إذا أردت أن تعرف قيمة مصر وصناعتها وصناعها.. فاستمع إلى الأجانب والمستثمرين العرب وهم يتحدثون عنها ويرصدون قيمتها العريقة منذ القدم إلى الآن.. عايشت «الوفد» ورصدت اجتماعات قمة الصلب العربى والتى أقيمت بدبى فى الفترة من 26 إلى 28 أكتوبر الماضى، ونظمها الاتحاد العربى للصلب وكانت كل التفاصيل تكمن فى جملة واحدة وهى أن مصر وصناعتها وصناعها لايزالون بخير وأن مستقبل هذا الوطن الحر سيكون أفضل بإذن الله، أما التفاصيل وكواليس الاجتماعات فترصدها «الوفد» فى السطور التالية. شرم الشيخ.. المحطة القادمة دعماً لمصر تشعر بسعادة غامرة - كمصرى - وبعيداً عن الانتماءات، وأنت ترى صفوة صناع الصلب فى العالم العربى ومراكز الأبحاث العالمية ووكلاء الشركات العملاقة التى تقوم بتصنيع آلات ومعدات مصانع الحديد والصلب أمثال دانيللى الإيطالية وسيمينز الألمانية وميدريكس الأمريكية وsms الألمانية وهم يقررون بإجماع الآراء أن تكون اجتماعات قمة الصلب القادمة بمدينة شرم الشيخ المصرية دعماً لمصر وتقديراً لمواقفها وصناعتها وصناعها، وكان القرار بانعقاد القمة القادمة بمدينة شرم الشيخ قد تم اتخاذه فى اجتماع مجلس إدارة الاتحاد برئاسة المهندس خالد القديرى وهو الاجتماع الاستثنائى الذى دعا إليه رئيس الاتحاد لمناقشة قضية الإغراق الصينى والتركى الذى تتعرض له الصناعة العربية بشكل عام خاصة الإغراق القادم من الصين.. وكانت من أكثر اللحظات إثارة أولاً، عندما فاجأ رئيس الاتحاد بالدعوة إلى انعقاد مجلس الإدارة يوم الأربعاء قبل الماضى لدراسة وضع المصانع العربية التى تتعرض للإغراق، ثانياً عندما قام رئيس مجلس إدارة الاتحاد العربى بتوجيه تحية تقدير لأعضاء الوفد المصرى والشركات المصرية التى تحرص على المشاركة واصطحاب الإعلام معها لنقل ما يحدث للرأى العام العربى فى مساندة واضحة لصناعة الصلب العربية. لجنة عربية لدراسة الإغراق الصينى فى اجتماع مجلس إدارة الاتحاد العربى للصلب، تم الاتفاق على تشكيل لجنة عربية مشتركة من الشركات الكبرى لدراسة أوضاع الصناعة العربية التى تتعرض للإغراق الصينى على وجه التحديد، وتضم اللجنة فى عضويتها عدداً كبيراً من ممثلى الشركات الكبيرة فى العالم العربى المنتجة للصلب ومنها مجموعة عز المصرية، والمهندس محمد سعيد نجيدة، رئيس شركة الحديد والصلب المصرية، والمهندس سعيد الرميثى، الرئيس التنفيذى لشركة حديد الإمارات، ولم يفت على المهندس خالد القديرى، رئيس الاتحاد، أن ينوه خلال الاجتماع بافتقار المنطقة العربية إلى قوانين تجارية مثل المعمول بها فى أمريكا وأوروبا مع الإشارة إلى الممارسات التجارية غير السوية التى تنتهجها أوروبا. وطالب «القديرى» بتكوين لجنة من المتخصصين لدراسة التوقعات المستقبلية للأسواق على أن تضم اللجنة ممثلين من الحكومات والمصنعين مع الاستفادة من الخبرات العالمية فى مجال محاربة الإغراق ونقلها إلى الدول العربية، ونوه رئيس