الوقت: الساعة الثانية عشرة ظهرا اليوم: السبت 29 نوفمبر المكان: جنة الرضوان الموضوع: براءة قتلة الشهداء انه فى يوم السبت.. الموافق 29 من نوفمبر 2014 عقد شهداء ثورة يناير..اجتماعا طارئا.. لبحث احكام البراءة التى حصل عليها مبارك.. وزبانيته.. وقد اثبت سكرتير الجلسة حضور كل الشهداء..بعد ان تم استدعاؤهم من قصورهم فى الجنة. رأس الجلسة «أصغر» الشهداء سنا.. وبدأ الاجتماع الطارئ.. بكلمة من الرئيس قال فيها: اخوانى الأحباب.. طبعا نما لعلمكم خبر براءة كل من قتلنا.. ونحن هنا لن نبحث الحكم القضائى.. لأننا لن ننتظر الا عدالة السماء.. يوم ان نقف نحن وهم.. أمام رب العرش العظيم.. ولكننا نبحث تداعيات الحكم على بلدنا الحبيب.. فماذا ترون أيها الشهداء،؟! فتحدث الشهيد محمد قائلا: ولكن القصاص ياريس.. - فقاطعه الرئيس: القصاص بيد العادل الواحد القهار.. فلا تحزن ياشهيد فرد الشهيد: أنا لا أحزن ياريس.. فما نحن فيه من نعيم مقيم.. هو خير جزاء.. ولو علم أهل الأرض بحالنا فى السماء..لتسابقوا لنيل الشهادة.. لكن ياريس ما يحزننى هو حال والدتى التى تتمزق من الألم.. وهى ترى حق ابنها قد راح هدرا.. طبعا هى لا تدرى اننا اخذنا حقنا من رب العالمين.. الذى لا تضيع عنده الحقوق. فقال له الرئيس: لاتحزن ولا تجزع ياشهيد على حال أمك.. فالله قادر على أن يزرع الصبر والطمأنينة والهدوء فى قلبها الموجوع. - قال شهيد ثانى: كنا نتمنى ياريس أن نرسل رسالة لمن يتاجرون بدمائنا.. من أهل الأرض نقول لهم فيها إن حق الوطن.. مقدم على حق الشهيد.. لأن الواحد منا لم يضح بحياته إلا لرفعة هذا الوطن الحبيب.. وخلق حياة أفضل وأكرم لشعبه.. أما عن قضية القصاص.. والتى أصبحت تجارة لتجار الأوطان..يتكسبون من ورائها.. ولو على حساب إحراق بلدنا الحبيبة.. والتى ضحينا بحياتنا من أجلها.. فكنا نتمنى لو استطعنا أن نقول لهؤلاء أرجوكم.. لا تتحدثوا بالنيابة عنا.. فنحن لم نفوضكم للحديث باسمنا.. لأننا باختصار.. تركنا أمر القصاص لأرواحنا.. لرب العباد.. فهو اعلم بمن قتلنا.. ومن سفك دماءنا.. ومن تآمر.. ومن خان.. أرجوكم لا تستخدموا قضية دمائنا لتحقيق مكاسب سياسية.. أو مالية..فكلها أشياء زائلة! فرد رئيس الجلسة.. أخى.. لا تجزع.. ولا تحزن.. فقد سمعنا جميعا شخصاً.. يدعى عصام العبيدى.. قال نفس كلامك هذا مئات المرات.. وقال حق الوطن مقدم على حق الشهيد.. لأن الشهيد مابذل حياته.. إلا فداء للوطن. - فرد الشهيد.. بارك الله فيه.. وأرجو الله ان يكثر من أمثاله.. حتى تصل رسالتنا لأهل الأرض.. فلا يتاجرون بدمائنا.. ولا يستخدموننا كأعواد الثقاب لإحراق الوطن.. أما من قتلنا.. فنحن فى انتظاره أمام محكمة العدل الإلهية..والتى لن يستطيع القتلة امامها تزييف الأقوال أو طمس الأدلة.. أو انقضاء الدعوى بالتقادم.. أو حتى بعدم اختصاص المحكمة بنظر الدعوي. وأخيرا قال لهم الشهيد رئيس الجلسة.. خلاص ياجماعة.. لا تشغلوا أنفسكم.. بأهل الأرض.. وعودوا الى قصوركم.. عودوا إلى جنتكم وتمتعوا بنعيمها..وادعوا لاهاليكم..فكل واحد فيكم.. سيتشفع لسبعين من أهله. إلى هنا انتهى اجتماع الشهداء.. وحلق كل شهيد بجناحيه.. متجها إلى قصره فى الجنة.. ليتمتع بنعيمها.. وكان فى استقبالهم على أبواب القصور مجموعة كبيرة من الحور العين.. فاتحات أحضانهن.. مهللات فرحات.. بوصول الشهداء إلى قصورهم.