«آلية جديدة تساهم في إيجاد خيارات لدي مالكها ببيعها إلي مستثمر آخر لعدم توافر سيولة لديها، والأداة تحتاج إلي توعية بصورة أكبر لدي المساهمين، لكن سيطرة المضاربات علي الآلية قد تضر بها»، هكذا قال الدكتور محمد عمران رئيس البورصة عن آلية حق تداول اكتتاب الأسهم. الآلية عبارة عن قيام المالك بعرض الأسهم المملوكة له في شركته لأسهم الزيادة لمستثمر آخر لديه القدرة المالية علي شراء أسهم الزيادة منه عن طريق عرضها للبيع، وتتم هذه الحالة بصورة فنية بحيث يعرض السهم بسعر أعلي من قيمته السوقية. كما أن حق الاكتتاب يعتبر ورقة مالية قابلة للتداول في السوق، وتدرج في نفس السوق التي أدرجت فيها الورقة المالية التي نتج عنها هذا الحق، ويتم إلغاء إدراج حق الاكتتاب حكماً عند انتهاء فترة تداول الحق المحدد في نشرة إصدار أسهم الزيادة، وتعتبر حقوق الاكتتاب مسجلة حكماً لدي شركة المقاصة والحفظ المركزي بأسماء مالكيها كما هي في نهاية يوم استحقاق الاكتتاب في زيادة رأس المال. والآلية الجديدة علي سوق الأسهم بدأ تنفيذها منذ الأشهر القليلة الماضية، حيث تم تطبيقها علي عدد من الأسهم التي شهدت زيادة في رؤوس الأموال، وضمت شركات جي إم سي، وشارم دريمز، وبي آي جي، والعربية للأدوية، والدولية للمحاصيل، ولحق الاكتتاب فترة زمنية محددة، عقب انتهائها تكون الأسهم ملك صاحبها. سألت الدكتور معتصم الشهيدي، خبير أسواق المال، عن تقييمه الآلية من خلال حقوق الاكتتاب التي شهدها السوق.. أجابني قائلاً: إن الآلية تعد مكسباً لسوق الأسهم باعتبارها تعمل علي زيادة سيولة السوق، وتمنح فرصة للمستثمر غير القادر علي الاكتتاب في النسب المقررة له في زيادة رؤوس الأموال ببيعها إلي مستثمر. الآلية معمول بها في الأسواق المتقدمة، ولكن في ظل حرص الرقابة المالية، والبورصة علي مواكبة المستجدات التي تشهدها أسواق المال العالمية تم تفعيل هذه الآلية.. بحسب الشهيدي. إذن تحركت عدد حقوق الاكتتاب في عدد من زيادات رؤوس الأموال خلال الشهرين الماضيين - بحسب تحليل صلاح حيدر محلل أسواق المال - في مستويات سعرية متدنية للغاية بلغت في عدد من الأسهم القرش والقرشين، وذلك بسبب الاضطرابات التي شهدتها أسواق المال التي انعكست سلبياً علي السوق، وترتبط النسبة المئوية للحدود السعرية علي الحق بالحدود السعرية علي السهم الأصلي ولكن قد يختلف مقدار التحرك السعري للحق علي مقدار التحرك السعري المفروض علي السهم الأصلي، حيث تحسب الحدود السعرية للحق منفصلاً. جاذبية الاكتتاب في أسهم الشركات التي وصل حق الاكتتاب فيها إلي أسعار متدنية للغاية يتوقف بشكل كبير علي عدد من العوامل ليس أولهم سعر حق الاكتتاب المتداول في السوق.. يقول حيدر: إن العامل الأول التراجع الكبير في حق الاكتتاب نتيجة لتراجع سعر السهم الأصلي وأن معظم الأسهم اقتربت أسعارها السوقية في فترة الاكتتاب بسعر الاكتتاب لذلك فإن المستثمر سيقارن بين الحصول علي السهم أو الانتظار للحصول علي أسهم الاكتتاب.. العامل الآخر هو مدي جاذبية السهم نفسه لدخول المستثمر فيه لأن حصول المستثمر علي حق الاكتتاب بسعر قرش للحق يقوم بعدها بدفع قيمة الاكتتاب للحصول عليها، لذلك فإن قيمة الاكتتاب تضاف إليها قيمة الحق يقارن بسعر السوقي للسهم ويتوقف علي ذلك قرار الشراء عامل آخر. كثير من المستثمرين ليس لديهم قدرة علي توفير السيولة الكافية لزيادة رأس المال - وفقاً لقول محمد بهاء الدين خبير أسواق المال - الذي كان يضطر المستثمر اللجوء إلي بيع أسهمه في السوق مما قد يؤثر سلباً علي أسعار الأسهم، ويضطر إلي عدم الاكتتاب في زيادة رأس المال، وبالتالي اضطرت الجهات الرقابية إلي تفعيل آلية جديدة، تتمثل في حق الاكتتاب، ولكن هذه الآلية تحولت إلي المضاربة علي أسعارها وهو ما أضر بصغار المستثمرين حيث إنها أداة للتخارج من حق الاكتتاب وليس سهماً قابلاً للمضاربة، لذا فإنه يجب مراعاة توعية المتداولين لتلك الخاصية وعدم اللجوء إليها للمضاربة. لمواجهة المضاربة علي هذه الأداة يجب تثبيت سعر حقوق في السعر عند مستوي قيمته الأولي، كما لابد من إدراج تلك الشركات في سوق خارج المقصورة كما يتم تطبيقها في العديد من الأسواق الأخري، هكذا قال بهاء الدين. إذن أسهم حقوق الاكتتابات شهدت إحجاماً بسبب الضعف المالي للشركات والأداء السيئ للسهم فكل شركة من تلك الشركات غير جاذبة للمستثمرين، وتعتبر ملعباً للمضاربين الراغبين في تدوير المحافظ بشكل سريع وجني الأرباح الفوري ونتيجة لذلك تخارج كثير من المضاربين من حق الاكتتاب حتي وصل إلي قروش بل وصادف ذلك ما حدث لشركة جي إم سي، وما صاحب الاكتتاب من هبوط في السوق وهبوط الأسعار المفاجئ في مطلع شهر أكتوبر، بل أن كثيراً من الأسهم تم تداول أسهمها بسعر أقل من مجموع حق الاكتتاب ومبلغ الاكتتاب، وبالتالي يضطر المستثمر لشراء السهم من خلال العروض، وبيع حق الاكتتاب وعدم الانتظار لحين قيد أسهم الزيادة وحبس أمواله قرابة الشهرين في ظل الاضطرابات والأوضاع غير المستقرة. إذن التوعية ونشر المعرفة عن الآلية للمساهمين هي الأداة المهمة والضرورية في نجاح التجربة، والمضاربة قد تهدد نجاح الآلية.