الاتحاد بأهمية دخول الشركات العربية فى شراكة للاستثمار فى مشروعات المناجم. لا بديل عن محاربة الإغراق بانكسار شديد تحدث محمد سعيد نجيدة، رئيس شركة الحديد والصلب المصرية، الذى شارك فى الاجتماعات ل«الوفد» وقال: إنه لا بديل عن محاربة الإغراق، واتخاذ جميع التدابير اللازمة لمحاربته خاصة القادم من الصين التى تنتج نصف ما ينتجه العام، مشيراً إلى تعرض الحديد والصلب المصرية لخسائر فادحة نتيجة الإغراق تكبل الشركة بأعباء إضافية مع الوضع فى الاعتبار أن إجمالى الخسائر يصل إلى 3.3 مليار جنيه. وأشار رئيس الشركة إلى أنه من المفروض أن تنتج الحديد والصلب نحو المليون و200 ألف طن سنوياً، ولكن الإنتاج لم يتعد العام الماضى نحو ال300 ألف طن وهذه خسارة كبيرة. أما أيمن العشرى، رئيس مجلس إدارة مجموعة العشرى المصرية للصلب، عضو الاتحاد العربى وغرفة الصناعات المعدنية، فيرى أنه حان الوقت لاتخاذ قرارات جريئة وحاسمة لإيقاف الإغراق خاصة القادم من الصين، مؤكداً أنه من المستحيل أن تستطيع صناعة الصلب العربية بجميع ما تنتجه من مواجهة الغول الصينى الذى ينتج وحده نحو ال850 مليون طن سنوياً، وأشار «العشرى» إلى أهمية قيام الحكومة فى الوقت الراهن - على الأقل - بتخفيض سعر الغاز أسوة بالكيماويات والزجاج والسيراميك التى تم تخفيض السعر لها من 6 دولارات إلى 5 دولارات للمليون وحدة حرارية حتى تستطيع صناعة الصلب تنفيذ مشروعات تنموية تستطيع من خلالها المنافسة وتوفير فرص عمل جديدة للشباب، واتفق المهندس عبدالحليم النايض، رئيس شركة ألفا على أهمية دعم الحكومات لصناعة الصلب فى الوطن العربى ومصر على وجه الخصوص خاصة أن إنتاج مصر يتنامى عاماً بعد الآخر، وأضاف عبدالحليم النايض أنه لا يعقل أن تقوم دول صناعية كبرى باتخاذ إجراءات حاسمة ورادعة ضد الصين التى تغرق أسواقها مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية التى قامت بفرض 110٪ رسوم إغراق على وارداتها من الصين ونحن نكتفى بفرض 7.3٪!! زيادة كبيرة فى حجم الضرر من أكثر الجلسات سخونة كانت الجلسة التى قدم فيها جورج متى رئيس قطاع التسويق بمجموعة عز المصرية ورقته البحثية وقام بطرحها وعرضها أمام ممثلى الشركات العربية والعالمية والمنتجة للصلب. أكد جورج متى أن الاضطرابات التى تعانى منها المنطقة لاتزال تؤثر سلباً على اقتصادات الدول المنتجة للصلب. وأضاف أن مصر فرضت فى 15 أكتوبر الماضى رسوم حماية قدرها 7.3٪ على جميع الواردات من حديد التسليح بحد أدنى 290 جنيهاً «40 دولاراً» لفترة مؤقتة مدتها 200 يوم بعد شكوى المنتجين من الضرر المادى الواقع عليها نتيجة تزايد حجم الواردات فى الثمانية أشهر الأولى من العام الحالى مما نتج عنه زيادة حجم الضرر وخسارة حصة من السوق مع انخفاض فى الإيرادات ومستوى المخزون. وعرض جورج متى لواقع صناعة الصلب فى العالم العربى مؤكداً أن حجم واردات المنطقة خلال العام الآخرين وصل إلى 