استطاعت الدراما اللبنانية خلال الفترة الماضية لفت انتباه الجمهور بدرجة كبيرة جعلت العديد من الفضائيات تعرضها بكثافة. بداية من عرض مسلسل «لعبة الموت» بطولة سيرين عبد النور وماجد المصري قبل عامين، مرورا بمسلسل «لو» بطولة عابد فهد الذي يعاد عرضه للمرة الثانية علي فضائية «الحياة» بعد أن كان العرض الأول له خلال موسم دراما رمضان الماضي علي احدي القنوات المشفرة، وأيضا مسلسل «عشق النساء» الذي يعرض علي «الحياة» في الوقت الحالي، بالإضافة لمسلسل «سيرة حب» بطولة سيرين عبدالنور وخالد سليم والذي يبدأ عرضه اليوم علي فضائية «سي بي سي». في هذا التحقيق سألنا مجموعة من النقاد عن آرائهم حول ظهور الدراما اللبنانية وهل تستطيع ان تحل محل الدراما التركية والسورية الذي انحاز اليها المشاهد خلال السنوات الماضية ومدي تأثير نجاحها علي الدراما المصرية؟ طارق الشناوي: الغناء اللبناني سر قربها من المصريين في البداية قال الناقد طارق الشناوي: الدراما اللبنانية ليست بعيدة عن فكر الجمهور المصري من الأساس، وذلك لأن اللهجة اللبنانية تعوّد عليها الجمهور من خلال ارتباطهم ببعض المطربين اللبنانيين الذين حققوا نجاحات كبيرة مثل «نانسي عجرم واليسا ووائل جسار وراغب علامة» وغيرهم، ولذلك علينا أن نرحب بالدراما اللبنانية ولا ننزعج منها مثلما فعلنا مع الغناء، ولذلك أري أن أمامها فرصة كبيرة للانتشار وتحقيق النجاح في مصر يفوق نجاح الدراما التركية، خاصة أنها تتبع منهج الرومانسية الذي دائما ما يبحث عنه المشاهد المصري في الأعمال الفنية. وأضاف «الشناوي»: أري أن نجاح هذه الدراما لن يعوق الدراما المصرية في شيء وهذا ما شاهدناه في الغناء أيضا، فنجاح المطربين اللبنانيين لم يؤثر علي مطربينا، بل زاد من قوة المنافسة التي تصب في صالح الجمهور في النهاية. ماجدة موريس: دراما بيضاء لا تضر ولا تنفع ومن جانبها أشارت الناقدة ماجدة موريس الي أن الوقت مبكر للحديث عن نجاح الدراما اللبنانية وذلك لأن وقت عرضها لم يتجاوز عدة شهور، وقالت: أري أن من الطبيعي انجذاب الجمهور لهذه الدراما، لأنها جديدة علي المشاهد، ونحن بطبيعتنا نريد دائما أن نشاهد كل ما هو جديد، ولكن تقييم هذه الدراما أنها دراما بيضاء أو خفيفة، بمعني أنها لا تضر ولا تنفع، فهي تعتمد علي القصص القديمة التي شاهدها الجمهور أكثر من مرة ولكن في إطار الرومانسية المفقودة لدي المشاهد المصري والديكورات والأزياء المختلفة، ولكنها لا تحمل فكرا مثل الأعمال التي نقدمها ك«سجن النسا» و«الوصايا السبع» وغيرهم، ولذلك لا أري انها حققت اي نجاح حتي الآن، وكل ما يحدث فقط هو انجذاب المشاهد لها لمعرفتها فقط. وتري «موريس» أن الدراما اللبنانية في كل الأحوال أفضل من التركية، لأنها علي الأقل بيضاء لا توجد بها ما يهاجم المرأة أو يسيء بشكل عام لأي شيء، ولكن الجانب السلبي التي تشترك فيه مع الدراما التركية هو بطء الأحداث، مثل ما شاهدته في مسلسل «لو»، 8 حلقات الزوج يراقب زوجته ليكتشف خيانتها، وهذا أسوأ ما وجد بها، فيجب علي فنانيها ان ينتبهوا لضرورة إسراع الرتم حتي لا يصاب المشاهد بملل. نادر عدلي: لا يمكنها التأثير علي المصرية ومن جانبه أكد الناقد نادر عدلي أن جمهور الدراما المصرية، يحب الأعمال اللبنانية ويشعر أنها قريبة منه لدرجة كبيرة، وذلك بسبب دخول الفنانين اللبنانيين الدراما المصرية، بالإضافة الي أغاني مطربي لبنان. واضاف «عدلي»: أتمني ان تحقق هذه الدراما النجاح الحقيقي، لأن من الضروري أن يحدث نوع من تداخل الثقافات الفنية بين العرب، بالإضافة أنه لا يمكن لهذه الأعمال ان تؤثر علي الاعمال المصرية لأن كلا منهم له منهجه واسلوبه، ولذلك اري ان من الجيد عرض هذه الأعمال، وأشار الي أن ما حققته الدراما اللبنانية حتي الآن لا يمكن ان يسمي نجاحا وذلك لقصر فترة العرض التي لا تتجاوز شهرين. خيرية البشلاوي: الدوبلاچ اللبناني سهل من انتشارها خيرية البشلاوي قالت: الدراما اللبنانية ليست جديدة علي المشاهد المصري، وهذا سبب انتباه الجمهور لأعمالهم التي تعرض في الوقت الحالي، ويمكننا القول إن الدراما التركية ساهمت أيضا في انتشارها، بسبب لهجة الدوبلاچ، حتي إن معظم الأطفال اصبحوا يتخيلون ان اللهجة اللبنانية هي اللغة التركية. وأضافت: نجاح هذه الاعمال لا نعتبره غزوا لأسباب كثيرة اولها الاختلاف في المضمون، بالإضافة الي ان أعمالنا لها شكل وطابع خاص، وفي كل الأحوال مثلما استفدنا من الدراما التركية علي مستوي الديكور والأزياء من المؤكد أننا سنستفيد ايضا من الدراما اللبنانية.