محمد عيد الأشقر الأمين العام لاتحاد الصلب العربي، جزائري يتنفس عشقا للعروبة ولمصر التقيته علي هامش قمة الصلب التي عقدت مؤخرا بدبي ودار حوار طويل بيننا حول مصر وصناعة الصلب وواقعها ومستقبلها في الوطن العربي وكان لمصر نصيب الأسد في حديث الأشقر يري أن مصر هي قلب العروبة لجميع الشعوب العربية، وأن الأحداث التي مرت بها تأثرت بها كافة الدول العربية بلا استثناء يؤكد أن أسعار مدخلات الصلب التي تمثل أكثر من 70٪ هي التي تحدد أسعار البيع.. يقول: إن الدول العربية فقيرة جدا في مشروعات المناجم وأن هناك قصورا في البنية التحتية خاصة في الموانئ وخطوط السكة الحديدية.. يشهد بأن الإغراق موجود في الدول العربية المنتجة للصلب ولديها فائض في الإنتاج مثل مصر والسعودية.. مع محمد عيد الأشقر الأمين العام للاتحاد العربي للصلب كانت السطور التالية. هل تتابعون الأحداث التي تمر بها مصر؟ - من في الوطن العربي لا يتابع مصر.. مصر قلب العروبة وقلبها النابض. كافة الدول العربية بلا استثناء تأثرت بالأحداث التي مرت بها مصر. كيف تري صناعة الصلب في الوطن العربي وهل الإغراق سيحد من منافستها ويؤثر سلبا علي خططها التنموية؟ - من الظلم أن نقارن صناعة الصلب في الوطن العربي بمثيلتها في دولة مثل الصين تنتج نحو 850 مليون طن سنويا، صناعتنا العربية تنمو بشكل طيب للغاية رغم وجود إغراق ومنافسة سعرية غير عادلة مع الدول الكبري المنتجة مثل الصين وأوكرانيا والهند والبرازيل وغيرها.. إن إنتاج الدول العربية من الصلب الخام - مثلا - زاد الي 31 مليون طن العام الماضي منها 18٫5 مليون طن بالدول العربية بمنطقة الخليج، بالإضافة الي 12٫5 مليون طن للدول العربية بشمال أفريقيا ومن المخطط أن يصل الإنتاج من الصلب الخام بحلول عام 2017 الي 57 مليون طن منها 32 مليون طن بالدول العربية بمنطقة الخليج، و25 مليون طن بالدول العربية شمال أفريقيا. وهل تري أن هناك تناميا وزيادة في الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك خلال المرحلة القادمة؟ - نعم.. هناك فجوة تزداد عاما بعد الآخر بين الإنتاج والاستهلاك خاصة في حديد التسليح، إنتاج حديد التسليح وصل العام الماضي الي 27 مليون طن والعام القادم سيصل الي 30 مليون طن وسجلت الفجوة العام الماضي 2013 نحو 6٫5 مليون طن تزداد الي 7 ملايين طن بحلول عام 2015، ولكن الفجوة ستبدأ في التناقض عام 2019 مع تنفيذ الاستثمارات الجديدة خلال السنوات القادمة. ما رأيكم في ارتفاعات الأسعار المتوالية للحديد في كافة المصانع العربية بلا استثناء تقريبا؟ - الشركات العربية المنتجة للحديد والصلب لا تمتلك حرية تحديد الأسعار كما يعتقد الناس لأن الأسعار ترتبط ارتباطا كليا وجزئيا بأسعار المدخلات بالبورصات العالمية. كيف تري رسوم الإغراق التي فرضتها مصر علي وارداتها من الحديد المستورد خاصة الصين؟ - أحب أن أشير لك أولا أن مصر البلد الوحيد بين سائر الدول العربية التي لديها خبرة كبيرة في مجال مكافحة الإغراق والرسوم التي فرضتها آراها قليلة جدا وكان يجب أن تتناسب مع حجم الضرر الواقع علي المصانع. ولكنكم في الاتحاد العربي ليس لك دور في محاربة الإغراق.. ألا تتفق معي في هذا الرأي؟ - حاولنا قدر الإمكان التدخل لحل قضايا الإغراق عن طريق جامعة الدولة العربية ولم ننجح وحاولنا مرة أخري عن طريق منظمة الصناعة والتعدين ولم ننجح وأري أن حل القضية يكمن في ضرورة العمل الجماعي بين الشركات العربية والحكومات وأؤكد أن هناك خطرا كبيرا أصبح يهدد المصانع العربية. هل الحكومات والوزراء يتفاعلون معكم والقرارات الصادرة عنكم؟ - كل الحكومات العربية تستجيب لمطالبنا والتوصيات والقرارات التي تصدر عنا، ولا يوجد وزير عربي واحد رفض مقابلتنا. ما تفسيركم لإقبال أصحاب شركات الصلب علي المؤتمرات التي تنظمها «ميتال بوليتان» في حين تحجم عن المشاركة في مؤتمرات الاتحاد العربي للصلب وهو الاتحاد الأم للصناعة؟ - أنت تحدثت عن موضوع يضايقني شخصيا، للأسف الشديد الأجنبي في الدول العربية يحصل علي كل شيء، بعض أصحاب الشركات يدفعون آلاف الدولارات للمشاركة في مؤتمرات «ميتال بوليتان» وعندما يطالبهم الاتحاد بالاشتراك في مؤتمراته يتقاعسون رغم أن غالبية الحضور في مؤتمرات «ميتال بوليتان» يكونون موظفون إداريين بالشركات العربية أما مؤتمرات الاتحاد فيشارك فيها أصحاب المصانع بأنفسهم لأنها تتناول موضوعات مهمة للغاية وتتعلق بالصناعة وأوضاع الشركات العربية ومستقبلها. ما الذي ينقص الدول العربية لتتفوق في صناعة الصلب وتستطيع المنافسة مع مثيلتها الأوروبية والآسيوية؟ - التوسع في استثمارات المناجم أصبح مهما للغاية وضرورة ملحة، ولن تنهض صناعة الصلب في الوطن العربي إلا إذا تمت إقامة مشروعات كبيرة في المناجم بالإضافة الي وجود نية أساسية قوية في الموانئ والسكك الحديدية.