كشف الدكتور رفعت السعيد، رئيس المجلس الاستشارى بحزب التجمع، تفاصيل دعوة المجلس الأعلى للقوات المسلحة له لمقابلة عدد من قادته فى أعقاب قرار الرئيس حسنى مبارك بتكليف القوات المسلحة بتسلم السلطة بعد تخليه عن منصب رئيس الجمهورية مساء الجمعة 11 فبراير عام 2011. قال «السعيد»، فى تصريحات لمجلة «المجلة»، فى عددها الصادر فى نوفمبر ونقلتها صحيفة "الشرق الأوسط"، أنه كان حاضرا هذه المقابلة، من أعضاء المجلس العسكرى الحاكم وقتها، اللواء محمد العصار، واللواء ممدوح شاهين، واللواء محمود حجازى، واللواء إسماعيل عتمان، الذى كان مسئولاً عن الإعلام (إدارة الشئون المعنوية بالجيش)، إضافة إلى اللواء عبدالفتاح السيسى (رئيس الدولة الحالي) الذى كان عضواً فى المجلس بحسب وظيفته كمدير للمخابرات العسكرية والاستطلاع، وذلك وفقاً لما كان مكتوباً على بطاقة التعريف الخاصة به، التى أعطاها للسعيد، حيث لم تكن عليها أى أرقام هواتف، وهو أمر نادر لا تجده إلا فى كروت تعريف الشخصيات المهمة. وتابع «السعيد»، الذى تعرض للاعتقال والسجن فى عهد عبدالناصر، قائلا إن هذه المقابلة مع أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة جرت وقائعها بعد تخلى مبارك عن سلطاته بنحو 4 أو 5 أيام، فى فندق «تيريومف» بشارع الخليفة المأمون فى شرق القاهرة، واستمرت نحو 5 ساعات، ويقول إن الذى كان يتحدث فى هذا اللقاء هو اللواء السيسى «لسبب لم أكن أعرفه»، ويواصل متذكراً ذلك اللقاء: «المهم جلست، وقلت لهم: حضراتكم لا تعرفونني.. أنا رجل لا أريد شيئاً، ولا أتنازل عن رأيى إلا إذا اقتنعت بعكسه.. أريد فقط أن أتقدم بالنصيحة من وجهة نظرى، وأن أستمع لأقدم رتبة عسكرية فيكم». يضيف السعيد أن أقدم رتبة بين القادة العسكريين الجالسين كان اللواء محمود حجازى، الذى بادره بالقول: «نحن فى العسكرية، لا يتكلم الأقدم أولاً، ولكن يتكلم الأقل أقدمية أولاً». فسأله رفعت السعيد متعجباً: «ولماذا؟»، فقال له اللواء حجازي: «لأن الأقدم رتبة لو تكلم، وكان فى كلامه شيء من الخطأ، فإن الأقل منه رتبة لن يستطيع أن يقول له إنه على خطأ، وما يجب وما لا يجب، لكن عندما يتكلم الأقل أقدمية أولاً فإن الأعلى رتبة منه يستطيع أن يصحح له ويقول له أنت أخطأت فى كذا وينبغى كذا ولا ينبغى كذا، وعلى هذا نستطيع أن نتبادل الأفكار وأن نتفاهم مع بعضنا البعض». وتابع الدكتور السعيد قائلاً إن «السيسى، الذى كان أقل لواءات أعضاء المجلس العسكرى أقدمية فى ذلك اللقاء، واصل حديثه بعد ذلك و«تكلم باستفاضة شديدة، ولا أعتقد أنه مسموح لى بأن أقول كل تفاصيل الحوارات التى جرت هناك، لكنى قلت لأحد أعضاء المجلس العسكري: أنتم جيش منضبط، فما معنى أن يكون مبارك جالساً فى بيته وهو ما زال رئيساً للجمهورية، وتسمحون بمرور دبابة أمام كاميرات التلفزيون مكتوباً عليها "يسقط مبارك".. تمر هذه الدبابة بهذه اللافتة، فمن كان يقف وراء المكتوب عليها، وهل كان ذلك دون إذن من قادة الجيش، مثلا؟». أجاب عضو العسكرى البارز قائلاً: «نحن مَنْ كتبها.. هذه رسالة للعالم، ولك، ول(25 يناير)، ولمبارك نفسه.. رسالة لمبارك بأن الجيش لم يعد معه». وفهم الدكتور السعيد من خلال المجريات التى أعقبت تخلى مبارك عن سلطاته بأيام أن الجيش كان حسم أمره قبل قرار مبارك نفسه بالتخلى عن سلطاته.