لو كان هدم الكعبة أهون على الله من دم مسلم ... فإن الإرهابيين يهدمون الكعبة كل يوم باسم الاسلام ... ونحن لا نملك حسابهم فى الدنيا على هدم الكعبة ... لأننا لا نقوم مقام الله كما يدعون لأنفسهم ... لكنا نملك أن نحاسبهم على إراقة الدماء ... وما يحدث فى سيناء اليوم هو حساب على القتل ... وأهل سيناء أعلم بالخطر الذى يواجهونه . .. ويواجه مصر ... وطرد الإرهابيين من سيناء ... ونجاة مصر من المؤامرة الكبرى ... يستحق أن نترك بيوتنا لأيام ... بدلا من أن نتركها لأعوام ... ربما للأبد ... ومن قدم لمصر خدمة وطنية جليلة أثناء الاحتلال ... لن تأخذه كلمات القتلة بعيدا عن مصلحة الوطن ... فأهل سيناء يملكون صفاء البادية ... وحكمتها ... ولهم من رجاحة العقل ما يجعلهم يعرفون قاتلهم ... كما يعرفون حاميهم ... ولو كان الجيش همجيا كغيره لدك البيوت على من فيها كما يحدث فى بلاد ليست ببعيدة ... والإرهاب جديد على أهل سيناء ... عرفوه مع حكم مرسى لكن الوطنية ليست عليهم بجديد ... فمصر تعرف ما قدموه ... لكنهم لا يعرفون ما يفعله الإرهاب ... نحن فى دلتا مصر نعرفه ... واجهناه من قبل ... المعلومة ليست جديدة ... لكن ذكرها واجب ... وتذكرها اليوم ضرورة ... فجروا معابد ... ضربوا المقاهى ... حاولوا اغتيال نجيب محفوظ فخر الأمة العربية ... قتلوا المصريين والأجانب ... كل ذلك يستحق أن نتذكره اليوم ... لأننا نواجه إرهابا آخر ... إرهابا يقول إما أن نحكمكم ...أو تموتوا جميعا ... التنظيمات الإرهابية تبعث برسالة ... أن تموتوا خير من أن تعيشوا أحرارا ... بعيدين عن قبضتنا ... ونحن شعب وجيش وشرطة نرد ... أو يجب أن نرد ... أن تموتوا خير من أن ترهبونا ... أو تسيطروا على عقولنا ... فالمعركة بيننا وبينكم معركة عقل ... ليست معركة قنبلة وصاروخ ... معركة من يفكر لنفسه ... مع من يترك مهمة التفكير لغيره ... معركة المتخفى ... والظاهر ... فالذين يفجرون أنفسهم ... والذين يهاجمون من وراء ستار لا يملكون من أمر أنفسهم شيئا ... فهناك من يأمر وهم يطيعون ... وهناك من يخطط وهم ينفذون ... ومن يمول ويشترى وهم يبيعون ... ليست الصفقة صفقة دين يريدون أن يحيوه ... ولا شرعاً يرغبون فى تطبيقه ... لكنها صفقة دنيا أرادوا أن يصيبوها ... وحكم ابتغوه ... وسلطان يسعون إليه ... والله ودينه من هذه الصفقة براء ... ونبى الرحمة قال فى حجة الوداع ... «أيها الناس ... إن أموالكم وأنفسكم عليكم حرام ... كحرمة يومكم هذا «... فى شهركم هذا « ... ومن أفتى بغير ما أمر به الله ورسوله فليأت بدليل ... وليس بقنبلة ... ولا بحريق. الذين يستبيحون دم جنودنا يحاولون خداع أهل سيناء ... يتحدثون عن الإخلاء ويخشون أن ينكشفوا ... يريدونهم دروعا يحتمون بها ... يريدونهم سترا يتحركون من خلفه ... يريدونهم عبيدا لأطماعهم ... لا أهلا يعيشون بينهم ... لن تخدعوهم ... ولن تقتلوهم ... فبالأمس كان أهل سيناء حماية وأمنا لنا.. واليوم نحن لهم حماية وأمن ... هكذا هى مصر ... وهكذا هى الشعوب السوية.