لست مع نظرة التشاؤم لدى الجماهير الكروية لانقسام مجلس إدارة الاتحاد حول نوعية المدرب الجديد ما إذا كان محلياً أو أجنبيا فقد اعتدنا على الانقسام واختلاف الرؤى حتى في الأسرة الواحدة، ترى وجهات نظر متنوعة ويأتي في النهاية القرار لرب الأسرة والذي يوافق عليه الجميع وفي الأغلب يكون صائبًا طالما كانت هناك مشورة وتبادل للأفكار واختيار أفضلها. ولو كنت مكان مجلس ادارة اتحاد الكرة لفضلت التريث في اتخاذ قرار بشأن المدرب الجديد لقيادة المنتخب الوطني يقوده لتحقيق طموحات الكرة المصرية لأن المشكلة ليست في المدرب وإنما في الرؤية المستقبلية . وما تمر به الكرة المصرية حاليا يستدعي وقفة جادة وتضع عدة تساؤلات على مائدة مجلس إدارة الاتحاد في اجتماعه اليوم لاختيار المدرب الجديد للإجابة عنها لنحدد ما نريده وما تنتظره من القائم على القيادة الفنية للمنتخب خاصة أن الكرة المصرية تمر بأصعب مراحلها لتوقف النشاط الكروي وتجميده ثلاث سنوات تقريبا، حتى الجمهور الذي يشبه للاعب الكرة بالوقود للسيارة لا يتحرك ولا يخرج كل ما في جعبته بدونه حُرم منه وتأثر سلبا فنيا وبدنيا وذهنيا بفقدانها.. ويقينى أن أي مدرب قادم مهما كانت إمكانياته وقدرته سيواجه مشكلتين في غاية الصعوبة، فسوف يجنى ثمار توقف نشاط طوال الفترة الماضية والثانية أنه يُعد منتخبا في مرحلة إعداد وتجديد ويحتاج للصبر والنفس الطويل وأمامه عامان لحل كل هذه الأزمات وبالتالي سيكون التأهل لكأس العالم غاية في الصعوبة إذا علمنا أن تصنيف منتخبنا بات رابعا بعد الانتكاسات المتتالية وبالتالي سيكون منتخبنا في مجموعة نارية خلال تصفيات المونديال وعلينا أن نتحمل تبعات أخطائنا وليتنا نتعلم منها. اتحاد الكرة إذا أراد أن تكلل جهوده بالنجاح عليه أن يسير في خطين متوازيين خلال المرحلة المقبلة.. الجلوس مع مجموعة من أصحاب الفكر الذين يملكون رؤية كروية في جلستين أو ثلاث لبحث الأفضل للمرحلة المقبلة والتخطيط لمستقبل الكرة المصرية بدءاً من الناشئين واستنساخ خطة مثلما فعلت ألمانيا بشكل يتناسب مع ظروفنا بقرارات موضوعية وسهلة التنفيذ دون تعقيد وأسلوب فلسفي يجعل الأطروحات والحلول مجرد ديكور لا تقبل التنفيذ ومجرد حبر على ورق.. والثاني اتصالات لاختيار مدرب كفء بمعايير علمية موضوعية.. والمدرب المحلي أفضل لأسباب كثيرة ولا أنسى التوفيق الذي لازم عصام عبدالمنعم رئيس اتحاد الكرة المعين 2005 في اختياره لحسن شحاته مديرا فنيا كان موفقا لأسباب موضوعية مجنبا الحب والكراهية وإعلاء مصلحة الوطن فتربعت مصر على عرش القارة 6 سنوات متتالية وطالما النوايا سليمة يأتي السند والعون من السماء. وإن كنت لا أفضل مؤتمرات ولجان فطالما ذكرنا مؤتمراً للتخطيط كمن يدخل نفقا مظلما تستمر تعثراته إلى ما لا نهاية حتى تأتي قوة دفع ذاتية تخرجنا بقدرة قادر من هذا النفق بجهد ذاتي بعيدا عن التخطيط والأسلوب العلمي.