• فى عام 2014، مرت مصر بأحداث جسام، كتبت لك فيها ما يدور فى العقل، أصبنا أحيانًا، وأخطأنا فى بعض الأوقات، ولكننا حصلنا، معًا، على أجر الاجتهاد، ولم نسع إلى إدراك النجاح بقدر ما كان هدفنا إرضاء ضمائرنا، والدفاع عن بلادنا، واستهداف الخير لشعبها المناضل الكريم!! استأذنكم فى استعادة بعض الجُمل والعبارات التى كتبناها هنا فى هذه المساحة العزيزة على القلب!! - 1- • قال مختار نوح، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، والقيادى الإخوانى السابق، إن الفريق سامى عنان، رئيس الأركان السابق، هو مرشح جماعة الإخوان فى الانتخابات الرئاسية المقبلة. وقال «نوح» فى حواره مع برنامج «يحدث فى مصر» على قناة «إم بى سى مصر»، إن الجماعة ستدعم الفريق «عنان» فى الانتخابات، وأن عنان والمشير طنطاوى وزير الدفاع السابق، شاركا فى تمكين الإخوان من السلطة. وقال: «لو أن جماعة الإخوان تطبق صحيح الدين، ما دعت للمظاهرات كى تحمى أمن مصر»، وأن الجماعة بتظاهراتها تقدم أكبر خدمة للفريق عبدالفتاح السيسى، كى يكتسح الانتخابات المقبلة، فى حالة ترشحه للرئاسة. وقال: «إن شباب الإخوان وقعوا فى مستنقع الانحطاط الأخلاقي، بما قاموا به من أعمال عنف وتخريب فى المجتمع».. طبعًا الكلام منضبط وصحيح. فسامى عنان الذى منح الإخوان السلطة، لايجب عليه الترشح للرئاسة، بعد ثورة أطاحت بالإخوان، لأنه سيواجه نفس ما قيل عن أحمد شفيق فى انتخابات 2012 والدولة قبل الشعب سترفضه.. وقطعًا ما قاله مختار نوح حول السيسى صحيح.. فالإخوان هم أكبر فريق يدفع به نحو مقعد الرئيس، لأن الناس التى ترى العنف كل يوم فى الشارع، وتخشى على حياتها واستقرارها وأعمالها، سوف تتمسك بمن قضى على الإرهاب والعنف أكثر.. الإخوان هم الذين يدفعون بالسيسى إلى مقعد الرئيس مستريحًا!! (نشر يوم 8-1-2014) - 2- • لاشك أن الرئيس القادم سوف يواجه ما لم يواجهه غيره، وسوف يدخل فى معترك أزمة اقتصادية طاحنة، ربما تدفعنا إلى «شد الحزام» لسنوات، حتى نعود إلى تدوير عجلة الإنتاج، التى كانت بطيئة أساسًا قبل 25 يناير 2011!! ولذلك فإننى أعتقد أن المرشحين الرئيسيين لرئاسة الجمهورية، بجب عليهم أن يقولوا لنا ماذا سيفعلون أمام هذا الوضع الصعب للاقتصاد المصرى من ناحية، وماذا سيفعلون لتسيير الحياة اليومية للمواطن الذى يعانى من ضغوط معيشية لم يمر بها منذ بدايات القرن الماضى، لأن الحديث النظرى عن الاقتصاد ووضعه وكيفية حل أزماته، لن يمسك على طفل صغير فى جنوب الصعيد رمقه، أو فى حدود مصر عند الوادى الجديد!! قد تسمع أحد المرشحين يتحدث بكلام «منمق» حول ضرورة الانحياز إلى الفقراء، ماشى، كلام جميل، ولكن ماذا سيفعل المرشح مع الوضع الاقتصادى، بمنظوره الاجتماعى، حينما يتولى المسئولية؟ وهل سيكون قائدًا مدركًا للوضع، وفاهمًا للأزمة، وهل سيستطيع الإمساك بأيدى المصريين، لكى يعبروا معًا عنق الزجاجة، دون أن يجوع الناس، ودون الثورة عليه لأنه لم يتمكن من إطعامهم؟ هذا هو مربط الفرس الذى سوف يحسم معركة الرئاسة، وهذا هو المدخل الذى سيجعل العقل الجمعى المصرى يقرر اسم رئيسه.. أما فكرة طرح المرشحين لأنفسهم باعتبارهم شخصيات عامة، أو أصحاب رؤية نظرية، أو مالكين للقدرة على الكلام، فهذا لن يدفع الناس للتصويت لهم، بل سيكون التصويت للرؤية التى تصاحبها قدرة على الفعل، وإرادة واضحة قادرة على التنفيذ، وفهم لاحتياجات الناس اليومية!! (نشر يوم 5-2-2014) -3- • هناك تخوفات من المرحلة القادمة، وما تحمله من مقدمات، تجعلنا نشعر بأننا مقبلون على نظام مبارك، ببرواز أكثر قبولًا!! فالوجوه القبيحة من حقبة مبارك تعود للظهور، خرجت من جحورها التى دخلتها رعبًا فى يناير 2011 وتسعى الآن للقفز على مقاليد الأمور فى كل المؤسسات عبر البرلمان القادم، وتريد إقناعنا بأنها أكثر ثورية ممن وضعوا أرواحهم على أكفهم ليواجهوا الديكتاتور الأول فى يناير، والمستبد الثانى فى 30 يونية، وأرادوا ببعض الصور التى التقطوها لأنفسهم فى الشوارع خلال مواجهة الرئيس الإخوانى، أن يقنعونا بأنهم بلغوا قمة الطُهر الثورى، وأنهم أصحاب القرار فى تحديد مصير الوطن، وبعضهم يساومنا على بقائنا فى الحياة السياسية، لأنهم أصحاب الشعبية الأولى، والأخيرة، وكأن قيامهم بتزوير الانتخابات لمدة ثلاثة عقود كان فيلمًا سينمائيًا خياليًا، وكأن فسادهم كان حقًا واقعيًا، وصمت الناس عليهم كان علامة رضا!! قطعًا سوف تسألنى.. وما علاقة الرئيس السيسى بهذا كله؟! علاقته أنه رئيس الدولة المسئول عن إدارتها وعليه أن يتحمل مسئولياته لإيقاف المؤامرة التى تجرى الآن للعودة إلى ما قبل 25 يناير!! عليه أن يتدخل بصفته صاحب الحق الدستورى فى تعديل قانون الانتخابات الذى سيعيد كل رموز الفساد إلى مقاعد الرقابة والتشريع!! عليه أن يتدخل لإلغاء قانون التظاهر الذى يستهدف منع الجميع من التعبير، فالملاحظ أن الإخوان ينظمون مظاهراتهم دون مضايقة من أحد فى كل المحافظات، وتتم محاكمة من يسقط منهم طبقًا لقانون الإرهاب، أما أصحاب الثورة الحقيقيون، فى يناير ويونية، فهم ممنوعون من الكلام طبقًا لقانون سقط نصًا وفكرًا منذ إقرار الدستور الحالى ولا نعرف كيف تتم إحالة المتهمين طبقًا لنصوصه المعدومة بقرار شعبى!! على السيسى أن يتدخل لمنع مخالفة الدستور الذى ينتهك ليل نهار عبر برامج تقول إن «يناير» التى تم النص عليها فى متن الدستور باعتبارها ثورة شعب يقال عنها «مؤامرة» وكأن ملايين البشر الذين خرجوا فى الشوارع ليقولوا للحاكم الذى جثم على صدورنا لمدة ثلاثين عامًا «ارحل» كانوا متآمرين، وقتلة، ولهم أجندات!! (نشر 21-10-2014) -4- • كل سنة وانت طيب، اللهم اجعل 2015 افضل من سابقه، واجعل مصر بلدًا آمنًا، ومستقرًا، وديمقراطيًا!!