أختلف مع أى مسئول يدعى أن الزيادة السكانية فى مصر ثروة قومية.. لأنه حتى الآن تمثل هذه الزيادة المستمرة المفزعة.. عبئاً ثقيلاً.. ووحشاً يلتهم أى إنتاج.. ويؤدى لزيادة مشاكلنا فى الإسكان والصحة والنقل والمواصلات والتعليم.. وغيرها.. لأن تقسيم الخدمات على 50 مليوناً لا ريب خير من توزيعها على مائة مليون. أقول إن الزيادة لا تمثل ثروة حتى الآن بل فزعاً.. لأن إنتاج العامل المصرى مازال ضعيفاً للغاية مقارنة بالعامل بالدول المتقدمة. وطبقاً لتقرير الاتحاد العربى للتنمية البشرية فإن متوسط عدد ساعات العمل الحقيقية التى يؤديها العامل المصرى فى اليوم حوالى 30 دقيقة.. ورغم أن هذا المعدل يعد أفضل من الجزائرى «22 دقيقة» والسودانى «20 دقيقة» فإنه لا يساوى شيئاً أمام معدل العامل فى الدول المتقدمة «7 ساعات». قد يقال إن ضعف إنتاج العامل المصرى يرجع للفساد والترهل الإدارى والبطالة المقنعة وغير ذلك من أسباب تعوق التنمية.. وزيادة الإنتاج.. إلا أننا حتى الآن أمام حقيقة مؤكدة وواقع نعيشه وهو أن الزيادة السكانية تمثل عبئاً ثقيلاً وغولاً يلتهم المنتجات والخدمات.. فالزيادة السكانية فى مثل أحوالنا تمثل نقمة وليست نعمة، كما يحدث فى بعض الدول التى نضرب بها المثل مثل الصين رغم أن الصين حددت النسل بقوانين صارمة وفرضت عقوبات رادعة على من ينجب أكثر من ولد. وقد يردد البعض أن مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق قال عند أول زيارة له لمصر: «لو كانت لدى ماليزيا عند التخطيط لبناء حضارتها الحديثة ربع ما لدى مصر من موارد بشرية واقتصادية وموارد طبيعية لجعلت منها أعظم دولة فى العالم». نعم.. يمكن أن تكون الزيادة السكانية.. نعمة.. ولكن هذا يتطلب أن تكون الزيادة فى التنمية والإنتاج والخدمات والمرافق أكبر وأسرع من الزيادة السكانية.. وهذا، ولا نكذب أو نضحك على أنفسنا.. بالطبع «أمل» صعب تحقيقه فى ظل أوضاعنا وسلوكياتنا وأسلوب حياتنا.. ولا داعى أن ننافق أنفسنا أو نضحك على بعضنا بكلمات منمقة معسولة وأوصاف ليست فينا. كفاية كلام.. بأننا أعظم شعب.. وأجدع ناس. نريد أن نكون أعظم شعب بالعمل والإنتاج واحترام القانون وليس بالمزيد من الانفجار السكانى وتخريج كتائب عاطلة.. وإنتاج أفواه جائعة.. قائلين الرزق على الله.. وننسي الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التى تحثنا على العمل والتوكل على الله وليس التواكل والكسل والخمول والفهلوة.