25.6 مليون طن وتمثل المنتجات الطولية نحو 57٪ من إجمالى الواردات وبلغ حجم الاستهلاك من منتجات الصلب النهائية العام الماضى نحو 65.5 مليون طن بمعدل نمو نسبته 1.8٪ سنوياً مقارنة ب9٪ فى عام 2012 مشيراً إلى أن أعمال العنف فى عدد من دول المنطقة قد أثرن بالسلب على معدلات النمو فى الصناعة نتيجة تراجع النشاط الاقتصادى، وتوقع رئيس قطاع التسويق بمجموعة عز المصرية أن يتعافى النمو إلى 3.3٪ مدفوعاً بالطلب القوى من دول الخليج، وأن ينمو الطلب العام المقبل بمعدلات تصل إلى 6.6٪. شاب باسينج.. والتوقعات المستقبلية للصين شاب باسينج، باحثة ماهرة فى مركز SUR للأبحاث المتعلقة بالصلب ومقره إنجلترا.. استمعت إليها وهى تتحدث عن التوقعات المستقبلية لإنتاج المارد الصينى للصلب ومدى تأثر الصناعة العربية بذلك، وكان من بين كلام كثير قالته: إن الوطن العربى لا توجد به دراسات مقارنة بين عناصر الإنتاج، وإن الصين لا تستخدم الغاز ولكنه تتوسع فى استعمال الفحم كمصدر للطاقة، وكشفت «باسينج» عن تخطيط الحكومة الصينية لإزالة حوافز التصدير من المصانع هناك ولكنها لا تستطيع التنفيذ حرصاً على العمالة فى المصانع والتوسع فى تشغيل الشباب الذين يعانون من البطالة، فضلاً عن اتجاه الحكومة الصينية أيضاً إلى التحول من الاقتصاد الإنتاجى إلى الاقتصاد الخدمى. وتوقعت أن يكون هناك تباطؤ فى الإنتاج الصينى عام 2015 - 2016 مع الإشارة إلى أن السبب الرئيسى فى تباطؤ استهلاك الحديد هو التباطؤ الذى حدث فى قطاع الإنشاءات مدعوماً بالخوف من الانهيار الذى حدث فى الاقتصاد العالمى عام 2008، وأشارت «باسينج» إلى أن سياسة الشركات الصينية العملاقة المنتجة للصلب تعتمد على خفض الأسعار لاكتساب حصص سوقية نظراً لزيادة الإنتاج لديهم ووجود فائض كبير من المخزون، بالإضافة إلى كل ذلك هناك حوافز متعددة للمنتجين للحفاظ على الإنتاج والتصدير، وتصل نسبة الحوافز والدعم القوية إلى 17٪، وأكدت «باسينج» الباحثة بمركز SUR أن العالم يتجه إلى التوسع فى تطبيق السياسات الحمائية ضد الإغراق الصينى. وأشارت «باسينج» إلى قيام دولة الصين بإنتاج كميات ضخمة للغاية من الصلب تفوق احتياجات العالم، ويتسارع الإنتاج يوماً بعد الآخر ويتعدى بكثير حجم النمو فى الطلب مع الإشارة إلى أن الطلب المحلى يقل كثيراً عن معدلات الإنتاج لتصبح الصين مارداً يهدد جميع دول العالم المنتجة للصلب بما فيها الدول الصناعية الكبرى، فما بالك بدول تتحسس النمو وتتطلع إلى أن تصبح قادرة على المنافسة فى يوم من الأيام ومنها مصر ودول الخليج العربى بقى أن نشير إلى الدور الذى بذله جنود مجهولون فى قمة الصلب العربى ومنهم زياد القطينى، المدير الإقليمى للاتحاد العربى للصلب، وهو بمثابة «الجوكر» وهناك جهود أخرى وإن كانت تخدم المصريين المشاركين من الشركات المشاركة وأعضاء الوفد المصرى وهى جهود فرع مصر للطيران بدبى بقيادة الكفء عصام السيد مدير الفرع.