في مصر ظاهرة تمنينا ان تكون صحية، لكنها خلت من الضوابط.. وتركت دون معايير حتى تحولت إلى مشكلة تحتاج الى حل عاجل.. ليته يكون حلاً ذا شقين.. قانوني وأخلاقي. عن الفضائيات والصحف والمواقع الخاصة أتحدث، فعندما كان الاعلام رسماً يفقط، كنا ننادي بضرورة فتح نوافذ الحرية للجميع،.. وبمثالية «الشباب» طالبنا بضرورة التوسع في منح تراخيص الصحف، والغاء أي رقابة مسبقة عليها، فكانت البدايات مع صحف «المنابر» والأحزاب.. وبدأنا نلحظ بدايات «مزايدات» وشطط أحيانا لكنه كان «مقبولا» بعد سنوات القيد الاعلامي الذي كان مفروضا على مصر، ثم جاءت «الفضائيات».. بقضها وقضيضها.. وللاسف لم تراع أغلبها المعايير المهنية، ولا أخلاقيات المهنة، وشاهدنا ضيوفا دعاة فتنة.. ومقدمي برامج دون المستوى.. ومعدّين غير مدركين لكثير من أبجديات العمل الإعلامي، وأصبح معيار النجاح هو للأكثر جذبا حتى لو داس على كل القيم.. بما فيها مصلحة مصر. .. وكان السم الأكثر فتكاً في «مواقع الإثم» على الانترنت، التي هُتكت على شاشاتها «كل» الاخلاق، واغتيلت فيها كل المبادئ.. لا منطق ولا عقل ولا حكمة، ولا صون للسان أو حفظ لاعراض.. واخرج فيها الناس أسوأ ما فيهم. .. ومنذ سنوات، وحكماء المهنة يطالبون بوضع ميثاق شرف إعلامي، فيكون أول من يتملص من المشاركة في إعداده أو تأييد التشريع بوجوده هم الاعلاميون انفسهم، بمقولات حق يراد بها باطل.. حتى وصلنا الى ما نراه من فضائح.. وما نسمعه من غثاء.. وما نقرأه من تضليل. .. وحسنا فعل رؤساء تحرير الصحف القومية والحزبية الذين اجتمعوا في مقر «الوفد» ليصدروا بيانا يؤكدون فيه على حرية الكلمة، ويلتزمون فيه بالتوقف عن نشر البيانات التي تدعو الى التحريض ضد مؤسسات الدولة، وتدعم الارهاب. وأتمنى ان يلتزم الزملاء المحترمون بذلك، والايام القليلة القادمة ستثبت مدى جديتهم. كما أتمنى ان تتضافر جهود نقابة الصحفيين المصرية مع المجلس الأعلى للصحافة ليحتضنا اجتماعاً أكثر توسعا يضم مسؤولي القنوات الفضائية، واصحاب «عزب» الجرائد الالكترونية لوضع ضوابط «اخلاقية» لما تتم ممارسته على شاشات التلفزيونات والكمبيوترات، وما يتم نشره في الصحف، للحفاظ على قيم وثوابت المجتمع، دون مساس بالحرية المسؤولة لكل افراده. وفي ظني ان الأمر لن ينصلح دون الاسراع باستصدار تشريعات وقوانين تسمح بمعاقبة كل من يتجاوز أو يخالفها بعقوبات رادعة، بما في ذلك الصحف والمواقع الالكترونية، والاتفاق على ميثاق شرف اعلامي ملزم للجميع، يضم عقوبات وغرامات «صارمة» على الوسيلة الاعلامية.. والاعلامي.. ومعد البرنامج.. وناشر الجريدة الالكترونية اذا تمت مخالفته. .. وطالما ان الاعلام اصبح اهم ادوات حرب الجيل الرابع، فلابد ان نتطور لنواجه مخاطره التي نشعر بها في كل وقت.. وتدخل كل بيت.. بل ونحملها في أيدينا وجيوبنا!! وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء. twitter@hossamfathy66