غريب أمر البعض الذي –بعد فترة صمت– يظهرون على الساحة ليطالبوا –بطريقة مباشرة أو غير مباشرة– بالمصالحة «الوطنية».. والله أعلم بالنوايا..!! المصالحة «الوطنية» –أيها السادة– تتم بين أطراف تؤمن «بالوطن».. أما من لا يعترفون بمصر وطناً.. فلا مكان لهم بيننا.. وهم بالقطع خارج دائرة «المصالحة الوطنية»..!! سموا هذا «إقصاء».. أو «انتهاكاً لحقوق الإنسان».. فالمهم هو الجوهر قبل الشكل..!! وأذكر هنا مقولة لرئيس مصر المنتخب.. حين قال: «والله..إحنا مستعدين نبيع أنفسنا.. من أجل مصر»..!! فلسفة وطنية عميقة يجب أن نستوعبها بكل ما تعنيه.. وبكل ما تستهدف..!! درس في الوطنية.. على الشباب أن يعمل وفق معانيه.. وعلينا نحن أن نعمل على معاونة الشباب ليصبح من ركائز «المواطنة المصرية».. وهى من المقومات الأساسية في بناء المستقبل..!!. وفى كافة الأمور – يجب ألا يغيب عن بالنا.. أن مصر حالياً تخوض حرباً ضروساً ضد الإرهاب الممنهج داخلياً وخارجياً.. وفى الحرب يصبح الشعار.. «النصر أو الاستشهاد».. ونحن –كشعب– تعودنا على «النصر».. الكاسح والباتر..والكامل..!! وعلينا أن نتذكر أن مهمة تحقيق النصر ليست مسئولية قواتنا المسلحة أو الشرطة والأمن.. فحسب.. بل إن المهمة.. هي مسئولية كل الشعب.. بكل فئاته..!! هذا الدرس تعيه جيداً الفئات فوق سن الخمسين.. وهى الفئات التي شهدت وعاشت «نصر أكتوبر 1973».. النصر الوحيد في التاريخ الحديث للأمة العربية..!! فإذا انتقلنا إلى البنيان الاقتصادي.. يستوقف النظر.. ما يطلق عليه مسمى «المؤتمر الاقتصادي».. المزمع عقده في شرم الشيخ في فبراير القادم..!! أنا أفضل أن نطلق عليه تسمية أخرى قد تكون.. «مؤتمر دعم الاقتصاد المصري»..لماذا؟! الرد ببساطة –هو أن مصر بكل ثقلها في المنطقة– عانت من تآمر ممنهج على مدى عدة سنوات.. ونجحت بنسبة كبيرة –حتى الآن– في رد السهام إلى صدور المتآمرين بعيداً عن الأمة العربية بأكملها..!! وهذه حقيقة دعت العربي المخلص والحر الملك عبدالله (خادم الحرمين) –أطال الله في عمره– إلى المناداة بفكرة عقد المؤتمر منذ اليوم الأول لنجاح ثورة 30 /6/2013..!! الأمر بالنسبة لنا – أيها السادة.. لا يختلف كثيراً عن الدمار الذي تعرضت له أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية..!! وما كان لأوروبا أن تنهض من عثرتها إلا من خلال..دعم دولي تمثل أصلاً في «مشروع مارشال»..!! وعادت أوروبا إلى المسرح العالمي ببنيان قوى.. نشهده جميعاً في الوقت الحاضر..!!. واستطراداً لما جاء في الفترة السابقة.. أود أن أذكر: (1) المصريين. (2) أخوتنا العرب الأحرار – وفى المقدمة السعودية.. وأبناء العربي «العتيد» زايد آل نهيان.. ثم البحرين والكويت.. وغيرها.. (3) أصدقاءنا فى الشرق والغرب.. أذكر الأطراف الثلاثة بأن مصر بثورة 30/6 أعادت الشرق الأوسط إلى مسيرة التنوير والازدهار والتقدم.. ثم أعادت للأمة العربية الحرة أمنها واستقرارها.. ثم أعادت للعالم كله أمناً واستقراراً في موقع استراتيجي يتميز بانفراد مطلق على المستوى العالمي.. ناهيك عن تعرية تحرك الإرهاب إقليمياً وعالمياً..!! أليست هذه الأمور كافية لتبرير عقد مؤتمر «لدعم الاقتصاد المصري».. بعد أن ضحت مصر -ومازالت تضحى- بالكثير في سبيل استمرار التقدم في هذه المنطقة الحساسة من العالم..؟! وهنا لابد أن أضع -بصراحة كاملة– أمام من سيشتركون في مؤتمر شرم الشيخ – سواء أكانوا مستثمرين أو دولاً أو مؤسسات دولية.. عدداً من الحقائق الواضحة التي من شأنها أن تدعم الموقف المصري.. وأن تعود بالنفع على المشتركين في دعم اقتصاد «مصر القوية.. القادرة.. والفاعلة»: 1- قناة السويس.. والتي قال عنها ابن مصر محمد أنور السادات.. وهو يعيد فتحها بعد نصر أكتوبر 1973.. أنه يفتح للعالم «شرياناً للحياة».. «شرياناً للرخاء».. يا لروعة التعبير الذي أورده فقيد مصر الغالي «السادات»..!! هذه المرة.. تقدم مصر قناتين بدلاً من قناة واحدة..!! ويرتبط بهذا الموقع الجغرافي الاستراتيجي لمصر.. بحراً.. وجواً.. وأرضاً..!! 2- الموقف العربي الحر.. الذي يدعم مصر اقتصادياً وسياسياً.. إقليمياً وعالمياً..!! هل سنشهد مولد «القوة السادسة» في العالم..!! قوة نادى بها.. وكان يحلم بها.. من؟! طبعاً «محمد أنور السادات». 3- القوات المسلحة المصرية.. وقوات الأمن المصرية.. قوات نجحت –وسيزيد نجاحها– في القضاء على الإرهاب.. وإعادة الأمن والاستقرار إلى مصر.. والى المنطقة بأكملها..!! 4- المسرح العالمي الذي لا تتحكم فيه دولة واحدة.. ومن ثم فإن الموقف المصري –في حربه ضد الإرهاب الذي أصبح عالمياً-.. هذا الموقف ينال بالفعل الكثير من التأييد من العديد من القوى المؤثرة في المسرح السياسي العالمي..!! يبقى دور الشعب.. كباراً وشباباً وصغاراً.. ذكوراً وإناثاً..!! على الشعب أن يعي أنه مطالب بالعمل الشاق.. الجاد.. ليل نهار..!! على الشعب أن يدرك تماماً أن مصر.. لن تبنيها سوى سواعد أبنائها..!!