سألت الشيخ محمد بن راشد حاكم دبى عن سر التقدم السريع فى دولة الإمارات خاصة فى إمارة دبى، فقال إنها الإرادة، وكنت أظن أنها الإمكانات غير أن واقع الإمارات ودبى خاصة يخالف ظنى فكثير من الأفراد والمؤسسات والدول يمتلكون الإمكانيات، إلا أنهم لا يتقدمون لأنهم يفتقدون الإرادة. ومن يزور الإمارات يجد أنها دولة متقدمة تعتمد العلم والتكنولوجيا أساساً لتقدمها، ودبى التى يحكمها الشيخ محمد بن راشد لا يعرف قادتها المستحيل، ومهما كانت الصعوبات كبيرة وكثيرة، فإن الإرادة والعزيمة قادرة على التغلب عليها ويعتمد الشيخ محمد بن راشد على القطاع الحكومى فى تحقيق التقدم المشهود، ووضع أساساً للعمل الحكومى يعتمد على تغيير مفهوم السلطة الحكومية، لتتحول من سلطة على الشعب، إلى سلطة لخدمته..وحول العمل فى قطاعات الحكومة من مجرد باب للاسترزاق الى باب للإنتاج وأيضاً للإبداع، ويقول الشيخ محمد إن مهمتنا كقادة هى تحقيق الصالح العام وإسعاد الناس، ولا يمكن تحقيق ذلك دون مشاركة الناس، لذلك نعطى الأولوية لتنمية البشر، وهى محور رئيسى فى رؤيتنا.. ورؤيته لتنمية البشر لا تقف عن حد، فالتدريب فى الداخل والخارج من أولويات وأساسيات العمل فى كل القطاعات. ولأن الوقت له وزنه وقيمته عند محمد بن راشد، فعداد الوقت عنده بالثانية، واليوم عنده ليس 24 ساعة كما نحسب، بل «86» ألفاً و«400» ثانية وكل ثانية عنده لها وزن، ولذلك كانت له شخصياً الريادة فى التوجه نحو استخدام التقنيات الحديثة، فكان مشروعه «حكومة دبى الإليكترونية» التى لم يشأ أن تظل هى حلقة الوصل الإليكترونية بين المقيمين والزائرين والحكومة، لتوفير الوقت والجهد، وانتقل بها الى مفهوم آخر يسبق به العديد من دول العالم فكانت «الحكومة الذكية» التى توفر «جميع» الخدمات الحكومية لكل الناس فى دبى من خلال تطبيقات على أجهزة الكمبيوتر والتابلت والموبايلات، من خلالها ينهى أى شخص أى تعامل مع الحكومة فى مختلف قطاعاتها، من خلال رسالة أو مكالمة بالتليفون لتصبح كل الخدمات فى الجيب فى الموبايل، من الاستعلام عن عنوان الى سداد رسوم العبور على الطرق السريعة، الى تخليص الجمارك، الى متابعة التلاميذ فى مدارسهم، وسداد أى فواتير أو غرامات، والحصول على التأشيرات والإقامات، والحصول على رسائل التذكير بمواعيد التطعيمات، وتقديم الشكاوى وتلقى الردود عليها، وغيرها كثير. إذا ترددت على دبى كل شهر، لابد أنك ستلحظ تقدماً ما قد حدث،لأن القائمين عليها لديهم إرادة لأن تكون إمارتهم ودولتهم فى المقدمة، وهذا ليس بغريب على أشخاص يدركون أنه فى كل صباح يستيقظ غزال، يُدرك أنه يجب أن يعدو بخطوات أسرع من أسرع أسد،وإلا كان وجبة فى بطن الأسد،وفى كل صباح يستيقظ أسد، يدرك أنه يجب أن يعدو بخطوات أسرع من أبطأ غزال، وإلا مات من الجوع.. فلا يختلف الأمر عليهم فسواء كانوا أسوداً أو غزلاناً، فعندما تبزغ الشمس يركضون بأقصى سرعة.