عبد الناصر طلب الاعتذار لفاتن لأنها ثروة قومية فاتن حمامة أساءت الظن بي مرتين ثم أصبحنا أصدقاء وصفتُ مها عبد الفتاح بأنها أشجع من الرجال وأخفيت اسمها في مقالاتي حرصا علي مشاعر زوجتي لماذا رفض رياض السنباطي استلام وسام الجمهورية ؟ ورقدت في سرير فاتن حمامة فوجدته صغيراً فكان نصفي في السرير، ونصفي الآخر خارجه، وكان من المستحيل أن أتقلب فيه، فكتبت مقالاً ساخراً أصف هذا السرير »النونو« وجعلت عنوان المقال »أكتب لكم من سرير فاتن حمامة«!.. ونشرت المقال في مجلة الجيل الجديد، وفوجئت بفاتن تدخل مكتبي والشرر يتطاير من عينيه وهي تقول لي كيف تشوه سمعتي التي حافظت عليها طوال حياتي، كيف تدعي أنك نمت معي في سرير واحد فسألتها: وهل قرأت المقال؟ مذكرات وذكريات أهداني القدر فرصة عظيمة لأكون قريبا ومقربا من عملاق الصحافة الكبير مصطفي أمين منذ نعومة أظافري في شارع الصحافة .. وبعد أن حظيت بثقته خلال سنوات قليلة رشحني لكتابة مذكرات العديد من المشاهير والنجوم وكبار الشخصيات .. وكان من بينهم أمير البحار جلال علوبة قائد اليخت المحروسة الذي صاحب الملك فاروق في رحلة المنفي إلي ايطاليا .. وحسن عامر شقيق المشير عبد الحكيم عامر .. وصلاح الشاهد كبير أمناء رئاسة الجمهورية في عهود نجيب وعبد الناصر والسادات ومبارك ومن قبلهم الملك فاروق .. والسيدة اعتماد خورشيد اكبر شاهدة علي انحرافات مخابرات صلاح نصر .. وآخرون نصحني مصطفي امين بصياغة مذكراتهم دون أن أبالغ في الأجر وان اكون قانعا بأن أجري الحقيقي هو تلك الثروة من الأسرار التي لن تتاح لأحد غيري لأن تلك المذكرات لن تتضمن بعض الأسرار التي سيحكيها اصحابها ثم يترددون في نشرها لاعتبارات وقت ومناخ نشرها ! ولم أكن املك امام استاذ اساتذتي سوي الموافقة مضحيا بعدم نشر اسمي علي مذكرات لا تحمل سوي اسماء اصحابها فقط ..وبالفعل بقيت معي ثروة من أشرطة الكاسيت والاسرار التي نصحني مصطفي امين بأن أحتفظ بها حتي يكتب الزمن لها شهادة ميلاد جديدة ذات يوم ! .. هذه العلاقة بأستاذي الكبير سمحت لي بأن أحصل منه هو نفسه علي بعض الاسرار فلم يكن يرفض اجابة اي سؤال لأحد تلاميذه .. لكن يبدو انني وبحسن نية مطلقة سألته سؤالا محرجا : استاذي الكبير قرأنا لك في أكثر من كتاب عن المرأة التي كانت أشجع من كل الرجال اثناء فترة سجنك التي خذلك فيها كل اصدقائك وتلاميذك من الرجال دون أن تفصح عن اسم هذه المرأة أبدا فهل لي ان أسأل عنها ..من هي ولماذا كانت أشجع من كل الرجال ؟؟ صمت مصطفي امين لحظات احسست خلالها برغبة في أن اعتذر عن سؤالي .. لكن الكاتب الكبير فاجأني بسؤال هل ستكتب اسمها ؟؟ .لا .. لكنه الفضول الصحفي الذي تعلمناه منك وتكلم مصطفي امين مزيحا الستار عن هذه المرأة لأول مرة.. قال هي الصحفية مها عبد الفتاح .. لقد استدعوها في مباحث أمن الدولة وعذبوها وضربوها بالكرباج لتشهد ضدي وتكتب بخط يدها انني كنت عميلا للأمريكان مقابل الإفراج عنها ! .. لكن مها رفضت وتحملت كل ألوان التعذيب كيلا تشهد زورا ضدي بينما خذلني رجال كثيرون وأخذني الفضول فسألته مرة أخري ولماذا اختاروا مها عبد الفتاح بالذات ؟؟ ويرد مصطفي امين وقد اتسعت عيناه كعادته حينما يكون الكلام مهما لأن مها كانت زوجتي في هذا الوقت !! ولهذا لم اكتب اسمها كلما تكلمت عن أيام السجن حفاظا علي مشاعر زوجتي الحالية .. سوف تعلمك الأيام ألا تمتدح أمام المرأة التي تحبك أي امرأة أخري حتي لو كانت أمك لأن زوجتك ستغار منها ولو لم يظهر ذلك عليها واحتفظت بهذا السر حتي الآن وربما تفاجأ به الكاتبة الكبيرة مها عبد الفتاح منحها الله الصحة وأطال في عمرها حتي يتمتع قراؤها بما تكتبه الآن في اخبار اليوم ! الملحن الذي قال لا كان مصطفي امين مغرما بالشجعان سواء كانوا رجالا أم نساء .. سألته مرة عن سبب اعجابه الشديد بالملحن الكبير رياض السنباطي فمنحني اوراقا قال إنها من اوراقه الخاصة وطلب مني أن اقرأ ماكتبه عن السنباطي .. يقول مصطفي امين عن السنباطي أنعم عليه الرئيس جمال عبد الناصر بوسام الاستحقاق من الدرجة الأولي وتلقي دعوة ليذهب الي صالة جامعة القاهرة ليتسلم الوسام من يد رئيس الجمهورية، وفي صباح يوم الاحتفال جاء المحضر وحجز علي بيته بناء علي طلب مصلحة الضرائب وقرر أن يرفض الذهاب الي الحفلة وتسلم الوسام ،وحاولت أم كلثوم وعدد من أصدقائه اقناعه بالذهاب الي الحفلة وتسلم الوسام ،ورفض السنباطي وأصر علي موقفه وقال: أنا لا أفهم كيف تحجز علي الحكومة في الصباح وتعطيني وساما بعد الظهر وجلس في بيته يشهد الاحتفال في التليفزيون ورآهم ينادون علي اسمه ليتسلم الوسام ،والناس تتلفت باحثة عنه وفي اليوم التالي أرسلت له وزارة الثقافة الوسام الي البيت ولا ينسي مصطفي امين ان يتحدث عن السنباطي الانسان والفنان فيقول كان للسنباطي عادات غريبة في التلحين كان اذا تسلم الأغنية قرأ النص عدة مرات ثم اتصل بأم كلثوم والشاعر احمد رامي يناقشهما في بعض كلمات الاغنية ،وكان احيانا يقول ان هذه الكلمة غير موسيقية ولا تصلح للتلحين. فيختاران كلمة أخري ،وكم من الاغنيات عدلت وبدلت كلماتها بناء علي طلب السنباطي.. ويستغرق في هذه المرحلة حوالي الاسبوع حتي يتأقلم مع الأغنية ويعيش فيها.. ثم تبدأ طقوس التلحين.. فيغلق علي نفسة باب الغرفة في الساعة الخامسة بعد الظهر.. وهذه هي ساعة الصفر.. وتصدر أوامرهالصارمة.. لا احد يتحرك من البيت.. لا يريد أن يسمع صوتا في فتح أبواب أو قفل أبواب ،لا طفل يصرخ.. التليفون ينقل الي غرفة بعيدة ويوضع علي الأرض حتي يضعف صوته.. لا يستقبل البيت أي زائر.. ان تعليماته المشددة ألا يدخل أحد الغرفة.. لا زوجته ولاأولاده ولا أحفاده.. ولو جاءت أم كلثوم فهي لا تدخل.. فهو يجلس الان في صومعته.. اذا ضرب جرسا واحدا فمعني ذلك أنه يريد فنجانا من القهوة ،واذا ضرب جرسين فمعني ذلك أن دخول الغرفة مباح للجميع.. أحيانا يلحن من الساعة الخامسة بعد الظهر حتي الساعة العاشرة مساء.. وقد يستمر غلق الباب حتي الساعة الحادية عشرة وفي بعض الليالي يستمر في التلحين الي ما بعد منتصف الليل ،ويستغرق تلحين القصيدة بضعة أيام ،ولكن قصيدة الأطلال استغرقت مدة طويلة بين أربعة أشهر وستة أشهر ،وعندما ينتهي من تلحين القصيدة يتصل بأم كلثوم.. وتحضر أم كلثوم الي بيته ،أو يذهب هو إلي بيتها في الزمالك. وذات ليلة دعتني أم كلثوم لكي أذهب الي بيتها وأحضر رياض السنباطي وهو يغني لها لحن "سلوا قلبي" من نظم أمير الشعراء أحمد شوقي بك ،وكنت أحد الذين اختاروا هذه الأبيات من القصيدة العظيمة ودعتني سكرتيرتها سنية لأصعد الي الطابق العلوي ،وقادتني الي غرفة صغيرة كانت في مواجهة غرفة النوم ،وكانت أم كلثوم تنام في هذه الغرفة في الشتاء بسبب دفئها.. أما