صرح الدكتور صلاح فوزى أستاذ القانون والدستور وعضو لجنة إعداد قانون تقسيم الدوائر «بأن الملاحظات التى قدمتها الأحزاب للجنة كانت غير مطابقة للدستور لذلك لم يتم الأخذ بها.. واللجنة التزمت تماماً بالدستور الجديد.. وللأسف هناك من اتخذ من التظاهر حرفة ومن الإضراب مهنة ومن الاعتراض وظيفة».. الكل باطل.. واللجنة هى فقط التى تعلم الحقيقة.... ثم يتبع ذلك هذه المهارة اللفظية فى التتبع والوصف الدقيق لكل خارق مارق يعترض على القانون.. بالطبع ذلك التصريح مفزع وكاشف عن مساحة قبول الآخر لدى قائلها ومسار المستقبل الديمقراطى وفكرة التسامح لاسيما أن صاحب التصريح هو أحد الأعضاء البارزين فى لجان قوانين الانتخابات ولجنة العشرة التى قدمت مقترحاتها للجنة الخمسين... وقدكان من أنصار فكرة الانتخابات بالنظام الفردى الذىأصبح واقعاً بعد ملابسات وشد وجذب طويل لم يسفر عنه تغيير لذلك النظام مما يعنى أن صاحب التصريح من النافذين العالمين بما يدور هنا وهناك... فى هذا الإطار نستطيع بسهولة أنه نتبين طبيعة صناعة المسار الديمقراطى فى بلادنا..!! الموقف فى الشارع السياسى غائم وغير واضح.. فجمهور واسع لا يعلم ولا يتفهم فكرة القائمة... ولا يعرف التحولات التى طرأت على دائرته الانتخابية... البعض يعتقد ان الدائرة لم تزل متسعة كما كانت فى انتخابات 2011... وآخرون يتصورون أن الدائرة لم تزل كما كانت فيما قبل الثورة... والقائمة حدث ولا حرج فيما يدور بين عدم المعرفة وعدم الفهم وعدم الاقتناع... وصولاً للأغلب الأعم وهو عدم الاكتراث. محمود بدر يحصل على قطعة أرض وينشئ عليها مصنعاً للبسكويت..!!.. أحاديث وتصريحات حول رفع ثمن تذكرة المترو... شقة 100م لأصحاب الدخول المتوسطة سعرها 450 ألف جنيه وبالتقسيط قد تصل الى مليون جنيه...!! تضارب تصريحات وزير الاسكان مع تصريحات رئيس الوزراءحول ما حدث وما يحدث فى مشروع الإسكان الاجتماعى ومشروع المليون وحدة والشركة الإماراتية...!!.. كل هذا يصنع مناخاً للإحباط والتراجع ويقطع أشعة الضوء فى هذا النفق الذى نمر فيه.. ليس هذا فحسب... هذا المناخ الضبابى يوفر البنية الأساسية الصالحة لتيار الإخوان ليستثمروه فى بث سموم الإحباط والحديث عن عودة البلد الى ما قبل يناير 2011 مستغلين تلك الإجراءات والقرارات شديدة السلبية بالاضافة الى أعمال مستفزة قد تمارسها الشرطة هنا أو هناك فى معاملة المواطنين مما يهيئ المناخ تماماً لاستمرار بث السموم حول صناعة الدول المتسلطة والعودة للنظام البائد. كلما سرنا بالشارع وتحدثنا مع فئات الشباب وغيرهم تجد من يحدثك عن أننا سبق لنا أن صوتنا وأين ذهبت أصواتنا.. بالطبع تلك سموم إخوانية... الكثيرون يحدثونك عن العمل والسكن الذى لايمكن تحقيقه... وهذا واقع سلبى لا يجد الناس تبديداً جاداً له.... وما بين الواقع السلبى والسموم الاخوانية تتزايد الرغبة لدى الكثيرون للانصراف عن الانتخابات فضلاً عن التراث السيئ الباقى فى الذاكرة الجمعية لدور البرلمان وغياب أى دور لعضو البرلمان وحرصه على تحقيق المنافع الخاصة والدائرة الضيقة من حوله وغياب الصالح العام... كل هذا يلقى بظلاله على رغبة الناس فى التصويت وتغلب الجانب السلبى على الرغبة فى الذهاب والدفاع عن الحق فى الاختيار. كارثة الكوارث هو التقاء مصالح أعضاء الحزب البائدمع مصالح جماعة الإخوان... فالسموم الاخوانية لا تستهدف الا حرق الوطن ولتذهب السفينة بمن فيها الى الجحيم وذلك مردوده مزيد من الاحباط والتخارج عن القيام بالواجب الوطنى والمشاركة... انسحاب الناس يجعل التصويت ضئيلاً وهذا لا يصب إلا فى صالح أعضاء الحزب البائد الذين يحملون فى جيوبهم أصوات ألف أو ألفين من الجمهور سوف يصلون اليها يحرزونها فى ظل غياب التصويت تكون كافية لنجاحهم أو دخولهم فى الإعادة... التصويت الكثيف هو السلاح المضاد لفلول الوطنى وسموم جماعة الإخوان... ففيه تذوب تلك الاصوات المعبأة المشتراة وتبقى قدرة التغيير هى الغالبة... أما الانسحاب من التصويت يفتح الباب واسعاً لفلول الوطنى والمتخفين من تيار الدين المسيس للوصول الى البرلمان... تلك هى الأزمة والقضية ما بين ممارسات سيئة ودعايات مسمومة تتأرجح سفينة الوطن نحو المستقبل الغائم.