؤدي إلي زيادة جرعات العقار. واتفق معه الدكتور خالد كمال، أستاذ علاج السرطان، مضيفاً: عدد الحالات التي تتردد علي الوحدة سنوياً بلغت 200 حالة وعدد الجرعات تتراوح من 6 إلي 8 جرعات تتضاعف إلي 10 جرعات في حالة كون الدواء «صيني»، حيث ترتفع إلي 50 أمبولاً. أسفل الوحدة التقينا عدداً من المرضي، قالت زينب السعداوي «25 عاماً»: أتردد علي الوحدة للعلاج حيث أعاني سرطان المشيمة، والحمد لله نسبة الشفاء جيدة، كما يقول الأطباء وعندما سألتها عن شعورها بكارثة اختفاء الدواء، قالت: أطباء الوحدة لا يشعرونني بشيء، فقد عرفت أن الدكاترة يجمعون بعض الأموال لشراء الدواء ولا ندفع شيئاً في العلاج، حتي لو احتجنا إلي شراء أكياس دم لا ندفع شيئاً. وتقول رحاب السعيد «25 عاماً»، إحدي المترددات علي الوحدة إنها لا تشعر بما يحدث من اختفاء العقار،، وأنها تأخذ جرعات زائدة عن ذي قبل، ولم تكن تعرف السبب. فيما حذرت حنان شعراوي «35 عاماً» من أن اختفاء الدواء قد يتسبب في كارثة في الفترة المقبلة.