سافرت الي لبنان لحضور (مؤتمر الطفولة المبكرة) الذي اقامته الجامعة اللبنانية، وانا احمل كل الآم وطني وانتظاره للقادم في خوف، الذي قد يكون مرعباً وقد يكون محبطاً وقد يكون عودة للوراء. وكان يقبع بداخلي نفس القلق الذي يعيش فيه كل الشعب المصري ونفس الاسئلة التي نسألها جميعا ماذا سيحدث ياتري في جمعة الإخوان التي هددونا بها؟ وكيف سيكون الحكم علي مبارك؟ سافرت وكلي أسي وحزن علي الورود التي قطفت قبل اوانها وضحت من أجلنا ولم يرجع حقها حتي الآن، وعلي الشباب المحبوس! والشباب المكتئب! والذي يشعر أنهم سرقوا أحلامه! ولكني في بيروت التقيت الفرح والاجابات، ولم يكن الفرح مغريات بيروت التي يصدرها لنا الاعلام، حفلات أو جلسات سمر أو مشتروات؟، ولكنه فرح نبيل وسعادة حقيقية بما أنجزه شبابنا، لقد شعرت بعزتي وشموخي ورفعت رأسي عاليا كوني مصرية، لقد نحجت مصر رغم أي تعثر أو مناورات من الإخوان أو من يريدون عودتنا للوراء، ونجح الشعب ولم يضع دم الشهداء أبدا، لقد انطلقت أرواحهم الطاهرة لتحلق في سماء العالم، وتنشر رسالتهم من أجل العيش والحرية والكرامة، نظرات الاعجاب والحب التي تداهمني وتطاردني طوال ايامي البيروتية، في الشارع في المؤتمر في الفندق في المطار في كل مكان ادخله، حينما وقفت معي في البرد القارص الدكتورة (تريزا الهاشم طابية عميدة كلية التربية) لتحكي لي عن رحلتها الأخيرة الي مصر والعيون المصرية التي تلمع وكلها تصميم علي إكمال ثورتها من اجل الحرية والكرامة، وعن اعجابها بالثورات التي قمنا بها وقد ظلت تعدد وتحكي عن اعجابها وتقديرها للشعب المصري حتي بكيت من التأثر. وفي العشاء الذي اقامة الدكتور عدنان السيد حسين رئيس جامعة لبنان لضيوف المؤتمر وحدثت مقارنة بسيطة بين صباح وفيروز وايهما اكثر تأثيرا في مصر، حسم الدكتور عدنان الحديث بكلمات حاسمة قائلا (إن في قلبة وعقلة مغنية واحدة هي أم كلثوم، وإن في حياتة ثلاث سيدات ام كلثوم وأمه وزوجته؟) عرفت أننا مازلنا في القلب، وحينما جلس بجانبي في آخر المدرج في قاعة المؤتمر الشاب الذي يقدم الشاي والقهوة، ليشكرني علي مداخلتي التي فهمها ثم يستطرد لأنني مصرية؟ وأنه يحب مصر واهل مصر وأنه معجب بثورتها، وحينما تتحلق حولي الفتيات الدارسات في ميعاد الغداء أو الشاي ليسألن عن حال مصر وثورة مصر؟ والغريب ان بعضهن يدون كل ما أقوله؟ وحينما يودعني السائق الشاب الذي لازمني طوال رحلتة ليوصيني بمصر ويقول لي (ديروا بالكم علينا فلو وقعتم سنقع، ولو نجحتم ننجح جميعا) كل هذا اسعدني وادخل الفرح الي قلبي واجاب لي عن الاسئلة التي نسألها لأنفسنا. لذلك اقدم شكري لصاحبة الفضل الاول لذهابي الي بيروت الدكتورة فادية حطيط منسقة فريق رعاية ومنسقة ودينامو المؤتمر، فهي التي شجعني صبرها وايمانها بما تفعل، وترحيبها الشديد بتجربتي في هذا المجال الي الاشتراك في هذا المؤتمر الناجح جدا، والذي التقيت فيه بخبراء واساتذة متخصصين ومدركين لأهمية هذة المرحلة في حياة أطفالنا. وسعدت بتجربة هناء جوجو وبحماس الدكتور علي الزين العروبي، وبتجربة بشري قدورة في مجالات عديدة ولارا عودة منسقة ورشة الموارد العربية وغيرهم وأخيراً سلامي وحبي لك يابيروت ياست الدنيا.