في الوقت الذي تسعي فيه مصر بكل طاقتها لإنجاح المؤتمر الاقتصادي العالمي «أصدقاء التنمية»، الذي يعقد في فبراير القادم والذي اطلق عليه الخبراء والمسئولون مؤتمر الفرصة الاخيرة او مؤتمر الانقاذ، نجد خفافيش الظلام ممن يحاولون اجهاض اي محاولات للنهوض بمصر واقتصادها ومكانتها بين العالم، يعملون علي خط مواز من خلال العمليات الإرهابية الخسيسية، لزعزعة صورة مصر والتقليل من شأنها أمام العالم، ليكون الإرهاب ليس فقط حاصدا للأرواح لكنه أيضا مهدر لكل المكاسب والنجاحات السياسية والاقتصادية التي تحققها مصر خطوة وراء الأخري.. فهل يمكن أن يصبح الاقتصاد قاطرة حقيقية وقوة كبيرة بجانب القوي الأمنية لمحاربة الإرهاب والقضاء عليه، ودحض كافة محاولات قوي الظلام لإيقاف قاطرة التنمية المصرية. لم يكن تصحيح وضع مصر وصعود ترتيبها في قوائم المؤسسات المالية والاقتصادية العالمية أمرا من فراغ، لكنه نتاج جهود كبيرة، وخطوات اقتصادية وسياسية ناجحة، وقرارات علي جميع الاصعدة الداخلية والخارجية، وضعتنا علي الطريق الصحيح امام العالم كله، واعادت ثقة هذه المؤسسات العالمية في مقدرتنا علي إحداث طفرة في مراحل النمو الاقتصادي.. ولم يكن قبول العالم وترحيبه بالمؤتمر الاقتصادي المصري العالمي سوي رسالة قوية علي إصرار مصر علي النهوض والنجاح، وهو ما أثار حفيظة الحاقدين والكارهين لنجاح مصر، فاتخذوا من العمليات الارهابية طريقا لمحاولة ايقاف خطوات النجاح التي حققتها مصر علي الأرض، من إرسال رسائل مفادها ان مصر عاجزة عن حماية رعاياها، وأنها مازالت بعيدة عن تحقيق اي استقرار أمني أو سياسي وبالتالي تكون النتيجة خلق نوع من القلق وعدم الثقة في النظام المصري، إلا أن ردة الفعل المصرية والعالمية حيال هذه العمليات الغادرة جاءت بمردود عكسي علي المخططين لها، حيث زادت عزيمة ووحدة الشعب المصري ورغبته الجامحة في إنجاح خطط الاصلاح، واتخذت هدة قرارات من شأنها القضاء نهائيا علي كل أنواع الارهاب وتجفيف منابعه، فهل تحتاج مصر جبهة اقتصادية ضد الإرهاب؟؟ كان للقائمين علي الشأن الاقتصادي موقف جاد يؤكد مدي الإدراك باهمية وخطورة نجاح المنظومة الاقتصادية كخطوة جادة وهامة لنجاح الدولة وجهودها، رجال الصناعة، وجمعيات المستثمرين، ورجال الاعمال، والمجالس الاقتصادية، والاتحادات، وحتي خبراء الاقتصاد قرروا اتخاذ كافة الاجراءات والخطوات اللازمة لإعانة الدولة في حربها ضد الإرهاب، وإنجاح المؤتمر الاقتصادي المصري العالمي الذي يستهدف جذب المزيد من الاستثمارات الاجنبية وارسال رسالة طمأنة للعالم ان مصر علي طريق التقدم والنمو. محمد ابو العينين رئيس مجلس الأعمال الأوروبي المصري.. كان أول الداعين من خلال مجلسه للقاء يحضره خبراء الاقتصاد والمستثمرين ورجال الأعمال لمناقشة الإجراءات اللازم اتخاذها للعمل علي انجاح مؤتمر مصر العالمي.. أبوالعنين قال: إن الوقوف علي الاحتياجات الفعلية اللازمة لتذليل كافة المعوقات والعقبات أمام جذب المزيد من الاستثمارات خلال هذا المؤتمر هي اولي خطوات النجاح، خاصة تفعيل نظام الشباك الواحد، وتسهيل الحصول علي التراخيص والاراضي المرفقة، وعمل التعديلات اللازمة لبعض المواد التشريعية في القوانين الاستثمارية، ووضع خريطة استثمارية شاملة.. جميعها خطوات نجاح المؤتمر، ورسالة واضحة للعالم علي أن مصر علي الطريق الصحيح، وانها قادرة علي إفشال اي مخطط يحاك ضدها. الخبيرة الاقتصادية الدكتورة يمني الحماقي تري أن هناك بعض الخطوات الاقتصادية التي يجب اتباعها لمحاربة العنف والإرهاب ودحض اي مخطط خارجي ضد مصر، اولي هذه الخطوات كما تراها «الحماقي» حل مشكلة البطالة وتوفير فرص عمل للشباب حتى لا تتطور أعمال العنف وينساق إليها الشباب، دخول المستثمرين المصريين بقوة والتوسع محليا في رسالة لطمأنة المستثمرين الاجانب علي استثماراتهم في مصر، وإسراع الحكومة في عمل التعديلات التشريعية للقوانين الاقتصادية والاستثمارية للانتهاء منها قبل انعقاد المؤتمر ليأتي بثماره المرجوة منه. محمد جنيدي نقيب الصناعيين ورئيس جمعية مستثمري 6 اكتوبر وصف نجاح الإصلاحات الاقتصادية اللازمة لإنجاح المؤتمر الاقتصادي العالمي، بضرورة الحرب، بمعني أن الانتهاء من هذه الاصلاحات أولي العوامل الضامنة لنجاح المؤتمر، وبالتالي ارسال رسالة للعالم مفادها ان مصر قادرة علي النجاح وتحقيق الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي، وهذا اكبر دليل علي نجاحها في الحرب ضد الإرهاب. لذلك - والحديث مازال لجنيدي - فان توحد الجهود وتنظيم الصفوف علي كل الأصعدة خاصة المعنيين بالاقتصاد أمر لا بديل له لمعاونة الدولة في حربها ضد الإرهاب وإنجاح هذا المؤتمر العالمي، ويضيف نقيب الصناعيين أن استجابة الحكومة لطلبات الصناع والمستثمرين التي بح صوتهم لتحقيقها، أولي خطوات النجاح وعوامل الجذب للاستثمارات الخارجية لأنها جميعها طلبات تصب في صالح الصناعة والاستثمار وتذلل العقبات أمام جذب المزيد منها.