رغم سوء حالة طريق الكوامل أو "الموت" كما يطلق عليه أهالي سوهاج، إلا أن أحداً من مسئولى المحافظة لم يتحرك إلا بعد وقوع كارثة تصادم ميكروباص كان يقل عدد 14 طالبة لقيت منهم 12 مصرعها غرقاً فى الترعة الجانبية للطريق. ولم تكن هذه هى الحادثة الأولى ولن تكون الأخيرة فنزيف "الأسفلت" ما زال مستمراً حيث شهد هذا الطريق مصرع 6 أشخاص وإصابة 28 آخرين فى حادث تصادم سيارة ملاكي بسيارة شرطة لورى فى شهر أغسطس من هذا العام، حتى أن وزيرة الصحة فى زيارتها الأخيرة للمحافظة فى شهر ديسمبر من العام الماضى نجت من الموت فى حادث تصادم بنفس الطريق حيث اصطدمت ثلاث سيارات من موكب الوزيرة وأصيب ضابطى شرطة ومجندين وسائق. ورغم ذلك لم يهتم أحد بهذ الطريق الذى أصبح طريقاً للموت، يحصد أرواح الأبرياء بالعشرات، وبالرغم من رفض الطلاب نقل مقر الجامعة إلى الكوامل بسبب هذا الطريق وعدم وجود وسيلة مواصلات آدمية إلا أن محافظ سوهاج اللواء محمود عتيق والدكتور نبيل نور الدين رئيس الجامعة أصرا على نقل المقر بالرغم من تصريحات المحافظ بأن الطريق الجديدة والتى يبلغ طولها 8.3 كيلو مترات بتكلفة 80 مليون جنيهاً، ويتم تأجيل افتتاح الطريق كل شهر وحتى هذا الطريق نفسه لا توجد به إنارة ليلاً. وقال المهندس محمد وهبة رئيس جهاز مدينة سوهاج الجديدة، إن الطريق كان سيتم افتتاحه فى نهاية شهر أكتوبر الماضى ولكن تم التأجيل إلى نهاية شهر نوفمبر الجاري حتى الانتهاء من باقى الطريق ورصفه والانتهاء من عمل تحويله بمسافة 500 متر ولكن حتى الآن لم يتم الانتهاء من الطريق الجديد وتبقى التحويلة تقف عقبة فى استكمال هذا الطريق.
من جهته أكد اللواء محمود عتيق محافظ الاقليم، أن سبب تكرار الحوادث بهذا الطريق هو رعونة السائقين والسرعة الجنونية وضيق الطريق، لافتا إلى أن العمل يجرى على قدم وساق للانتهاء من الطريق ليتم اختصار المسافة إلى الجامعة إلى 8 كيلو متر بدلاً من 25 كم.
ويقول علاء القمرى طالب بكلية الإعلام:"يضطر الطلاب لركوب سيارات نصف نقل بسبب عدم وجود مواصلات لمقر الجامعة الجديد بالكوامل فى مشهد حزين يدل على عدم وجود مسئولين بالمحافظة، فالطريق يسير عليه قرابة ال20 ألف طالب بمختلف الكليات بالجامعة وهو غير ممهد أصلاً حتى أن عرضه لا يزيد عن 5 أمتار ولا يوجد به إنارة كافية. ويضيف:"ناهيك عن السرعة الجنونية التى يسير بها معظم السائقين ويومياً تحدث حوادث ومصادمات يوجد بها مصابين ووفيات بسبب ضيق الطريق ورعونة السائقين حتى أنه لا توجد لجان مرور عليه. ويرى محمد الضبع من مركز البلين طالب بكلية التجارة، أن الطريق هو طريق الموت ورئيس الجامعة يعلم ذلك جيداً وكذلك محافظ سوهاج ولكن لا حياة لمن تنادى لقد تم نقل مقر الجامعة إرضاءً لوزير التعليم العالى فى زيارته الأخيرة إلى سوهاج، دون توفير وسيلة مواصلات آدمية.
ويضيف:" لقد تركونا للسائقين وجشعهم دون توفير ال100 ميكروباص التى وعد بها المحافظ ورئيس الجامعة، فالطريق لا يصلح أن يكون طريقاً للجامعة، وكان يجب على رئيس الجامعة عدم الموافقة على النقل إلى المقر الجديد إلا بعد الانتهاء من الطريق الجديد الذي يختصر المسافة .