يأتي لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بالرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس ورئيس وزارة اليونان أنتونيس ساماراس بداية جديدة لعلاقات تاريخةمن اقدم العلاقات علي ممر التاريخ حيث تعود الي سنة 300 قبل الميلاد منذ نشاة الإسكندرية علي يد الاسكندر الأكبر المقدوني حيث ارتبطت مصر و اليونان بحكم الجغرافيا و التاريخ و أيضا تاتي في وقت يشهد فية العام الحالي مرور 181 عام علي بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ويعتز اليونانيين بأن محمد على باشا مؤسس مصر الحديثة من مواليد مدينة قولة شمال اليونان عام 1769 لأسرة ألبانية، وهو ما جعل الحكومة اليونانية تحتفظ بمنزل أسرته، وتقوم بصيانته ليظل أحد أهم معالم المدينة . ومصر أيضا احتفظت بما استقته من الحضارة اليونانية القديمة خصوصا فى مجال العمارة وكان لبعض أبناء الجالية اليونانية بمصر نصيب كبير من الشهرة والتأثير ومنهم الشاعر العظيم المصري المولد واليوناني الاصل قسطنطين كفافيس، الذى يعد واحدا من أعظم الشعراء المعاصرين وأيضا الفنان العالمي اليوناني الاصل ديميس روسوس الذي ولد في مدينة الإسكندرية وحقق شهرة عالميا في مجال الغناء و غيرهم و لم يقف الارتباط علي عند هذا الحد فقد عاشت في مصر جالية كبيرة من اليونانيين والقبارصة و ماذل الكثير يعيش منهم في مصر حيث تمثل الجالية اليونانية في مصر واحدة من اكبر الجاليات اليونانية في العالم . و يبقي دير سانت كاترين في جنوب سينا ذلك الدير المصري الأصيل والذي يعد من اقدم الاديرة في العالم و هو يتبع طائفة الروم الأرثوذكس حيث يترهبن فية العديد من اليونانيين بجانب المصريين وهو علامة علي الترابط التاريخي بين مصر و اليونان ويمتد الترابط بوجود المقر الرئيسي لبطريركية الإسكندرية و سائر افريقيا للروم الأرثوذكس علي ارض الإسكندرية و هي بطريركية مصرية عريقة يكون الرئيس الاعلي لها من اليونان بابا و بطريرك الإسكندرية و سائر افريقيا وهو حاليا البابا ثيودوروس الثاني وهي البطريركية التي ترعي المصريين واليونانيين والقبارصة وكل العرب والافارقة علي ارض مصر وافريقيا الذين ينتمون الي طائفة الروم الأرثوذكس وتمثل البطريركة و دير سانت كاترين علامة علي التسامح الديني الذي تعيشة مصر علي مر التاريخ . والجانب التاريخي و الديني لم يكونوا الجوانب الوحيدة الذي يربط مصر باليونان وقبرص حيث تربطهم الجغرافيا عن طريق البحر المتوسط و هو ما سهل حركة التجارة و السياحة و التعاون الاقتصادي المشترك علي مر التاريخ وهناك العديد من المجالات يمكن من خلال التعاون وتحقيق طفرة اقتصادية للبلدان الثلاثة وهي مجالات السياحة والتنقيب علي البترول والغاز الطبيعي والذي لدي قبرص كميات كبيرة منة وفي ظل الأوضاع السياسية التي مرت بها مصر خلال الثلاث أعوام السابقة والازمة الاقتصادية التي اثرت بشكل سلبي كبير علي اليونان وهي ازمة علي وشك الانتهاء حسب التقرير الاقتصادية الأوروبية والاحتلال التركي لنصف قبرص تقريبا فقد اثرت تلك الاحداث علي اقتصاد البلدان الثلاثة بشكل كبير والتعاون بينهم سيكون هام جدا في مجالات عديدة تساعد علي تحقيق نهضة حقيقية في البلدان الثلاثة وهو ما يدركة قادة مصر واليونان و قبرص . و يأتي التعاون الأهم بينهم في مرحلة حساسة وحاسمة تمر بيها المنطقة وأيضا القضية القبرصية وهو تعاون استراتيجي ضد محور الشر في المنطقة والتي تمثلة حكومة رجب طيب أردوغان في تركيا وحكومة الأمير تميم بن حمد بن خليفة في قطر و ايران وهو المحور الداعم للإرهابيين وتفكيك الدول العربية واثارة الفتن والفوضة بها و بحكم الجغرافيا التي تربط مصر و اليونان وقبرص و التعاون السياسي و الاقتصادي سيستطيعون موجهة محور الشر بل وهدمة وهو بكل تأكيد تعاون سيصل الي محاربة الإرهاب في المنطقة و خدمة دولة قبرص في قضيتها ضد تركيا في المحافل الدولية . أخيرا ... تحرك الرئيس عبد الفتاح السيسي نحو التعاون المشترك مع قبرص واليونان والتكامل معهم في المرحلة الدقيقة والحاسمة التي تمر بها المنطقةا العربية ومنطقة البحر المتوسط تؤكد ان مصر يحكمها رئيس صاحب رؤية ثاقبة قادرة علي العبور بمصر الي المستقبل .