شارك عدد من رموز وعلماء العالم الإسلامي، في مؤتمر: "الأزهر الشريف لمواجهة الإرهاب والتطرف"، اليوم الأربعاء، الذي عقد بأحد فنادق القاهرة، في إطار مواجهة مصر والعالم الإسلامي والعربي، للتنظيمات الإرهابية، معلنين تضامنهم مع الأزهر الشريف، وإمامه الأكبر لدحر الإرهاب ومواجهته بشكل حاسم. وكان على رأس الحضور الشيخ عبدالله بن بيه، رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات الإسلامية، ود.محمد يسف، الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى بالمملكة المغربية، وفضيلة الشيخ قيس آل مبارك، عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، ود.قريشي شهابي، عضو مجلس حكماء المسلمين، والشيخ إبراهيم صالح الحسيني، مفتي نيجيريا، والشيخ نعيم ترنافا، مفتي جمهورية كوسوفا، والأب بولس مطر، رئيس أساقفة بيروت للموارنة. وحدة العالم ضد الإرهاب وأكد رموز العالم الإسلامي على التوحد لمواجهة التنظيمات الإرهابية، والعمل على دحرها، بالأفكار، ومساعدة الدول التي تعانى من جرائها بالأفكار التصحيحية، والفكر التنويري، ومواجهة الأفكار التكفيرية، مشيدين بدور الأزهر الشريف وإمامه الأكبر، في هذا المجال، وحرصه على دعم الدول العربية والإسلامية لواجهة التنظيمات التي تهدد أمنها وسلامتها. الثقة بالأزهر الشريف ولفت العلماء إلى ثقتهم الكبيرة بالأزهر الشريف، مطالبين المُسلِمين كافَّةً أن يثقوا في أزهرِهم الشريفِ، خاصة أن مُؤامراتِ الأعداء على الشرقِ العربيِّ والإسلامي جعلته ساحةً لحربٍ مفتوحة، وخاصة احتضان التنظيمات الإرهابية وأصحاب الأفكار الكاذبة وغير الصحيحة، ومخالفة للدين. فشل مواجهة الإرهاب سلبي وقال الدكتور محمد قريش شهاب، عضو مجلس حكماء المسلمين، في كلمة مجلس حكماء المسلمين، أن المؤتمر سيكون له جانبان إيجابي وسلبي، فالإيجابي يتمثل في نجاح المؤتمر من خلال توصياته في مكافحة الإرهاب، أما الجانب السلبي فيحدث إذا فشلنا في ذلك – معاذ الله - وسيكون ذلك أننا أعطينا للملحدين سببًا أن الدين ليس له دور ولا يحتاجه بشر. و أكد قريش أنه من أجل الوصول إلي النتائج الإيجابية للمؤتمر يجب أن نكون على يد واحدة ونتحد لإيجاد منهج سليم إزاء حتمية الاختلاف التي هي إرادة الله، مؤكدا أن الاختلاف هو سنة الحياة بل إرادة الله الكريمة مستشهدًا بالآية الكريمة "ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة"، مطالبًا بضرورة الاتحاد وتعميق ثقافة الاحترام والتعاون التي دعا إليها القرآن الكريم، وأن الإسلام لم يدع فقط إلى الوحدة بين المسلمين بعضهم البعض بل دعا إلى الحفاظ على حقوق النصارى وغيرهم. لبنان ووحدة الإرهاب من جانبه قال بولس مطر، رئيس أساقفة لبنان، أن المسيحيين ليسوا أقلية في العالم العربي، والقرآن الكريم لا يظلم أحد، ولم يتحدث على أقلية بل دعا دائما إلى التحاب والمؤاخاة قائلا:" نحن نعانق إخواننا المسلمين في السراء والضراء ونتحد معهم لمواجهة التنظيمات الإرهابية وذلك بشكل كامل خلف الأزهر الشريف". وأكد مطر على أن مؤتمر الأزهر