غرفة نومها فكانت كبيرة وتطل علي الناحية البحرية ولم تكن أم كلثوم أدخلت بعد نظام التدفئة في بيتها وجدت أم كلثوم وقد وضعت نظارة علي عينيها ،وتجلس في طرف الكنبة بينما يجلس السنباطي مندمجا في غناء اللحن علي العود فلم يتوقف ويقف لتحيتي بل اكتفي بهز رأسه ومضي يغني وجلست في مقعد بجوارهما. واستمر في تحفيظها اللحن.. كان يغني النغمة ،وترددها خلفه أم كلثوم. فاذا قالت أم كلثوم: الله.. مضي في اكمال اللحن واذا لم يظهر الانسجام علي وجه أم كلثوم غير وبدل في النغم ،وكان يترجل اللحن الجديد بسرعة مذهلة. واذا تسلطن رياض السنباطي اندمج في اللحن ،ولم يشعر بما يجري في الغرفة ،تخرج أم كلثوم لترد علي التليفون فيمضي في الغناء. وكأن أم كلثوم لازالت موجودة معنا ولحن رياض السنباطي غير سلوا قلبي.. نهج البردة ،وعرفات ،وحديث الروح للشاعر الباكستاني اقبال ،والقلب يعشق كل جميل لبيرم التونسي ، وجددت حبك ليه. والنيل ،وعودت عيني علي رؤياك ،وفاكر لما كنت جنبي ،ورباعيات الخيام لعمر الخيام ، والأطلال للدكتور الشاعر ابراهيم ناجي ،وعدة قصائد وأغنيات أخري. وكان من رأي السنباطي أن أم كلثوم أجمل صوت خلقة الله.. وكانت أم كلثوم تشتري منه اللحن بخمسمائة جنيه ،وفي السنوات الأخيرة ارتفع ثمن اللحن الي ألف جنيه. ولم يكن يهمه كم تدفع أم كلثوم.. وقال لي مرة انه مستعد لأن يلحن لأم كلثوم "ببلاش" ولكنه يرفض أن يلحن لبعض المطربات اللواتي ذكر أسماءهن ولو دفعت الواحدة منهن عشرة الاف جنيه ومن الطريف أن الاذاعة المصرية هي التي دفعت له ثمن تلحين "سلوا قلبي" وعندما دفع له مدير الاذاعة مائتي جنيه ثمن اللحن قال له: انهم سيحيلونني الي مجلس تأديب عندما يعلمون أنني دفعت لك مائتي جنيه وكان السنباطي يعتقد أن قصيدة "أقبل الليل" هي أحسن أغنية لحنها في حياته.. ومن سخرية القدر أنها يومها لم تعجب الجمهور.. ولم يقبل الناس علي شراء أسطوانة هذه الأغنية ،ويومها قال رياض السنباطي: " أنا لا أعترف أنني سقطت في هذه الأغنية ،بل أعتقد أن الجمهور هو الذي سقط وكان هذا الموسيقار العظيم شخصية غريبة كان يكره ضوء القمر الذي طالما تغزل فيه الشعراء والمطربون!.. وكان يقول: ان الشمس هي التي تستحق الغزل فهي مصدر الحياة.. أما القمر فهو نجم ألقته الشمس علي الارض لعدم أهميته وكان يكره صوت كلاكسون السيارات ،أو صوت طلقات الرصاص في نادي الصيد القريب من بيته.. وكان ينزعج ويفزع اذا سمع صوت نفير السيارة أو طلقة بندقية.. وكان ينزعج كذلك اذا سمع صوتا قبيحا ،وكان من رأيه أن يمنع أي مطرب من الغناء الا اذا حصل علي رخصة للغناء كالرخصة التي يحصل عليها من يفتح محلا مقلقا للراحة.. فاذا تجرأ صاحب صوت قبيح وغني فيجب علي الشرطة أن تقبض عليه وتودعه في السجن وتقدمه الي محكمة الجنايات وكان يحب كل شيء جميل.. الوجه الجميل ،الكلمة الحلوة ،المنظر الرائع ،اللوحة المعبرة وكان الصوت الجميل يخلبه ويهز مشاعره ،وكان أي رنين يلفت نظره.. ومن الورود كان يحب الزهور الصفراء ولاحظ أصدقاؤه أنه يبدع وتظهر كل عبقريته في ألحانه لأم كلثوم ،وقال ان السبب في ذلك أنه كان يجد في أم كلثوم الطاقة الهائلة التي تتسع لألحانه ،وكان يعجبه من أصوات المطربين الرجال محمد قنديل وعبد الحليم حافظ والشيخ علي محمود والشيخ محمد رفعت ،وكان يفضل محمد عبد الوهاب في أغنياته القديمة.. وكلما