لمواجهة التطرف، هو الأول من نوعه الذي جمع كل أطراف العالم دون وسيط، وهذا ما يدعو إليه الإسلام دائما، مؤكدًا أن ما يفعله التنظيم الإرهابي في العراق من إخراج المسيحيين من ديارهم وقتل المسلمين المخالفين، لا يجوز السكوت عليه ويتطلب الوحدة والتوافق للمواجهة الحاسمة. في السياق ذاته، أكد السيد على الآمين، عضو هيئة كبار علماء لبنان، أن شعوب العالم تحتاج إلى الآمن والسلام بالبلاد كما هو معتاد والقضاء على أعضاء التنظيمات الإرهابية المتطرفة التي تسعى إلى نشر ثقافتها وأفكارها من أجل الحصول على أكبر نسبة من المؤيدين لهم. ولفت عضو هيئة كبار علماء لبنان، إلى أن الإرهاب يرتكز إلى خلفية ثقافية فاسدة وغير صحيحة، يستغلها البعض، ليستتر ورائها في نشر جرائمهم من قتل الآمنين، وقطع رؤوسهم، وهو ما حرمه الله في كتابه، مؤكدًا أن الثقافة المشوهة للدين والممزقة للامه زعمت الخلافة الدينية التي تفتقر إلى أدنى التعاليم الدينية. وحدة كتاب الدين وطالب الآمين بتأليف كتاب الدين الواحد يدرس لكل الطلاب في مراحل التعليم الأولى، حتى يتفهم كل واحد منهم أسس وحقائق الأديان الأخرى، بالإضافة إلى قيام وسائل الإعلام بنشر الدين الإسلامي الوسطي الذي يبتعد عن التكفير ويحافظ على الدين. وقال محمد آل مسعود، نائب مفتي سلطنة عمان، إن الإسلام منع الغلو والتطرف وما نراه الآن في العالم العربي هو فتنة عظيمة يحاول أعداء الإسلام، أن يستغلوا أبناءه المتطرفين في هدمه حتى يحصلوا على رغباتهم الخسيسة الرديئة. ولفت آل مسعود إلى أن الصراعات السياسية هي التي تجرد العقول من الحكمة، وتجعل الأطراف المتنازعين يضعون انتماءهم للإسلام جانبًا، والعمل فقط على إرضاء رغباتهم الدنيئة. وأشار نائب المفتى، إلى أن ظاهرة التطرف والعنف لابد ان تواجه باتحادات بين القيادات الإسلامية، وأن ينبثق عليها ميثاق شرف بين الفرق والجماعات الإسلامية بعدم التعصب، وأن يكون الهدف الوحيد هو نصرة الإسلام بأي طريقة حتى لا نعطى الفرصة لأي محرض أن يغتنمها. الطيب وشكر الحضور جاء ذلك في الوقت الذي وجه الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، بالشكر للحضور الذين جاءوا من بلادٍ شتَّى من أقصى الشرقِ، ومن أقصى الغربِ، مؤكدًا أنَّ هذا المؤتمرَ الجامعَ لشخصيَّاتٍ بارزةٍ مِن الشرقِ العربيِّ والإسلاميِّ، ومِن العالمِ الواسعِ الفسِيحِ، من مُسلِمين: سُنَّة وشِيعة، ومسيحيِّين على اختلافِ طوائفِهم، ومن عقائدَ أُخرى نشَأت على أرضِ هذا الشرقِ وتَرَعرَعتْ على تُرابِه وتَربَّت على ثِمارِه وخَيْراتِه، هذا المُؤتَمرُ يأتي في وقتٍ بالغِ الدِّقَّةِ والتعقيدِ والخطَر المُطبِق على بِلادِنا وشُعوبنا وقد دهَمَها من داخِلِها وخارِجِها.. فإنَّك حيثُما قلَّبتَ النَّظَرَ في خريطةِ الشرقِ الأوسطِ فإنَّه يَرُوعُك هذا الوضعُ المَأساوي، والذي يُعييك البحثُ فيه عن سببٍ منطقيٍّ واحدٍ يُبرِّرُ هذا التدميرَ المُتعمَّدَ الذي حاقَ بالأرواحِ والدِّيارِ والإنسانِ، وراحَ يَستهدِفُ تفتيتَ أُمَّةٍ، وفناءَ حضارةٍ، وزَوالَ تاريخٍ..