كان يظهر له لحن جديد كان عبد الوهاب يتصل علي الفور بالسنباطي ويهنئه علي اللحن الجديد ،وكذلك كان يفعل السنباطي. لحن في آخر ايامه أغنيتين للمطربة فيروز ،وسافر الي بيروت خصيصا لعمل اللحن.. والغريب أن فيروز احتفظت باللحنين ولم تسجلهما حكاية فاتن حمامة ويوم حضرت سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة لأخبار اليوم لاستلام جائزة احسن ممثلة في مسابقة مصطفي وعلي امين , ،وقبل وصولها حكي لتلاميذه عن الأزمات التي صنعت صداقته بفاتن .. فما الحكاية التي يعتز بها الكاتب الكبير ؟؟. .يقول عنها مصطفي امين علاقتي بفاتن بدأت بخناقتين حاميتين، فقد كتبت مقالاً في الصفحة الأخيرة من أخبار اليوم أنصح الشباب بعدم الزواج من الممثلات، وتكلمت عن المتاعب التي يقع فيها الزوج، وكيف أن أغلب زيجات الممثلات تتعرض لأزمات وتنتهي بالطلاق وكان عنوان المقال »لا تتزوج من ممثلة« ولم يعجبني العنوان فكتبت »لا تتزوج فاتن حمامة« وكانت فاتن غير متزوجة آنذاك، ودخلت فاتن مكتبي في أخبار اليوم ثائرة غاضبة حانقة، وكانت تتصور أنني أعلم أنها مقبلة علي الزواج، وأن المقصود هو تخويف خطيبها، فأكدت لها أنني لست علي علم بذلك، وأن ما كتبته مجرد مقال ساخر أداعب به صغار الشباب، الذين كلما رأوا ممثلة تمنوا الزواج، ومن حقك أن تختاري الرجل الذي يسعدك وليس من حق الجماهير أن تفرض عليك زوجاً، وتزوجت فاتن وتحققت أمنيتي ثم حدث أن ذهبت في أوائل الستينيات إلي مستشفي الدكتور عبدالله الكاتب لإجراء جراحة واختار لي الدكتور غرفة في المستشفي، وأشار إلي سرير صغير في وسط الغرفة، وقال لي إن فاتن حمامة كانت هنا منذ بضعة أيام، وأجريت لها جراحة ناجحة ورقدت في سرير فاتن حمامة فوجدته صغيراً فكان نصفي في السرير، ونصفي الآخر خارجه، وكان من المستحيل أن أتقلب فيه، فكتبت مقالاً ساخراً أصف هذا السرير »النونو« وجعلت عنوان المقال »أكتب لكم من سرير فاتن حمامة«، ونشرت المقال في مجلة الجيل الجديد، وفوجئت بفاتن تدخل مكتبي والشرر يتطاير من عينيها وهي تقول لي كيف تشوه سمعتي التي حافظت عليها طوال حياتي، كيف تدعي أنك نمت معي في سرير واحد فسألتها: وهل قرأت المقال؟ فقالت لا.. قرأت العنوان فقلت لها ضاحكاً.. اقرائي المقال.. ثم واصلي ثورتك وما إن قرأت المقال حتي انتابتها نوبة ضحك سر أسرار فاتن وحدث ان ساند الكاتب الكبير فاتن حمامة الملقبة أيضا بسيدة القصر في كل أزماتها خاصة عندما قرر يوسف شاهين اسناد البطولة لأول مرة لصديقه الشاب الاسكندراني ميشيل شلهوب ليقف امام فاتن في فيلم صراع في الوادي وكانت فاتن حتي هذا الوقت ترفض أن يقبلها أي ممثل , ،لكنها وافقت علي قبلة ميشيل شلهوب الذي اصبح اسمه عمر الشريف !! تعرضت فاتن وقتها لحملات شرسة عند زواجها من عمر الشريف ولم يصدق الناس اسلام عمر ورفض الرأي العام أن تتزوج نجمته المسلمة من مسيحي .. هنا سخر مصطفي امين اخبار اليوم للدفاع عن قلب فاتن حمامة وحقها في الزواج ممن تحب وكانت المرة الثانية التي تشكل سر اسرار فاتن عندما هربت من مصر بعد ان حاول صلاح نصر تجنيدها في جهاز المخابرات لكن ما أن علم عبد الناصر بعد سنوات قليلة بقصة هروب فاتن حتي طلب استدعاءها فورا والاعتذار لها باعتبارها ثروة قومية ولا تنسي فاتن وقفة مصطفي وعلي امين معها في هذه المحنة التي كادت تنهي حياتها الفنية